الإدارة الأمريكية المنصرفة تودع العالم أعلن الناطق بإسم كتابة الدولة الأمريكية، شون ماكورماك، رسميا، عن زيارة ستقوم بها وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، إلى الجزائر، في سياق جولة تستغرق 4 أيام إلى شمال إفريقيا وتبدأ غدا الخميس، ستزور خلالها كلا من ليبيا وتونس والمغرب. * وحسب ما أعلنه، الثلاثاء، المتحدث بإسم كتابة الدولة الأمريكية، فإن رايس ستزور أولا الجماهيرية الليبية العظمى، في زيارة "تاريخية هامة"، هي الأولى من نوعها منذ 55 سنة، للمسؤول الأول عن الديبلوماسية الأمريكية، وحسب ما أعلن عنه في واشنطن، فإن جولة كوندوليزا رايس ستبدأ اليوم وتنتهي الأحد المقبل، ولم يوضح شون ماكورماك المواعيد المحددة لكل زيارة في إطار هذه الجولة، مبرزا بأن "رايس سعيدة بجولتها هذه". * وسجل الناطق بإسم كتابة الدولة للشؤون الخارجية، أن هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ عدة سنوات، هي "إنتصار وإنجاز للديبلوماسية الأمريكية"، مضيفا بأن جولة رايس إلى المنطقة، هي أيضا "إنتصار للسياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية"، وينتظر حسب ما أعلنه المسؤول الأمريكي، أن تتطرق رايس خلال مباحثاتها مع رؤساء وكبار المسؤولين في البلدان التي ستزورها، الى "العلاقات الثنائية ولا سيما الإقتصادية"، وأشار ماكورماك إلى أن مسألة مكافحة الإرهاب ستشكل موضوعا محوريا في المباحثات التي ستجريها رايس في الجزائر، في حين أن مسألة الصحراء الغربية سيتم بحثها "بالتأكيد" في الرباط. * ويرتقب أيضا أن تفتح رايس خلال جولتها المغاربية، ملفات التعاون الثنائي في مجال محاربة التهريب وحراسة الحدود وكذا التنسيق الأمني والعسكري، إلى جانب الوضع في السودان والعراق والشرق الأوسط، وملف النووي الإيراني والإنقلاب العسكري في موريتانيا وكذا معتقلي غوانتنامو وحركة الأشخاص وتسليم المبحوث عنهم والمطلوبين قضائيا. * وإلى جانب هذه الملفات، لا يستبعد أن تفتح كوندوليزا رايس، خلال مباحثاتها، ملف القاعدة العسكرية "الأفريكوم"، المشروع الأمريكي الذي لم يتحقق بعد، نتيجة رفضه من طرف البلدان التي عرضت عليها واشنطن، بالتلميح أو التصريح، لإحتضان هذه القاعدة العسكرية التي تقول الولاياتالمتحدة أنها تهدف إلى محاربة الإرهاب الدولي بالساحل الإفريقي والصحراء الكبرى. * وهو المشروع الذي أكدت الجزائر رفضها المطلق له، واعتبرته في العديد من المناسبات، أنه يتنافى مع السيادة الوطنية، وأن الأراضي الجزائرية، لن تحتضن أي قاعدة عسكرية، مهما كان البلد الذي إقترح ذلك، و"ردا" على هذا الرفض الرسمي، أشارت واشنطن إلى أنها لم تعرض أبدا على الجزائر إحتضان قاعدة "الأفريكوم". * وكان وزير الخارجية السابق، محمد بجاوي، قد وجه دعوة رسمية لنظيرته الأمريكية، كوندوليزا رايس، خلال زيارته لواشنطن، في وقت سابق، قصد زيارة الجزائر، وقد قبلت رايس الدعوة وأرجأت تنفيذها إلى وقت لاحق. * وزيرة الخارجية الأمريكية، كانت قد أعربت عن تقدير واشنطن لجهود الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن على الصعيدين المحلي والإقليمي، وقالت رايس في بيان بعثت به إلى السفارة الأمريكيةبالجزائر بمناسبة تدشين مقرها الجديد بالعاصمة، في ماي الماضي، أن الجزائر متفوقة في ميدان الأمن الإقليمي والدولي، مشيرة إلى أن إقتصاد الجزائر حقق تطورا كبيرا وأن مجتمعها ماض الى مزيد من الانفتاح أكثر من أي وقت مضى بفضل السياسة الحكيمة للقيادة السياسية، وذكرت رايس أن واشنطن عازمة على دعم الشعب الجزائري في إعادة الإستقرار وبناء دولة المؤسسات وتحقيق الأمن، معربة عن الأمل في إرتقاء مستوى العلاقات بين الجزائروالولاياتالمتحدة. * ويرجّح أن يشكل التكالب الإرهابي الأخير، الذي عرفته الجزائر، خاصة في ما يتعلق بتبني التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، لأسلوب التفجيرات الإنتحارية، محورا من محاور التباحث بين رايس والمسؤولين الجزائريين، ولا يستبعد أن يكون ملف "القاعدة" ومحاولة "الجماعة السلفية" الإلتصاق بها، محل نقاش أيضا، علما أن الجزائر أكدت أنه لا وجود لتنظيم إسمه "القاعدة" ينشط على أراضيها. * وقبيل زيارة رايس إلى الجزائر، كان الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أكد مؤخرا، أن الجزائر حليف إستراتيجي للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، مبرزا في رسالة تهنئة وجهها الى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة عيد الاستقلال أن واشنطن ترغب في تعزيز التعاون ورفع التنسيق الأمني مع الجزائر في مجال ملاحقة الجماعات الإرهابية، ولفت بوش إلى أن الجزائر تملك طاقات كبيرة تسمح لها بأن تكون شريكا هاما لواشنطن في المجال الإقتصادي والإستثمار والطاقة، مثمنا ما ما حققه الرئيس بوتفليقة سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا ودوره في تحقيق الإستقرار والأمن للجزائر منذ تسلمه الحكم العام 1999.