أسرت مصادر مقربة من حزب جبهة التحرير الوطني أن القاعدة النضالية التي دعمت قيادة الحركة التقويمية في مواقفها لتصحيح مسار الحزب، هددت بالرد على الصفقة التي عقدها ڤوجيل مع بلخادم بخصوص الدخول بقوائم مشتركة خلال التشريعيات المقبلة، وتوعدت بعدم دعمها في ذلك، في سياق آخر علم أن الإطارات المهمشة باللجنة المركزية تستعد لتحضير أنفسها للترشح في قوائم مستقلة. عقب اللقاء الذي جمع المنسق العام لما عرف بحركة تقويم وتأصيل حزب جبهة التحرير الوطني صالح ڤوجيل بأمين عام الحزب عبد العزيز بلخادم بفندق مونكادا بالعاصمة منذ أيام، والذي أسفر عن إبرام صفقة بينهما حسب ما أفادت به مصادر مقربة من الأفلان، حيث اتفق الرجلان على اقتسام الكعكة سويا بينهما، وبناء على ما تم تسريبه وتكتم عنه ڤوجيل وبلخادم، فإن قضية توحيد قوائم الحزب المنقسمة منذ أكثر من سنة، باتت مسألة وقت فقط، ويقضي الاتفاق بتقديم الطرفين مرشحين لكليهما في قوائم مشتركة بالولايات، واقتسام الكعكة هذه، حتى وإن لم يصرح به إلى العلن، إلا أنه أثار سخطا وغيضا وسط مساندي قيادة التقويمية من مناضلي الأفلان، حيث هدد هؤلاء بعدم السكوت عن الصفقة التي هدرت حسبهم كل ما بنوه طيلة الفترة السابقة من معارضتهم لسياسة بلخادم، كما توعدوا بتوجيه ضربة قاسية لتنسيقية الحركة التقويمية خلال تشريعيات ماي المقبل، وذهب البعض إلى التهديد بدعم أحزاب أخرى على حساب من خذلوهم في آخر لحظة، في إشارة إلى ڤوجيل ومن معه. وحسب مصادرنا فإن القاعدة النضالية تعتقد أن هناك صفقة هدفها الترشح للانتخابات التشريعية، وفي سياق ذي صلة، علم من مصادر أخرى أن شباب الحزب الذين تجمهروا بداية الأسبوع أمام المقر المركزي، هددوا بالوقوف ضد كل المحاولات التي تريد إعادة نسج ما وقع في فندق مونكادا خلال تشريعيات 2007، عندما تم تحضير القوائم بطريقة مشبوهة، واقتسمت بين من دعموا هذا الطرف على حساب آخر، وهو ما يشير إلى تخوفهم من تكرار التجربة خلال الموعد الاستحقاقي المقبل، وكانت قد طالبت من الأمين العام للحزب إبعاد كل الوجوه القديمة ومنعها من الترشح في التشريعيات، وهو ما يشكل ضغطا جديدا على القيادة المركزية للحزب، حيث طالب هؤلاء السماح للشباب بتبوؤ فرصتهم في الاستحقاقات القادمة، هذا المعطى الجديد جعل إطارات من اللجنة المركزية للحزب خاصة من العناصر المهمشة، تحضر أنفسها للترشح في قوائم مستقلة في ماي المقبل إذا ما قررت القيادة إقصاءهم كما فعلت من قبل.