يواجه نشاط تربية النحل بولاية عين الدفلى متاعب قد تؤثر مستقبلا على إنتاج العسل ومن ذلك عدم إيلاء البنك الأهمية اللازمة لتفعيل الاستثمار الذي يرغب فيه الشباب رغم تلقيهم تكوينا متخصصا، فضلا عن عدم تمكين المربين من الاستفادة من تموين المشاريع الإنمائية الريفية عبر مختلف مناطق الولاية. وبحسب أحد الشباب، فإن البيروقراطية أصبحت عنوانا للتعامل بين الهيئات المعنية بتشغيل الفئة وبنك التنمية الفلاحية الذي لم يكلف القائمون عليه أنفسهم عناء منح القروض للمعنيين لمدد تصل إلى أكثر من سنة، برغم تكفل قطاع التكوين المهني بتقديم دروس نظرية وتطبيقية لعشرات الشباب منذ سنة 2005 عبر مراكز بومدفع وخميس مليانة وعاصمة الولاية. وإلى ذلك، أكد "مشير بن دالي"، رئيس الجمعية الولائية لمربي النحل، في تصريح خص به الشروق، أن مديرية المصالح الفلاحية تطالب بالكفاءة شرطا أساسيا لمنح الدعم للمربين، إلا أن المشكل يكمن في البنك الذي تتحطم عند أبوابه كل آمال الشباب. وإلى ذلك ذكر المتحدث انعدام الدعم المالي المخصص للتسيير زيادة عن الدعم المخصص لانطلاقة أي مشروع، بحيث يحتاج المربي مثلا إلى 10 ملايين سنتيم لتسيير 100 خلية. كما أن عدم تكفل الدولة بدعم الأدوية المعالجة للنحل ومن ذلك دواء الفاروة الذي يتراوح سعره بين 1200 و1500 دج لعلاج خمس خلايا، علما أنه يجب تغيير نوع الدواء كل ثلاثة أشهر، موضحا أن ولاية عين الدفلى تتوفر على 19 ألف خلية يتولى رعايتها 800 مربي، بينما تكون الولاية متوفرة على 31٪ من المساحات الجبلية ذات الغطاء النباتي، ناهيك عن ألفي هكتار من الأشجار المثمرة. كما أن مشكل غلاء الشمع الذي وصل إلى 650دج للكيلوغرام الواحد أصبح من مثبطات جهود المعنيين، يضاف إلى ذلك مشكل التغيرات الجوية المتسمة بالبرودة أحيانا والحرارة المرتفعة أحيانا أخرى وهي الظروف التي تحتم على النحل استهلاك كميات من العسل. من جهة أخرى ذكر المتحدث أن البرامج التنموية الريفية التي من ضمنها تربية النحل من شأنها مساعدة المختصين المحليين في تموين المستفيدين بالوسائل والعتاد الضروري للمهنة. ويأمل في هذا السياق تعاون محافظة الغابات مع التعاونية المحلية لدعم النشاط لتفادي الخسائر وتبديد كل التخوفات على غرار ما وقع قبل سنتين، حيث تعرض النحل لهجومات شرسة من قبل الدبور (بوزنزل) وأتى على كارثة حقيقية. ودعا رئيس الجمعية في نهاية لقائه الجميع إلى اعتماد المراقبة والمتابعة في تغذية النحل في ظل التقلبات الجوية الراهنة.