أكد وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، محمد بن مرادي، أن شركة "رونو" الفرنسية لصناعة السيارات قد رفضت إقامة مصنعها في منطقة بلارة بولاية جيجل، الأمر الذي عطل المفاوضات حول هذا المشروع، مضيفا أن المفاوضات أخذت أكثر من الوقت المحدد لها. وقال بن مرادي في تصريحات للشروق، إن الشريك الفرنسي اعتبر ولاية جيجل لا تتوفر على اليد العاملة المتخصصة، مضيفا أن المسؤولين في شركة "رونو" رفضوا المقترح الذي قدمته الحكومة الجزائرية والمتمثل في وجود خزان كبير لليد العاملة المتخصصة في الصناعات الميكانيكية بولاية قسنطينة. وفي رد بن مرادي على سؤال الشروق، حول العلاقة بين انطلاق "رونو" في الإنتاج بمدينة طنجة المغربية وتلكؤها في إقامة مشروع بالجزائر، رفض المتحدث وجود علاقة بين تواجد الشركة في كل من المغرب والجزائر، موضحا أن انتاج مصنع المغرب موجه إلى السوق الأوروبية، أما مصنع الجزائر فمخصص لتلبية احتياجات السوق المحلية باعتبار أن "رونو" هي أول وكيل بالجزائر. واستطرد بن مرادي، أن شركة "رونو" ترفض توقيع اتفاق مع الحكومة الجزائرية قبل انتخاب رئيس جديد لفرنسا، حتى لا يتم تفسير الموضوع بأن "رونو" ترفض الاستثمار بفرنسا في ظل الأزمة الاقتصادية التي دفعت أرقام البطالة إلى الارتفاع. ودافع وزير الصناعة عن قرار الحكومة الجزائرية إقامة مصنع للسيارات في ولاية جيجل، مضيفا أن القرار أملته الحاجة إلى خلق توازن بين المناطق في مجال الاستثمار، مضيفا أن منطقة بلارة، تعرف حركية هامة في مجال استقطاب الاستثمارات الكبرى في قطاعات إستراتيجية ومنها صناعات الحديد والصلب مع الشريك القطري "قطر للمناجم". وكشف بن مرادي، أن قطر تمكنت من إقناع شركة صناعة السيارات الألمانية "فولكس فاغن" من الاستثمار بالجزائر، مضيفا أن المفاوضات مع الطرف الألماني تعرف تقدما جيدا من اجل إقامة مصنع بالجزائر بهدف الحد من الارتفاع السنوي لواردات الجزائر من السيارات. وبخصوص الشروع في إنتاج العربات الصناعية والشاحنات من علامة "مرسيدس" بالتعاون مع مجموعة "آبار" من دولة الإمارات العربية المتحدة وشركات ألمانية، كشف المتحدث، أن مصنع رويبة سيبدأ في الإنتاج في حدود منتصف العام 2013، موضحا أن اتفاق الشراكة مع مجموعة "آبار" والشركة الألمانية "مرسيدس - بانز" وشركة "دايملر"، عرف تقدما حقيقيا، وأن عملية التصنيع ستتم على مستوى الشركة بالمنطقة الصناعية الرويبة بالعاصمة، مضيفا أنه تم الشروع في عمليات تحديث المصنع وإعادة تأهيل بعض الوحدات وتجديد خطوط الإنتاج التي ستخصص لإنتاج الشاحنات والعربات الصناعية تحت العلامة "مرسيدس" بالتعاون مع الشريك الإماراتي، حيث ستنطلق المرحلة الأولى للإنتاج منتصف سنة 2013، وتتضمن تصنيع حوالي 8 آلاف وحدة سنويا من الشاحنات والعربات.