أثار السقوط الحر لرجال الرياضة الذين ترشحوا للانتخابات التشريعية التي جرت يوم الخميس الماضي، تساؤلات عديدة خاصة وأن جميع المتتبعين كانوا يتوقعون فوزهم بسهولة بمقعد في البرلمان بالنظر إلى وزنهم الثقيل في المشهد الرياضي والكروي على وجه الخصوص، وشكل رئيس أولمبي الشلف عبد الكريم مدوار الاستثناء كونه الوحيد من بين مترشحي القطاع الرياضي الذي تمكن من الظفر بمقعد في التشكيلة الجديدة للبرلمان بعد أن ترشح تحت عباءة "الحزب العتيد". وجاء فشل المترشحين الخمسة وهم عبد الحكيم سرار رئيس وفاق سطيف، لمبارك بوذن رئيس مولودية العلمة، جمال مسعودان رئيس شباب أهلي البرج، وعيسى منادي رئيس اتحاد عنابة، وكذا النجم السابق للمنتخب الوطني لخضر بلومي، مفاجئا للغاية، إن لم نقل سقط كالصاعقة على المترشحين الخاسرين، خاصة وأنهم اعتمدوا خلال حملتهم على شعبيتهم الجارفة والتي تعدت حدود الولايات التي ترشحوا فيها، ونخص بالذكر لخضر بلومي أحد أحسن ما أنجبت الكرة الجزائرية، عبد الحكيم سرار الذي صال وجال مع الوفاق والمنتخب الوطني، قبل أن يقود النسر السطايفي إلى منصة الألقاب . سرار يدخل في عزلة ويصرح: سأكشف أمورا خطيرة في الأيام القادمة توعد رئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرار بكشف الأسباب الحقيقية التي أدت الى خسارته خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، وعلمت الشروق من مصادر موثوقة بأن رئيس الوفاق قرر الدخول في عزلة بعد النتائج المخيبة التي حرمته من الوصول للبرلمان. ورفض سرار الإدلاء بأي تصريحات إزاء هذه القضية، مكتفيا بالقول "عدم الفوز بمقعد في البرلمان ليس نهاية العالم.. سأكشف في الأيام القليلة القادمة الأسباب الحقيقية التي أدت لخسارتي الانتخابات.. سأبقى عبد الحكيم سرار مهما حدث خاصة وأنني لم أكن أسعى للحصول على الحصانة"، وحسب مصادر عليمة فإن سرار أدرك بأن هناك أطرافا عرقلت وصوله للبرلمان بدليل أن النتائج الأولية كانت تشير لتفوقه على باقي مترشحي ولاية سطيف. و خلافا لما أشيع، فإن سرار وبعد ظهور نتائج الانتخابات، بقي في سطيف مع أنصاره ومحبيه وعائلته لم يغادر المدينة، وقرر سرار بالمقابل، الدخول في عزلة لاسترجاع أنفاسه قصد العودة القوية بسرعة لتسيير الفريق السطايفي وإطلاق مشاريع الشركة التجارية المتعطلة. أنصار اتحاد عنابة يعتصمون لإبعاد منادي من الفريق لم تأت المصائب فرادى على رئيس اتحاد عنابة عيسى منادي، فبعد خسارته في الانتخابات التشريعية، وفرصة الحصول على ولاية ثانية في البرلمان، يتجه منادي لخسارة منصبه كرئيس لاتحاد مدينة عنابة، بعد تعالي أصوات مشجعي الفريق بضرورة إبعاده، وإنقاذ فريقهم من الوضع الكارثي الذي يوجد عليه. و بات في حكم المؤكد أن وضعية اتحاد عنابة مرشحة للتعقيد أكثر فأكثر خاصة مع المطالبة بإقالة منادي والتي لن تقتصر عن التهديد بل ستمتد إلى اعتصام مفتوح سينطلق بداية من صبيحة اليوم أمام مقر مديرية الشباب والرياضة للولاية من أجل لفت انتباه السلطات المحلية للتحرك من أجل إنقاذ الفريق الذي يواجه مصيرا مجهولا خاصة مع تدهور معنويات الرئيس منادي الذي يبدو وأنه في طريقه لخسارة كل شيء بعد أن خسر فريقه مكانته في الرابطة الأولى وفشل في العودة إليها فضلا عن الصعوبات المالية التي يعاني منها الفريق الذي عجز عن دفع مستحقات لاعبيه. نتائج البابية انعكست سلبا على ترشح رئيس مولودية العلمة خسر رئيس مولودية العلمة مبارك بوذن الرهان بعد فشله في دخول البرلمان بعدما ترشح باسم