انتشرت في الشرق الجزائري وبعض الولايات الأخرى حرفة تربية النحل بسبب الطلب المتزايد على هذه المادة. ورغم النقائص والمشاكل التي تعاني منها فئة مربي النحل إلا أن إصرار البعض منهم دفعهم إلى طرق جميع الأبواب للبحث عن حلول عاجلة لمشاكلهم خاصة ما تعلق منها بانعدام التسويق وانتشار العسل المغشوش في مختلف أنحاء الوطن. يعاني مربو النحل عبر التراب الوطني من مشاكل عدة أثرت على منتوجهم بشكل كبير خاصة فيما يتعلق بالتسويق، حيث يرى السيد عبد الكريم عثماني، مربي نحل من ولاية الطارف، أن جودة عسل الشرق الجزائري لم تشفع له في تحسين نسبة تسويقه خاصة أن الزبائن أصبحوا يبحثون عن العسل الطبيعي بعد أن سئموا من العسل الممزوج أو المغشوش الذي بياع خارجا من قبل تجار يدعون أنهم مربو نحل. ويضيف السيد عثماني أن من جملة المشاكل التي يعاني منها المنتجون في الشرق الجزائري بالإضافة إلى سوء التسويق، نواجه انعدام المساعدات من قبل الجهات الوصية كمديرية الفلاحة خاصة في فترات معينة من العام، حيث تختلف وتتباين درجات الحرارة والرياح وغيرها من العوامل المناخية الأخرى. وعن التسويق دائما يؤكد السيد عثماني أنه يفتقد لمحل لبيع وعرض منتوجه والغريب ما صرح به السيد عثماني أنه يعرض بضاعته على حافة الشارع في الأسواق الشعبية في ولاية الطارف والمناطق المجاورة لها. ونفس المشاكل التي أثارها السيد عثماني يعاني منها مربو النحل في مناطق مختلفة من الوطن، حيث لا يستطيع الحرفيون في هذا التخصص أن يواصلوا الإنتاج أمام عراقيل من هذا التنوع أثرت على منتوجهم بشكل كبير. ويؤكد السيد الوردي من بلدية عين الطويلة بولاية خنشلة أن غياب الدعم لهذه الحرفة زاد من نفور الشباب خاصة في مجال التسويق، حيث أدى ذلك إلى تقليص الإنتاج فمن كان باستطاعته إنتاج أكثر من 50 صفيحة عسل أصبح يكتفي بإنتاج 10صفائح أو اقل من ذلك خشية وقوعه في خسائر مادية خاصة في فصل الشتاء البارد جدا في المنطقة ما يؤثر كثيرا على تحرك النحلة ويجعل المربي مضطرا لاقتناء الغذاء والدواء لها ومنعها من مغادرة الصندوق. استحداث ورشات لكسر الاحتكار أدى بحث المواطنين المستمر عن العسل بأنواعه المختلفة إلى ولوج الشباب إلى هذه الحرفة عن طريق استحداث ورشات لتصنيف العسل وتعبئته في زجاجات مختلفة الأحجام بغرض تسهيل مهمة الباحثين عن العسل، وهو ما ينطبق على نحالة ''دريزي'' و''مزاتي'' التي أنشئت سنة 2008 بهدف ضمان تزويد السوق الجزائرية بعسل طبيعي جزائري خالص، ومن بين أهم أنواع العسل التي تسهر النحالة على توضيبها في قارورات مختلفة عسل السدر الذي يعد من بين أهم أنواع العسل جودة، حيث ينصح به لمعالجة الأمراض التنفسية وأكثر من ذلك فهو مطلوب لاستعمالات علاجية أخرى مثل الرقية. ويتميز هذا النوع من العسل برائحة زكية ولون فاتح. بالإضافة إلى عسل السدر تتوفر النحالة على عسل الكاليتوس والبرتقال وأزهار أخرى متنوعة كما تقوم النحالة بصنع حبوب الطلع. وعن المشاكل التي تعاني منها النحالة، يقول السيد مراد مزاتي مسير بالنحالة، إن غياب التسويق وتخوف وانعدام ثقة المستهلك من المنتوج، حيث تعاني السوق الجزائرية من وجود عسل مغشوش، هو ما يؤثر على استمرار عمل النحالات الصغيرة ويجعل منتجي العسل رهينة للدخلاء على هذه المهنة .