قبل حولي شهرين عن موعد الانتخابات التشريعية المقبلة، تباينت أراء الفاعلين في الرياضة الجزائرية، وفي كرة القدم بالخصوص. ففي الوقت الذي أعلن فيه البعض ترشحه رسميا على غرار بلومي ومداور، فضل البعض الآخر الابتعاد عن اللعبة السياسة، والبقاء وفيا لكرة القدم، وهو ما ذهب إليه كل من سرار وسعدان، ويوسف جباري، رغم أن ابنة هذا الأخير ستكون مرشحة لخوض سباق الفوز بمقعد في المجلس الشعبي الوطني. وكان الاستثناء الوحيد مصطفى براف الرئيس الأسبق للجنة الاولمبية الجزائرية، الذي كشف أنه لن يخوض تجربة جديدة في البرلمان، في الوقت الذي مازال فيه كل من عيسى منادي ومولدي عيساوي في مرحلة التفكير . وقرر عبد الكريم مداور رئيس نادي جمعية الشلف، الترشح خلال الانتخابات التشريعية المقبلة، حيث سار على نهج لخضر بلومي اللاعب الدولي الأسبق، الذي أعلن ترشحه في ولاية معسكر. وساهم مدوار بشكل كبير في النتائج التي حققتها جمعية الشلف في المواسم الماضية، والتي كان آخرها التتويج بلقب البطولة الوطنية، حيث عاد النادي للمشاركة في المنافسات القارية، وسجل بداية قوية، بعد تجاوزه لعقبة نادي اسفا البوركينابي بالنتيجة والأداء. وقال مداور ل"الشروق" أن ترشحه نابع من قناعته بضرورة المساهمة، في حل بعض المشاكل التي يعاني سكان المدينة، وتمثيلهم أحسن تمثيل في المجلس الشعبي الوطني خلال العهدة القادمة. وكان بلومي قد أكد في تصريح ل"الشروق" قبل أيام، أنه يسعى لقطع الطريق أمام بعض الغرباء عن ولاية معسكر، الذين لا يعودون إليها سوى مع اقتراب المواعيد الانتخابية، ثم ينسوها بعد ذلك، مضيفا في ذات السياق أن التجربة الجديدة التي يسعى لخوضها جاءت بسبب إلحاح سكان المنطقة الذين طالبوه بتقديم ترشحه، من أجل المساهمة في إعادة بعث التنمية في هذه الولاية التاريخية. السياسة لا تستهوي جباري.. وابنته تبحث عن كرسي في المجلس الشعبي وأكد يوسف جباري رئيس نادي مولودية وهران أن المغامرة السياسية لا تستهويه، ولم يضع ذلك في باله، لكنه كشف ل"الشروق" أن ابنته مريم قررت الترشح في الانتخابات القادمة: "لنا لست رجلا سياسية، لكن ابنتي قدمت ترشحها لموعد 10 ماي" قال جباري ل"الشروق". وكشف المدرب الوطني الأسبق، رابح سعدان، أن فكرة الترشح للمجلس الشعبي الوطني لم تخطر على باله يوما، ولم يفكر في ذلك حتى في منامه، لأنه ببساطة يفضل البقاء في الميدان الرياضي، وترك السياسة لأهلها. وقال سعدان في تصريح مقتضب ل"الشروق": "لن أترشح للبرلمان، وخاطيني السياسة". ومن جهته فند سرار خبر ترشحه للانتخابات التشريعية القادمة، حيث أكد أنه لم يفكر في ذلك يوما، على اعتبار أن كل تركيزه منصب على الجانب الرياضي، حيث أوضح في هذا السياق: "صحيح أني أتابع السياسة، لكني لم أفكر يوما في الدخول في الانتخابات وخوض هذه التجربة" وتابع "قضيت 50 سنة في كرة القدم، ولست مستعدا للتخلي عن هذا المشوار، لأن الجميع عرفني في الرياضة وسأبقى وفيا لذلك". وأكد سرار أنه كانت له بعض العروض للترشح من قبل بعض الأحزاب، لكنه اعتذر عن ذلك، متمنيا في ذات الوقت أن ينجح هذا الموعد من أجل مصلحة الجزائر أولا وقبل كل شيء.
براف يكتفي بعهدتين ويفضل ترك مكانه لوجوه جديدة وأعلن مصطفى براف الرئيس السابق للجنة الاولمبية الجزائرية، أنه قرر عدم خوض تجربة جديدة في المجلس الشعبي الوطني، من أجل فسح المجال أمام الوجوه الشابةالجديدة من أجل استلام المشعل، وتولي مهمة تمثيل الشعب في في الهيئة التشريعية. وقال براف في تصريح ل"الشروق" أمس: "لن أترشح لانتخابات 10 ماي ، فبعد عهدتين في المجلس الشعبي الوطني، قررت عدم خوض تجربة جديدة وترك مكاني للشباب، وهو ما يتماشى مع التوجيهات الأخيرة لفخامة رئيس الجمهوية". وشدد اللاعب الدولي الأسبق في كرة السلة على ضرورة التوجه بقوة الى صناديق الاقتراع، يوم 10 ماي، من أجل إنجاح هذا الموعد الهام، من أجل مواصلة مسعى البناء الوطني. من جهته، أكد عيسى منادي أنه لم يفضل بعد في قرار ترشحه من عدمه، مشيرا في ذات السياق أنه سيحسم في هذا الأمر خلال الأيام القليلة القادمة، حيث سيفكر في الأمر من جميع الجوانب، خاصة بعد إلحاح عشيرته عليه بضرورة الترشح من جديد لعضوية المجلس الشعبي الوطني. وقال منادي في تصريح ل"الشروق": "مازلت حاليا في مرحلة التفكير، قبل اتخاذ القرار في هذا الموضوع" وأضاف في ذات السياق "خلال الأيام القليلة القادمة سأحسم موقفي بالترشح من عدمه". وكان رئيس اتحاد عنابة قد صرح في وقت سابق عند استضافته في منتدى الشروق، أنه لن يترشح لعهدة جديدة في البرلمان، حيث قال بصريح العبارة "لا. لا أتوقع الترشح لعهدة أخرى، فيذهني لا أرى نفسي عضوا في البرلمان المقبل". ونفى ذات المتحدث أن يكون قد استغل يوما حصانته البرلمانية لمصلحته الخاصة، حيث أكد أنه عمل طيلة عهدته على حل المشاكل المحلية، من أجل حل المشاكل الخاصة بسكان مدينة عنابة. وسار مولدي عيساوي الوزير الأسبق للشباب والرياضية في ذات السياق، حيث أكد ل"الشروق" أنه مازال في مرحلة التفكير للترشح في الانتخابات التشريعية، المقرر بعد حوالي شهرين من الآن: "أنا حاليا أفكر بجدية في تقديم ترشحي، لكني لم أفصل في ذلك بصفة رسمية". وترك محدثنا الانطباع انه سيترشح للانتخابات بنسبة كبيرة، سيما وانه عاد للواجهة السياسية في المدة الاخيرة، حيث كان يحضر لانشاء حزب سياسي، قبل أن يتراجع عن ذلك في آخر لحظة. وانسحب عيساوي مؤخرا من اتحاد العاصمة، حيث كان يشغل منصب المدير العام للنادي، بسبب خلافه مع رئيس النادي علي حداد