ربط شراد تصرفه برغبته في استرجاع مستحقاته العالقة منذ عام 2004 و نفى سهره بالملاهي ففتحنا قضيته من جديد لنقف على حقيقة اللاعب واتصلنا بكل الأطراف حتى الجمهور أخذنا رأيه لنكون الصورة الحقيقة حول اللاعب وما قام به قبل مباراة مهمة للمنتخب الوطني في اقصائيات كأس أمم إفريقيا غانا 2008. للقضية جذور أخرى تتشعب في اتجاه البحث في إشكالية تمويل المنتخب الوطني والرياضة الجزائرية ككل في وقت يتحدث فيه المسؤولين عن السيادة الوطنية. كان قد بلغ مسامع كل أنصار الفريق الوطني تلك المشاكل الداخلية التي سبقت مباراة الرأس الأخضر، والتي كادت أن تعصف بمستوى فريقنا الوطني أمام فريق كان يبدو في المتناول، لكن تأثر لاعبينا بالصخب الذي لازم قضية المستحقات، جعل الفوز أمام الرأس الأخضر بقدرة قادر، وأن الشجرة التي كانت تغطي الغابة، أزاحها اللاعب شراد الذي أثار، ولو بطريقة حضارية، ما كان مستورا، ليتأثر الباقون واضعين مصير أمة على كف عفريت... ذلك أن فريقا وطنيا لدولة عظيمة كالجزائر يمنح لاعبيه مبلغا من أزهد ما يكون، عندما تم ترسيم مبلغ 15 أورو "1500 دينار" كمصروف يومي للاعبين، وكأن الأمر يتعلق بالأصاغر، بل تناسى المسؤولون أنهم يتعاملون مع لاعبين يتقاضون الآلاف بجرة قلم، بالرغم من أن حمل الألوان الوطنية هو حلم لهم وشرف كبير، لكن ليس بزيادة المبلغ الذي قد يحط من قدرهم كما حط من معنوياتهم، والحجة هي نقص الموارد المالية، ورب عذر أقبح من ذنب. فكيف للأندية أن تكافئ لاعبيها بمبالغ محترمة، وتعجز الفاف عن ذلك مع لاعبي الفريق الوطني، فأولمبي الشلف مثلا كان قد منح لاعبيه مبلغ 100 أورو خلال سفرية مصر عندما لعب أمام إنبي، وكل الفرق الأخرى التي لعبت خارج الوطن أو عسكرت في تربصات لم نسمع عنها أنها قدمت مبلغ 15 أورو للاعبيها، بل أن لاعبي مولودية وهران عندما تربصوا بتونس في الصائفة الفارطة، احتجوا على مبلغ 40 أورو يوميا، ثم هل الأندية عندنا أصبحت أحسن وضع مادي من فريق وطني، وإذا كان مسلّما بأن لاعبينا المغتربين ليسوا في حاجة "للبقشيش" الذي أعطتهم إياه الفاف. إلا أن المثل الجزائري الذي يقول "نقولك سيدي وأعرف قدري" يطرح نفسه بإلحاح، لماذا نضرب الكف بالكف، عندما نسمع أن ناصري وبن زيمة قد اختاروا ألوان المنتخب الفرنسي، لأن ذلك لن يعدو إلا تقصيرا من مسؤولي الكرة عندنا، تناقلته ألسنة لاعبين إختاروا اللعب للفريق الوطني، ثم اكتشفوا حقيقة الغابة. إذا كان لا خير في أمة لا تعتبر، فبالله عليكم هل نسيتم موقعة زيغنشور عام 1992 عندما خابت آمال الأنصار آنذاك، حيث اضمحل فريقهم صاحب كأس إفريقيا 1990، وخرج صفر اليدين من الدور الأول بسبب وقاحة قضية مستحقات اللاعبين، لم نكن نسمع عنها سوى عند الفرق الإفريقية السوداء، كما جرى للكامرون خلال مونديال 1990 ولنيجيريا خلال مونديال 2002، ثم أن السؤال البريء الذي يطرح نفسه بإلحاح أين كانت ستذهب مداخيل الملعب الذي اكتض بأكثر من 50 ألف متفرج، إن لم يأخذ منها لاعبونا مستحقاتهم، ناهيك عن حقوق السبونسور والحق التلفزيوني. عدلان شراد يخرج عن صمته: غادرت لأنهم حرموني من مستحقاتي العالقة منذ عام 2004 قال عبد المالك شراد أنه غادر معسكر المنتخب الجزائري عشية المباراة ضد الرأس الأخضر احتجاجا على عدم تسوية مستحقاته المالية العالقة منذ عام 2004 . وأوضح شراد لأسبوعية الكرة المتخصصة في كرة القدم الصادرة أمس الثلاثاء "كنت على وشك الإمضاء لنادي تولوز في مرحلة التحويلات الشتوية من عام 2004 بشرط أن لا أشارك في كأس أمم إفريقيا لكن