التقى أمس الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، بمنسق الحركة التصحيحية، صالح ڤوجيل، في لقاء دام ساعة واحدة، اتفق فيها الطرفان على برمجة لقاء آخر يوم الاربعاء المقبل لبحث مسألة التقدم بقوائم واحدة في تشريعيات ماي المقبل. وأكد صالح ڤوجيل، أن التقدم بقوائم واحدة في الانتخابات التشريعية باسم الحزب العتيد، مرهون باقتناع الأمين العام عبد العزيز بلخادم، بقوة التقويميين على الميدان، وأشار ڤوجيل إلى استمرار الحركة في إعداد قوائم خاصة بها تحسبا لأي طارئ. وقال ڤوجيل: "قواعد حركة التقويم والتأصيل، انتهت من اختيار مرشحيها بطريقة ديمقراطية، غير أن المشكل يكمن في تأخر الطرف الآخر (بلخادم ومن معه) في الحسم في اختيار مرشحيه، الأمر الذي أخر التوصل لاتفاق يرسم القوائم النهائية التي سيتقدم بها الأفلان في الانتخابات التشريعية". ودعا عضو المكتب السياسي السابق، في اتصال مع "الشروق"، عبد العزيز بلخادم إلى مزيد من الجدية من أجل إنجاح مساعي الصلح، منتقدا ما أفرزه اللقاء الذي جمع الرجلين الأسبوع المنصرم "بلخادم لم يقدم ملموسا، وإذا استمر الوضع على هذه الحال، فالحركة التقويمية ستتقدم بقوائم حرة، كما وعدت من قبل". وعبر المتحدث عن استغرابه من الطريقة التي تحدث بها الأمين العام للحزب العتيد، أمس في الندوة الصحفية، والتي ألمح فيها إلى أن الطرفين المتخاصمين أنهيا الخلاف، وقال: "بلخادم تحدث عن اتفاق صلح من طرف واحد، في حين كان يتعين عليه أن ينتظر إلى غاية تجاوز نقاط الخلاف، وبعد ذلك يمكن للطرفين معا أن يعلنا سوية التقدم بقوائم موحدة". وأكد ڤوجيل تواصل الخلافات مع قيادة الحزب: "لن نقدم صكا على بياض لبلخادم.. سوف لن نقدم أسماء مرشحين ونتركه يفعل بها ما يشاء، وترسيم القوائم النهائية يجب أن يكون في إطار لجنة مختلطة، وفي إطار توافق"، مشيرا إلى أن حركة التقويم والتأصيل تمكنت من جمع الإمضاءات المطلوبة في أكثر من عشرين ولاية، في انتظار أن يصل العدد إلى 43 ولاية. وتأتي هذه التصريحات، قبل يومين من انعقاد اللقاء الجديد بين ڤوجيل وبلخادم، والذي جاء متأخرا برأي زعيم التقويميين، بالنظر لعامل الزمن، سيما وأن بلخادم كان قد وعد بالكشف عن قوائم المترشحين يوم 21 مارس الجاري. وذكرت مصادر من داخل حركة التقويم والتأصيل، أن الطريقة التي حُضّر بها اللقاء الأول، قوبلت بانتقادات شديدة، بعد ما اشتموا منها رائحة احتقار لرجل بحجم ڤوجيل، حيث "لم يتحمل بلخادم عناء الاتصال بزعيم التقويمية، وكلف رئيس ديوانه، عمار فريخة الاتصال به، لتبليغه موعد اللقاء، وهو الأمر الذي استهجنه ڤوجيل، الذي اتصل بعدها مرتين ببلخادم، غير أن هذا الأخير لم يرد". وحسب المصادر ذاتها، فإن صقور الحركة التقويمية، لم يترددوا في دعوة ڤوجيل لرفض مقابلة بلخادم "احتجاجا على هذا السلوك، ولولا مسارعة بعض العقلاء الذين طالبوا بتغليب مصلحة الحزب، وتحكيم العقل، لعادت الأمور إلى نقطة البداية".