الفكرة البديهية التي لا تحتاج إلى جدال هي أن محمد روراوة ينزع لتفضيل المحترفين أو بالأحرى المغتربين لحاجة غير خافية، وأن خليلوزيتش لا يعدو أن يكون منفذا لبرنامجه، وليس له من هامش المناورات سوى الجانب التكتيكي. ويريد روراوة الآن تغيير جلد "ثعالب الصحراء" وغرز إبرة التجديد في عضل المنتخب الوطني المرادف لمنح المشعل للاعبين شباب جدد (فيغولي، بودبوز، بن طيبة..)، مقابل الإستغناء عن المخضرمين، ولكن إبعاد ما يسمى ب "الكوادر" يريده "زعيم" قلعة دالي ابراهيم "مهذبا" و"هادئا" وبعيدا عن الضجيج، بدليل الطريقة التي خرج أو أخرج بها إبن سوق أهراس البار من صفوف "الخضر" التي فيها الكثير من "الديبلوماسية" و"اللباقة"، ذلك أن روراوة ومعه خليلوزيتش وعنتر يحي أحسنوا اختيار التوقيت (إنشغال الرأي العام بنهائي كأس الجمهورية، حضور بلاتر،..) تفاديا لأي ردة فعل سلبية من قبيل الصخب الإعلامي، مثلما اختار عبد الحميد حداج - الرئيس السابق للفاف - ليلة العيد للإعلان عن فحوى معالجة ملف المباراة المثيرة للجدل بين "الحراش والقبة"! وما هو أكيد أن "الثورة الناعمة" التي يدبّر لها روراوة وينفذها خليلوزيتش ستزحف نحو الخليج العربي، والهدف أو الضحية القادمة لا يستبعد أن يكون بلحاج وبوقرة إثنين من رموز "الحرس القديم". ما يفعله الآن روراوة مع "كوادر الخضر" يشبه الدور الذي يؤديه الممثل السنيمائي الأمريكي "دافيد كارادين" في السلسلة التلفزيونية الشهيرة بإسم "كينغ فو"، حيث يلجأ هذا البطل لتحييد خصومه إلى حركات يدوية فيها الكثير من الرشاقة والأناقة والحكمة - حتى لا نقول الدهاء - بعيدا عن الإستعراض "الحيواني" للعضلات!