يتوجه الفرنسيون، اليوم، لاختيار رئيس الجمهورية، في دور أول، سيكون ساخنا بين الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي ومنافسيه فرانسوا هولاند، وبالمنظار الجزائري هي رئاسيات تأتي عشية التشريعيات الجزائرية، وقبل بضعة أسابيع من إحياء الجزائريين للذكرى الخمسين لنيل الاستقلال الوطني، فمن سيكون رئيسا لفرنسا بعد 50 سنة عن طرد الاستعمار الفرنسي بالحديد والنار؟ تحليلات الشارع السياسي وتخمينات استوديوهات وسائل الاعلام وكواليس صناعة السياسة في فرنسا، تركز على متاعب ساركوزي التي لا تنتهي، حيث قضّت الأخبار السيئة مضجعه خلال الحملة الانتخابية التي تحوّلت إلى كابوس، وسط تراجع "هيبة" فرنسا أمام الزحف الأمريكي، وسط تزاحم المرشحين من اليمين ومن يمين الوسط. مقربون من الرئيس الفرنسي قالوا على مدار الحملة، إنه من الذين لا يدخلون حربا خاسرة وأن الخسارة تصيبه بالاكتئاب، ولذلك فهو يأمل بالفوز، ويتذكر المراقبون مؤشرات قبل سنة عندما كان سبر الآراء، في أدنى مستوياته بما أدخل الشك إلى معقل ساركوزي، وقيل في محيطه ساركوزي أنه فكر جديا في الانسحاب وترك الترشح لشخصية يمينية لأنه لا يريد أن ينهزم. اليوم، موعد الحسم حيث يدخل المترشحون العشرة، في انتخابات الدور الأول أين سيحسم الأمر بين هؤلاء ويشتد التنافس بين فائزين في الدور الأول فقط في انتظار اجتيازهما عقبة الدور الثاني يوم السادس ماي القادم ومن ثمة دخول قصر الإليزيه على البساط الأحمر. وإلى غاية أمس، ظلت عمليات سبر الآراء متواصلة، فقد أبرزت هذه الأخيرة مترشح الحزب الاشتراكي واليسار الفرنسي فرانسو هولاند، على أنه الأوفر حظا بتصدره قائمة المترشحين بنسبة 29 بالمائة، وتقدمه بخمس نقاط على الرئيس المنتهية عهدته، نيكولا ساركوزي، الذي كان محتلا الصدارة بنسبة 28٪ خلال الأسابيع الأخيرة لتتراجع نسبته إلى 24٪ وهو ما وصفه المشرفون على عمليات سبر الآراء بالفوز المحتمل لفرانسوا هولاند. علما أن معظم الشخصيات البارزة والوزراء السابقين العاملين مع حكومة فرانسو فيون أعلنوا رسميا مسانداتهم للمترشح المفضل لدى أغلبية الفرنسيين، فرانسوا هولاند، أمثال كورين لو باج الوزيرة السابقة للبيئة والتي لم يحالفها الحظ لدخول الحملة الانتخابية للرئاسيات لعدم حصولها على 500 إمضاء من قبل رؤساء البلديات وكذا المحافظ السامي مارتن إيرش والوزيرة السابقة فضيلة عمارة إلى جانب أغلبية عائلة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، بالإضافة إلى مختلف الجاليات المسلمة الجزائرية والمغربية والتونسية منها وحتى التركية والمالية والنيجيرية وجل المغتربين بفرنسا الذين يتمنون رحيل "ساركو". وحتى إن كانت هي رئاسيات فرنسية فرنسية، فإنها بالنسبة للجزائر، تبقى محورية في تحديد العلاقات المستقبلية، خاصة بعدما وعد ساركوزي بإقامة نصب تذكاري في باريس تكريما ل "الحركى"، ورفضه اعتذار فرنسا للجزائر عن الجرائم الاستعمارية بحجة أن الجزائر ارتكبت أيضا "جرائم في حقّ المدنيين"، وهي الخزعبلات التي وقف ضدها منافسه هولاند الذي وعد بتقديم الاعتذار للجزائر.