كانت نتائج الانتخابات التشريعية التي أعلن عنها وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، أمس، مخالفة لتوقعات الكثير من الأحزاب المجهرية التي اتبعت إستراتيجية الاعتماد على الوجوه الرياضية في مختلف الولايات، للوصول إلى قبة البرلمان لاستغلال شعبيتهم الكبيرة وسط أنصار الفرق، مثلما فعل حزب جبهة المستقبل الذي اختار رئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرار على رأس القائمة في عاصمة الهضاب العليا. نتائج غيغر لم تشفع لسرار كانت النتائج الأولية ليلة التصويت تشير إلى أن ''حكوم'' سيفوز على الأقل بمقعدين، قبل أن يباشر مناصروه في الاحتفالات مسبقا من خلال استعمال الألعاب النارية بالقرب من فندق ''الزيدان''، غير أنه ومع التحاق نتائج البلديات البعيدة تضاءلت حظوظ اللاعب الدولي السابق، قبل أن يتم التأكيد على فشله الذريع رغم نجاحه في الحصول على أكثر من 15 ألف صوت. والملاحظ في حملة سرار الانتخابية هو اعتماده بالدرجة الأولى على نتائج تشكيلة المدرب السويسري غيغر، خاصة بعد نيلها الكأس الثامنة من دون تحرك حقيقي في فتح المداومات الخاصة بحزبه في غالبية البلديات إن لم نقل كلها، لأنه كان متيقنا بفوزه على بقية التشكيلات السياسية الأخرى، واتبع ''حكوم'' في مختلف خطاباته التي ألقاها على خطة التأكيد على ضرورة نبذ ''الجهوية'' و''العروشية''، لأن عائلته لا تتوفر في ولاية سطيف على ''عرش كبير'' مثل باقي المترشحين الآخرين. بلومي واللغة العربية نفس السيناريو حصل مع نجم منتخب الثمانينيات، لخضر بلومي، الذي عجز بدوره عن قيادة حزبه إلى قبة البرلمان، رغم الشعبية التي يتمتع بها في ولايته معسكر لأنه يعد ''رمزا'' حقيقيا. ويبدو أن قاهر الألمان أخطأ كثيرا عند مروره على التلفزيون الجزائري لشرح برنامجه، بعد ارتكابه أخطاء لغوية فادحة أثبتت مستواه التعليمي المحدود مثل قوله ''ترسيح العدالة'' عوض ''ترسيخ العدالة''، ما جعله محل سخرية عند الكثيرين ولاسيما بعد أن تم تداول هذا الفيديو على نطاق واسع على المواقع الاجتماعية. الجراد الأصفر رياضي وليس سياسيا ولم تقتصر هزائم الرياضيين على هذا الحد فقط، بل تعدتها إلى رئيس أهلي البرج، مسعودان جمال، الذي ترشح على رأس قائمة حزب ''الحكم الراشد'' في الولاية رقم 34 وكان يريد ''استغلال'' نجاح الأهلي في الصعود إلى القسم الأول لاستقطاب الآلاف من أصوات ''الجراد الأصفر''، لكن الذي حصل أن مسعودان تلقى هزيمة نكراء لم يتذوقها في حياته. وضعية العلمة تساهم في فشل بوذن وبدوره، فإن رئيس مولودية العلمة، مبارك بوذن، المترشح على رأس قائمة ''الجيل الجديد'' في ولاية سطيف، كان هو الآخر ''خارج مجال التغطية البرلمانية''، رغم احتلاله المرتبة الثالثة في بلدية العلمة واقتناصه الصدارة في بلدية تاشودة التي تعد مسقط رأسه، غير أن هذا لم يشفع له في الفوز ولو بمقعد برلماني لأن بقية البلديات الأخرى لم تمنحه أصواتا كثيرة. ونعود هذه المرة لنتحدث عن العضو البرلماني ''السابق'' وليس ''الحالي''، عيسى منادي، على رأس قائمة حزب التحالف الوطني الجمهوري في ولاية عنابة، وبات الفشل يلازم هذا الأخير أيضا في حياته السياسية بعد الرياضية، التي عرفها فريق ''بونة'' عندما فشل في تحقيق الصعود إلى القسم الأول وفشل أيضا في البقاء في البرلمان، خاصة أنه تلقى حملة خطيرة من قبل ''الهوليغانز'' الذين يرفضون تواجده مرة أخرى في مدينتهم. صاحب ''المعجزات'' تلاحقه لعنة الحراشية ولم تتوقف هزائم الوجوه الرياضية عند هذا الحد، بل تعداها أيضا إلى الحكم الدولي ''صاحب المعجزات''، محمد بنوزة، المترشح على رأس قائمة حزب ''الأر بي أر'' في ولاية وهران، بعد أن أبدى رغبته هو الآخر في الوصول إلى قبة البرلمان، لكن ''لعنة'' الحراشية جعلته يتجرع هزيمة قوية وبطريقة نزيهة وشفافة وليس ''تحت الطاولة''. وتجدر الإشارة إلى أن كثيرا من الوجوه الرياضية ممن ترشحت، فشلت أيضا في الفوز بمقعد برلماني، في صورة الرئيس السابق لاتحاد الحراش عبد الحميد عباد الذي ترأس قائمة جبهة المستقبل في العاصمة ورئيس فرع مولودية العلمة جمال حيرش على رأس قائمة حزب التجمع الجزائري في ولاية سطيف ومسؤول التنظيم في وفاق سطيف إبراهيم العرباوي صاحب الصف الثاني في حركة الانفتاح في نفس الولاية ورئيس فرع الكرة باتحاد عنابة إسماعيل قوادرية مع حزب العمال في ولاية فالمة. للإشارة، فإن الوجه الكروي الوحيد الذي نجا من المقصلة هو رئيس أولمبي الشلف، عبد الكريم مدوار، الذي شفعت له مكانته على رأس قائمة الأفالان في نيل مقعد برلماني.