رئيس اتحاد الكرة الجزائري آنذاك أقنعني بضرورة المشاركة في كأس أمم إفريقيا مع المنتخب مع تحمله لكافة الخسائر المالية الناجمة عن عدم إمضائي لتولوز لكن لحد هذه الأيام لم يدفعوا لي دينارا واحدا لذلك قررت الرد بطريقتي". وتابع"أنا في نهاية عقدي مع باستيا الفرنسي ولدي عائلة أتكفل بها ومن الطبيعي أن أطالب بحقوقي وتسوية وضعيتي المالية لكن رئيس الفاف الحالي لم يسمعني ولم يعطني الفرصة فقررت الرحيل". ونفى شراد أن يكون قد قضى ليلة الخميس بملهى ليلي كما تحدثت بعض المصادر من محيط المنتخب"لم امضي ليلتي بملهى ليلي بل أبلغت المدرب الفرنسي ميشال كفالي بقرار مغادرة المنتخب ونزلت إلى حانة الفندق وأؤكد أني حر في تصرفاتي وليس هناك أي أحد يمكنه إملاء شروطه علي". وأكد شراد أن قراره بعدم العودة إلى المنتخب الجزائري مرة أخرى"لن أعود مرة أخرى إلى المنتخب حتى يتغير مجلس إدارة الاتحاد الحالي". وكان شراد قد غادر معسكر المنتخب الجزائري عشية المباراة ضد الرأس الأخضر يوم السبت الماضي لحساب الجولة الثالثة بالتصفيات الإفريقية والتي انتهت بفوز الجزائر بنتيجة هدفين مقابل لاشيء. وأصدر مجلس المكتب الفدرالي في اجتماع طارئ يوم السبت طرد اللاعب عبد المالك شراد نهائيا من المنتخب الجزائري لأسباب انضباطية. ع.م رأي الجمهور: بين الدعم المشروط لتصرف شراد والهجوم على تدني أخلاقه تباينت أراء العينة التي اخترناه من الجمهور للحديث عن قضية شراد ومغادرته لمعسكر المنتخب الوطني عشية مباراة الرأس الأخضر بين مؤيد ومعارض في صورة تعكس الكثير من الفوضى التي تميز رأي الجزائري عندما يتعلق بقضية تختلط فيها قيم الوطنية بالمال الذي أضحى رقما رئيسيا في معادلة الفرد الجزائري. يقول كمال شاب أرهقته يوميات البطالة أن تصرف شراد له مايبرره لأنه سئم من التجاهل الذي يلقاه من مسؤولي الفاف تجاه أمواله ومستحقاته والقضية ليست مرتبطة بالوطنية بقدر ماهي قضية تنظمية حيث يجب على المسؤولين التكفل باللاعبين من كل النواحي قبل وصول الأمور إلى هذا الحد من التعفن. وفي اتجاه مقارب سار حكيم المهندس بمؤسسة عامة لكنه أعاب على شراد تركه للفريق الوطني في مباراة هامة وتكاد تكون مصيرية لأن تصرفه غير محسوب في الاتجاه الذي يحفظ حقه ويعود بالفائدة على المنتخب الوطني أما من حيث المطالبة بحقه فهو محق. وأطلق حميد أستاذ اللغة العربية بإحدى ثانويات العاصمة العنان لنفسه في إلحاق تهمة الخيانة على شراد ووصفه بغير المتخلق العابث الذي يفضل السهر واللهو ومعاقرة الخمر ومتابعة الجميلات على مصلحة الفريق الوطني ومصلحته هو كلاعب محترف يجدر به أن يتحلى بالانضباط قبل كل شيء. وأضاف زميله في العمل المدعو جمال "بعيدا عن حديث المستحقات المالية كيف يعقل أن تقبل الفاف والمدرب الوطني توجيه الدعوة إلى لاعب بمثل هذه الأخلاق المتردية انه مثال سيء للاعبين الجزائريين ويجب أن يشطب من قائمة المنتخب حتى وان لعب لأقوى الأندية العالمية فالرياضة ليست منافسة وأرقام بل هي أخلاف وتربية قبل كل شيء". وارتأينا ممارسة الرقابة على بعض الأراء التي تميزت بالاساءة الشخصية لبعض المسؤلين واللاعب شراد ليس خوفا من أحد بل احتراما للذوق العام وسعيا لتقديم خدمة للرأي العام تعود بالفائدة على كرة القدم الجزائرية والمنتخب الوطني بالدرجة الأولى. خلايفية " شراد كان في كامل وعيه حينما غادر المنتخب" قال مسؤول المنتخبات الوطنية ونائب رئيس الاتحادية أن عبد المالك شراد قام بتصرفه، وغادر المنتخب الوطني وهو في كامل قواه العقلية، بعدما أشيع