أكدت مصادر عسكرية في مالي أن مغادرة الرئيس السابق امادو توماني توري إلى السنغال كانت بالاتفاق مع قائد الانقلاب عليه في مارس الماضي سانوجو. وأن هذا الأخير سمح له بالرحيل رغم المعارضة الشديدة التي تلقاها من عسكريين حاصروا المطار وأطلقوا الرصاص في الهواء، مصرين على أن يبقى توري في باماكو، ويتعرض إلى عقوبات، حتى أن أحد العسكريين -حسب مصدر عسكري لفرانس برس- قام بمواجهة توري وطلب مواجهته بما ارتكب من أخطاء، وعبر عن تذمره بإطلاق الرصاص. من جهتها، أعلنت الرئاسة السنغالية أن الرئيس المالي السابق أمادو توماني توري الذي اضطر إلى الاستقالة رسميا في شهر افريل، لجأ إلى السنغال. وتزامن رحيل توماني توري مع إطلاق سراح المدنيين والعسكريين الذين اعتقلوا في بداية الأسبوع من قبل الانقلابيين في مالي. وقال المتحدث باسم الرئيس السنغالي ماكي سال، أن الطائرة الرئاسية السنغالية التي أقلت توماني توري (63 عاما) وعائلته حطت في دكار عند الساعة 23,30 بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش. هذا وأكد المتحدث باسم الرئيس السنغالي لوكالة فرانس برس أن توماني توريه "كان هادئا ومع كل أفراد عائلته" الذين يبلغ عددهم "حوالي 15 شخصا"، ونقلوا إلى مقر مخصص للضيوف الكبار في دكار. ولم يعرف ما إذا كان الرئيس المالي السابق سيبقى في السنغال، أو سيقيم مؤقتا فيها قبل أن يتوجه إلى مكان آخر. من جهة أخرى، صرح النائب والمسؤول السياسي كاسوم تابو الذي كان من بين المعتقلين لوكالة فرانس برس "لقد أفرج عنا جميعا، من كانوا في كاتي، المقر العام للانقلابيين قرب باماكو وكذلك من كانوا في أمكنة أخرى". إلا أن مسؤولين آخرين هما الوزير السابق سومايلا سيسيه والجنرال والي سيسوكو القريب من الرئيس أمادو توماني توريه بقيا في المستشفى لمتابعة وضعهما الصحي.