أجمع المشاركون في اللقاء التحسيسي حول ظاهرة انتحار الأطفال والمراهقين في الوسط المدرسي، المنظم أول أمس الثلاثاء بمدرسة شبه الطبي بمدينة تيزي وزو، على ضرورة التكثيف من اللقاءات التحسيسية، التي يشارك فيها أصحاب الاختصاص بالمؤسسات التربوية، قصد تجنيب التلاميذ اللجوء إلى الانتحار، خاصة أن الظاهرة بدأت تزحف بقوة في الوسط المدرسي، حيث تم تسجيل خلال الموسم الدراسي الحالي 3 حالات انتحار، إحداها بأغريب وأخرى بإيرجن والثالثة بتيزي راشد، إلى جانب 25 محاولة فاشلة، من بينها حالة تلميذ يبلغ من العمر 13 سنة يدرس بإكمالية ماكودة، حاول الانتحار 3 مرات على التوالي، وقد تم التكفل بحالته بتحويله إلى مستشفى واد عيسي، أين تم وضعه تحت الرعاية المركزة، كونه يعاني من مرض نفسي. وخلال اللقاء التحسيسي الذي شارك فيه كل من مديرية التربية، الصحة، الشؤون الدينية والأوقاف والعديد من الأطباء النفسانيين وغيرهم، كشف الدكتور "ماديو" من مديرية الصحة بتيزي وزو، عن إنشاء شبكة متخصصة في معالجة ظاهرة الانتحار، ومرافقة الأطفال في كل الأطوار المدرسية. أما الأمين العام لمديرية التربية، فقد دعا من جهته إلى ضرورة استحداث مناصب مالية لتوظيف أخصائيين نفسانيين، على مستوى كل المؤسسات التربوية، وهذا من أجل التكفل النفسي والمتابعة المستمرة للتلاميذ، كما طلب بضرورة تنصيب خلايا الاستماع على مستوى كل المؤسسات التعليمة، وخاصة التكثيف من الحملات التحسيسية لفائدة التلاميذ. أما البروفيسور "بوسليماني" وهو طبيب الأمراض العقلية بمستشفى "فرنان حنفي" بواد عيسي، فقد شخّص ظاهرة الانتحار من عدّة زوايا، ودعا إلى ضرورة الاعتناء النفسي والصحي بالطفل والمراهق، والأخذ بعين الاعتبار كل تصرفاته وأقواله وأفعاله، وكذلك مرافقته على جميع الأصعدة، خاصة على المستوى العائلي، والذي يعتبر المدرسة الأولى. أما السيد "بوعشة" مفتش في التوجيه الديني والتعليم القرآني بمديرية الشؤون الدينية لتيزي وزو، فقد ألقى بدوره محاضرة بعنوان "أبناؤنا وكيفية التعامل معهم"، تحدث خلالها عن أهمية التربية العائلية، وضرورة زرع الثقة في الأطفال، عن طريق تلقينهم رسائل ايجابية، لمساعدتهم على النمو السليم، كما ركز على مسألة التدرج في التربية، وكذلك الاستماع لشكاوى واهتمامات الطفل، لأن العكس يمكن أن يحدث أضرارا نفسية جسيمة، تؤدي إلى التفكير في الانتحار، ودعا المتحدث إلى ضرورة تحسيس الأولياء، حتى يتمكنوا من متابعة أبنائهم بطريقة جيدة، لتجنيبهم اللجوء إلى الانتحار، وتحدث عن الدور الكبير الذي توليه مديرية الشؤون الدينية، والتي قامت بإعداد برنامج خاص على مستوى المساجد والزوايا من خلال الأئمة والمشايخ. ودقت متدخلة من عزازڤة وهي طبيبة نفسانية، ناقوس الخطر، وأكدت أنها استقبلت العشرات من التلاميذ الذين حاولوا الانتحار، والذين تم التكفل بهم، أما متدخلة أخرى وهي مسؤولة بإحدى الثانويات بتيزي وزو، فقد أكدت هي الأخرى أنه تم تسجيل على مستوى المؤسسة التي تديرها، 4 محاولات انتحار، منها حالة تلميذة حاولت الانتحار عن طريق شرب دواء والدتها المريضة، وهذا بعد أن وجدت نفسها تعاني ضغطا رهيبا من طرف أفراد عائلتها. وبخصوص التلاميذ الثلاثة الذين انتحروا مؤخرا بتيزي وزو، أكد الأمين العام لمديرية التربية خلال تدخله، أن انتحار الضحايا ليس لها أية علاقة بالنتائج المدرسية، كونهم يعتبروا من بين أنجب التلاميذ.