انه كان في حالة سكر. وأوضح محمد خلايفية في اتصال للشروق انه تناقش مع اللاعب في محور المنح المخصصة للاعبين، حيث أبدى تفهما، غير أن اللاعب تنرفز وطلب الحصول عليها في الحال. وتابع يقول" رفض شراد الانتظار إلى ما بعد المباراة، وقرر مغادرة الفريق بحجة انه بحاجة إلى أمواله لأنه يعيل عائلة، لقد كان في كامل قواه العقلية و ليس في حالة سكر مثلما أشار إليه البعض". وقال المتحدث" إذا كان شراد قد قضى ليلة حمراء في احد الملاهي، فهذه حياته الخاصة ولا احد يمكن التدخل فيه، طالما انه خرج من نطاق المنتخب". "لماذا حضر ضد غامبيا إذا كانت له مشاكل سابقة؟" وحاول خلايفية الرد عل تصريحات اللاعب، الذي أكد بأنه تلقى وعودا مالية ولم يتحصل عليها، مشيرا بالقول" إذا كان لشراد مشاكل من قبل، فلماذا حضر مباراة غامبيا ولعبها، كان عليه أن يرفض دعوة المدرب". مشيرا إلى أن المدرب ومسؤولي الفاف جددوا فيه الثقة بعدما لاحظوا تألقه مع فريقه، ورغبته الملحة في اللعب للمنتخب. "كان بإمكاننا العفو عنه لو لم يحدث قبل موعد هام" وأشار المتحدث بان شراد لا يزال صغيرا وكان بإمكان أعضاء المكتب الفيدرالي العفو عنه لو حدث ذلك قبل مباراة ودية، أو في تربص عاد،" لكن غير المقبول هو تصرفه قبل 48 ساعة فقط من موعد حاسم، وهو أمر غير مقبول". وأكد مسؤول المنتخبات الوطنية أن تصرف شراد غير قابل للطعن، ولن يتم التراجع عنه لأنه اثر كثيرا على الفريق. مشيرا في الأخير أن المنحة المالية اليومية المخصصة للاعبين تم رفعها إلى 100 دولار لكل لاعب بداية من التربص المقبل للفريق، مع مضاعفة منحة التأهل لكاس إفريقيا، والتي قدرت ب200 مليون سنتيم. يوسف.ب ضحية أم متهم؟ أثارت قضية شراد مع المنتخب الوطني مرة أخرى الوضع المالي للفاف لكن بشكل أعمق يرتبط أساسا بمدى الإحساس بالمسؤولية لدى الساهرين على تسيير المال العام في هذه الدولة أقول هذه الدولة لأني لأم أعد متيقنا أني في الجزائر..لم أعد أفرق بين الصح والخطأ واختلطت الأمور في ذهني حتى أني تساءلت في قرارة نفسي وها أنا أطرح التساؤل عليكم هل المنتخب ملك لحداج أوقيدوم أو ممثل لسيادة الدولة وملك للشعب؟ قبل يوم كلمني أحد القراء يلومني على النقد الموجه لكفالي وترجاني أن نقف مع المنتخب حتى يستعيد عافيته وتحدث بلهجة العاشق الحائر وقبله كان احد المواطنين في خنشلة قد توفي بسكتة قلبية عندما ضاعت فرصة بلحاج في اللحظات الأخيرة من مباراة الرأس الأخضر.. مشهدين يختصران حب الجزائريين للكرة وللمنتخب رغم معاناتهم اليومية مع التهاب الأسعار ورحلة البحث الطويلة عن كيس حليب بعدما استغنوا عن حلم السكن وأجلوا مواعيد الزواج وكتبوا أحلامهم على كرة تدور لعلها تصل بهم إلى المونديال وحينها يشعرون أنهم لا يزالون في التصنيف الإنساني الذي غابوا منه وحذفوا منه منذ أن صارت هذه الدولة ملك لزمرة من النافذين..حان وقت الصراخ وإعلان الرفض لحكم " الرعيان "الذي أوصلنا إلى الدرك الأسفل في سلم ترتيب المنتخبات والأندية.. حان وقت إعلان التمرد على أولائك الذين صادروا أحلامنا واختصروها في صراع وهمي بين أشخاص لاهم لهم إلا تضخيم أرصدتهم ورمي رغباتنا وكل ماهو جميل في حياتنا نحو سلة المهملات يعودون إليها في لحظة بحث عن منفذ للتسلية أو عندما تطلبنا صناديق الاقتراع لكي نعبد لهم طريق البرلمان والاستيزار..سادتي-سيداتي هي الأصح لأن اللعبة تيسر بإحكام بين صدور الغواني-لقد تماديتم وأهنتم كرامتنا وبالغتم في لغة إذلال المنتخب الوطني أما آن لكم أن تسووا خلافاتكم بعيدا عن أحلامنا. ب.ع