"أحب بلدي لكني أكره الكذب و انعدام الكفاءة"، بهذه الكلمات صرح المهاجم الدولي الجزائري، عبد المالك شراد، في حوار خص به "فوت أفريك"، مضيفا " لقد تم التلاعب بوسائل الإعلام. فأنا من قررت المغادرة مساء الخميس بعد أن حذّرت – بلباقة – المدرب جون ميشال كافالي بأن لا يعتمد عليّ يوم السبت في مقابلة الرأس الأخضر. قررت ألاّ تقوم بأي حوار أو تصريح ثم رجعت عن قرارك. لماذا؟ اردت أن أترك الفريق الوطني دون ضجة. لكن المعلومات التي تسربت إلى وسائل الإعلام كانت خاطئة. و من واجبي إزاء الرأي العام الرياضي توضح الحقيقة، فقد غادرت بلادي دون أن أكون محميا أو موجها من أي جهة. كما أنني لم اُطرد من الفندق. لقد أقصيت نفسي بنفسي من الفريق الوطني دون أن أنتظر قرارا من الاتحادية. فالمسؤولون بهذه الهيئة لا يحترمون اللاعبين، لذا فأنا غير مطالب باحترامهم. إن مشكلتي لا تتعلق فقط بالمتخلفات المالية بل بمبلغ كبير كان على الرئيس السابق للاتحادية الوطنية لكرة القدم، محمد رورارة، دفعه لي بعد كأس افريقيا 2004 ولم أتحصل عليه إلى حد الساعة. "فوت أفريك" : ما الذي حدث قبل المباراة مع الرأس الأخضر ؟ عبد المالك شراد : طلب اللاعبون، صبيحة الأربعاء، مقابلة رئيس الإتحادية للتحدث عن المنح المتأخرة، والإجابة كانت أن الرئيس غائب خارج الجزائر وبأنّ هذه المنح ستُسدد عقب المباراة. إنه كلام يتكرر في كل مرة وحفظناه – أنا وكل من هم في الفريق الوطني – عن ظهر قلب. فالرئيس ليس له الحق أن يغيب عشية لقاء هام، كما عليه أن يكون في استماع لاعبيه. "فوت أفريك" : لماذا كنت الوحيد الذي غادر الفريق الوطني ؟ كان الجوّ العام صعب الاحتمال وقلت في قرارة نفسي أن هذه الوضعية لن يتغير أبدا. فتوجهت لرؤية المدرب في غرفته وقلت له أن لا يعتمد عليّ. ففي 2004 ضيعت، خلال فترة التنقلات الشتوية، فرصة التنقل من نيس إلى تولوز الذي اشترط عليّ عدم المشاركة في كأس إفريقيا. لقد قمنا بأداء جيد. وكان الرئيس السابق للاتحادية قد وعدني بمنحة كبيرة يدفعها من جيبه لتعويض هذه الفرصة التي ضاعت. وأنا دائما في الانتظار. هل أنت مؤمن بتأهل الفريق الوطني إلى كأس افريقيا 2008 ؟ على كل مواطن جزائري أن يتمنى تأهل منتخبه الوطني وأنا شخصيا سأشجعه. لكن هناك تهديدات حقيقية تمس استقرار الفريق. ولابد من الوفاء بالوعود وعلى السلطات السياسية أن تحذر التسيير البشري للفريق الوطني . ما هو مستقبل شراد عبد المالك ؟ أؤدي الآن موسما جيدا مع باستيا ولدي علاقات لتحسين موسمي القادم في بطولة الدرجة ألاولى الفرنسية. قد أعود للكرة الجزائرية عندما يتوقف هذا الكذب. لست الوحيد الذي يفكر بهذه الطريقة وستكون هناك العديد من المفاجئات في الأيام القادمة إذا لم يُحلّ مشكل المنح المتأخرة. "فوت أفريك" : هل تعتبر نفسك مقصيّا وأجيرا ؟ لا هذا ولا ذاك. لم أعرف في الفريق الوطني سوى المشاكل. كما أن إصابتي في المباراة ضد غامبيا أبعدتني عن الملاعب طيلة شهرين وكان من الصعب العودة إليها. لطالما كنت أفعل كل ما في وسعي لأنني أحب بلادي. فإن لم أكن أكنّ الحب لبلادي، فهل تظنون بأنني كنت لأقبل – كمحترف - بأن أتنقل ب 15 أورو يوميا ؟ يجب أن نضع حدا لانعدام الكفاءة التي تقتل الكرة الجزائرية. وقبل أن تقتلني أنا فضلت المغادرة. حان الآن الوقت لأطرح سؤالا على "فوت أفريك" : أين يمكن البحث عن مسيري الاتحادية في الجزائر؟ "فوت أفريك" : بدون تعليق. ترجمة : إيمان بن محمد:[email protected]