أصيب أمس شابين بجروح متفاوتة الخطورة على مستوى الرأس ومناطق متفرقة من الجسم في معركة دامية بمصلحة الاستعجالات بمستشفى 600 سرير محمد بوضياف بورڤلة، حيث تحوّلت هذه الأخيرة إلى حلبة ملاكمة بين بعض الشباب المتعاطين للحبوب المهلوسة، ولم تتمكن مصالح الشرطة من احتواء الموقف، إلا بعد ساعات من الشجار بين الطرفين باستعمال أسلحة بيضاء. هرعت ليلة الأحد إلى الاثنين قوات الأمن إلى مصلحة الاستعجالات وسط ورڤلة لبسط الأمن عقب إنزلاق الوضع، حيث تمكنت مجموعة من الشبان من احتلال المرفق ذاته أمام مرأى الجميع لأكثر من ساعة وتهديد العمال وحراس الأمن الداخلي وعددهم قليل، فضلا عن ترهيب الأطباء والممرضين في مشهد مأساوي حضرته "الشروق"، إذ قام الشبان بتحويل معركتهم من الشارع إلى المصلحة الطبية ذاتها في حالة هسيترية، لم تشفع للبعض من التدخل لتوقيفها، ومنه الاستنجاد بأعوان الشرطة، الذين التحقوا مدججين بالعصى ومحاولة القبض على بعض الشباب، لكن دون جدوى مما استدعى طلب الدعم ووصول فرقة أمنية ثانية للتحكم في الوضع، حيث تعرضت بعض ملاحق المستشفى للتخريب منها الكراسي ومعدات تحويل المرضى نحو الطوابق وقاعات العمليات الجراحية. ومعلوم أن ذات الهيكل الصحي يعرف تراجعا في الأداء من سنة إلى أخرى، وصل الأمر إلى حد تدخل الوالي شخصيا في عدة مناسبات، لانتقاد الحالة المزرية حسب أكثر من رأي، بسبب التراكمات الحاصلة ونقص الوسائل، كما لم يسلم بعض أطباء المناوبة من الضرب المبرح أثناء ممارسة مهامهم وتهديدهم، وهو ما سجلته محكمة ورڤلة من قضايا، تتعلق بالتعدي على أصحاب البزة البيضاء في أزيد من مرة، ويعود هذا الوضع غير المستتب منذ مدة بنفس المرفق إلى نقص التغطية الأمنية الداخلية، واللامبالاة، حيث لا زال المكان المخصص لأعوان الحراسة بالمدخل الرئيسي للمصلحة هيكلا بلا روح، ويمكن لأي شخص ولوج المكان دون حسيب أو رقيب، باستثناء عدد قليل من الحراس يعدّون على الأصابع أمام مدخل مصلحة الاستعجالات، وهي القضية التي أثارت جدلا كبيرا مؤخرا في أوساط الأطباء الذين طالبوا مرار بحمايتهم من التهجمات التي أضحت شبه يومية، سيما من طرف أولئك المترددون على المصلحة لطلب الأدوية المهدئة، وكذا مرافقي المرضى، مما يتطلب تدخل الجهات المسؤولة لإعادة الأمور إلى نصابها في مستشفى يوصف بالكبير.