يوم آخر... ودائما نفس الزجاج المربع يرهقنا.. غبار كثيف سيارات كثيرة... "غاشي" بنوعيه القير المحتاج والمالك المتبجح,, المهم هرولة في كل الاتجاهات. هرولة على شكل سباق من أجل الضحك من جديد على ذقون الغاشي الجائع.. هرولة على شكل الشحذ.. ماذا يجري؟ منذ متى الغاشي المتبجح الذي يملك الدنيا بخيراتها وجمالها وعماراتها وحدائقها وبنوكها وبنسائها وملذاتها يحتاج إلى الغاشي "المتغاشي" من الجوع وكلمة "مكانش" التي يقابل بها كلما طلب حقا مهدورا. ماذا تحتاجون منا؟ ماذا تريدون من عوزنا.. ما دخلنا نحن إذا أنتم اجتمعتم فيما بينكم وقررتم أن تقيموا "زردة" وتذبحون فيها ما تملكون في اصطبلاتكم السياسية.. ما دخلنا نحن في هذا؟ ماذا؟.. تريدون "الغاشي".. تحتاجون إلى من يضرب الطبل ويفرق المزمار ومن يسخن البندير وحتى من يشطح أيضا. مخطئون أنتم؟ أتدرون لماذا؟.. التطبال والتزمير والبندير والشطيح من اختصاصكم أنتم.. نعم.. "خلو زيتكم في دقيقكم" وألعبوا "خاوة خاوة" وتقاسموا المهام كما تعودتم.. الأفضل أن لا يدخل "البراني" بينكم خاصة إذا كان "براني" جائع.. وأتركوا "الزردة" لأهلها فقط.. أما نحن يوم أن تشبع الكرش حتما الرأس سيغني.. لا تقلقوا. المهم.. زردتكم مباركة.. ولنواصل نحن بكرشنا الفارغة المتابعة خلف الزجاج المربع. بقلم: سميرة قبلي