حزب جيل جديد وانضم بذلك الى قائمة الرياضيين الذين فشلوا في تحقيق هدفهم. وتشير كل المعطيات إلى أن رئيس البابية راهن على سجله مع النادي خاصة وأنه قاد الفريق الى القسم الأول في عهدته لكن نتائج الموسم الحالي والذي سبقه كان لها أثرها السلبي على ترشحه لأن الفريق حاليا مهدد بالسقوط كما أن الرجل الأول في البابية انسحب من قيادة النادي وسط المشوار وتخلى عن منصبه في الوقت الذي كان الفريق في أمس الحاجة إلى دعم مادي ومعنوي ليتراجع عن الاستقالة لكن بعد فوات الأوان حيث انهار الفريق وتقهقر الى ذيل الترتيب وهو العامل الذي قلص من شعبية الرجل وانعكس ذلك على نتائج الصندوق التي لم تكن في صالحه. "3199 صوتا" فقط؟؟ حصيلة مسعودان في برج بوعريريج أخفق رئيس فريق أهلي برج بوعريريج جمال مسعودان في المرور إلى البرلمان والفوز بمقعد من مقاعد ولاية البرج الثمانية، حيث تحصل مسعودان الذي ترشح على رأس قائمة جبهة الحكم الراشد على 3199 صوتا فقط من مجموع الأصوات المعبر عنها خلال التشريعيات، وهو رقم قليل جدا لم يمكنه من افتكاك مقعد بعد أن عجز عن تجاوز عقبة 5 بالمائة، رغم أنه راهن على دعم الجراد الأصفر الذي وقف دوما وراء فريق أهلي البرج وسانده للعودة في وقت مبكر من الموسم الحالي إلى حظيرة الكبار بعد مشوار حافل بالانتصارات في البطولة الاحترافية للقسم الثاني، إلا أن مسعودان خسر الرهان وتبخر حلمه بدخول قبة البرلمان. تجدر الإشارة أن صور مسعودان وملصقاته الإشهارية خلال الحملة الانتخابية ملأت الأحياء والشوارع، الا أنه يخرج بعد العاشر من ماي صفر اليدين. بلومي يرفض التعليق على فشله كانت الصدمة التي تلقاها النجم الكروي السابق لخضر بلومي، عنيفة جدا، ما جعله يرفض التعليق على فشله في الانتخابات التشريعية، وحتى الرد على المكالمات الهاتفية التي تهاطلت عليه في الساعات الماضية، خاصة من قبل "الشروق". وتفاجأ الشارع الجزائري، خاصة الرياضي منه بخبر فشل بلومي في دخول البرلمان، بعد الإعلان عن نتائج الإنتخابات، حيث خلت قائمة الفائزين من مترشحي حزب المستقبل الذي تصدره بلومي، وتلقى هذا الأخير صفعة قوية من أبناء ولايته الذين أداروا له ظهورهم، بالرغم من أن جميع مترشحي الأحزاب الآخرين كانوا يحسبون له ألف حساب بسبب شعبيته الجارفة، قبل أن يمنى بفشل ذريع، حيث لم يشفع له تاريخه الحافل مع فريق المدينة، ومع المنتخب الوطني في نيل مقعد ضمن النخبة السياسية. عبد الكريم مدوار للشروق: لن أدخر جهداً في سبيل ولاية الشلف ومواطنيها شكل فوز عبد الكريم مدوار، رئيس أولمبي الشلف بمقعد في البرلمان الاستثناء وسط مترشحي القطاع الرياضي، حيث حفظ ماء الوجه، كونه الوحيد الذي تمكن من دخول قبة البرلمان من الباب الواسع، وقال متصدر قائمة حزب جبهة التحرير الوطني بولاية الشلف، بأنه سيسعى بكل ما أوتي من قوة لأجل الدفاع عن مصالح الولاية ونقل انشغالات مواطنيها إلى مسؤولي مختلف القطاعات، وصرح مدوار: "يجب التذكير بأن عضوية المجلس الشعبي الوطني وسيلة وليست غاية، كما أريد التأكيد على أنني سأكون واقعياً ولن أعد بالمستحيل.. سأعمل على إيصال هموم المواطنين بمختلف مشاربهم إلى مسؤولي مختلف القطاعات، للنظر فيها وإيجاد الحلول المناسبة لها". وعلى الرغم من أن نشاطه سينصب أكثر على الأمور السياسية، إلا أن مدوار أبدى تمسكه بمواصلة العمل مع أولمبي الشلف مؤكدا: "لن أنسى مصالح أولمبي الشلف أبداً؛ بل سأواصل الدفاع عنها بكل ما أُتيت من قوة، لأجل تمكينه من التألق والتتويج بألقاب أخرى".