أنا سيدة متزوجة من 10 سنوات، وشاءت إرادة الله أن لا يكون لي أبناء مع أني فعلت المستحيل لتحقيق حلمي في أن أصبح أما في يوم من الأيام.. في بداية زواجي كنت أركض للصيدلية كي أشتري اختبار الحمل حينما تتأخر دورتي الشهرية ولو يوما واحدا.. كنت أنتظر بلهفة مرور موعدها وأبكي بعدها بحرقة حينما تظهر النتيجة سلبية، ولقد تعودت على الخيبة لدرجة أني لم أعد أبحث في الموضوع وتركتها على الله، ولكن المشكلة أن الناس لم يتركوني في حالي! جميع أخوات زوجي حملن وأنجبن رغم أنهن تزوجن بعدي وجميع زوجات إخوته أيضا أنجبن، وكل صديقاتي ومعارفي لديهم أبناء إلا أنا.. حاولت الرضا بالقضاء والقدر ولكن نظرات الإشفاق من البعض تقتلني وكلمة "مسكينة" تدمرني، أما الأسوأ فنعت العقيم الذي ألصقوه بي وعايروني به كم من مرة وعند أبسط خلاف. تخيلوا زوجة أخ زوجي قالت لي بالحرف الواحد "لو كان جا ربي يحبك لو كان اعطاك الذرية" وأخواته أحس من طريقة كلامهن أنهن يتعمدن أذية مشاعري بفخرهم بإنجابهم الولد تلوى الولد، أما حماتي فجملتها الشهيرة "لي موراك ولدو ولي قدامك ولدو وانت كي الأرض البور". كرهت حياتي وسئمت من الوضع والطب يقول أني لا يمكن أن أنجب ما حييت لأسباب معقدة لا يمكن أن أشرحها بالتفصيل هنا لأن الشرح يطول، فكيف أرد على من ينعتني بالعقيم؟ وهل أطلب الطلاق وأرحل رغم أن زوجي يحبني جدا ولا يريد التفريط في؟ رحمة الله من المسيلة الرد: تحية طيبة أختي الكريمة والله أسأل أن يرزقك الولد الصالح في القريب العاجل ويثيبك على صبرك بالخير الكثير في الدارين وبعد: أولا اعلمي يا أختي أن نعمة الولد هبة من المولى عز وجل يمنحها لمن يشاء ويحرم منها من يشاء لحكمة بالغة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، وأنت كامرأة مؤمنة عليك أن ترضي بالقضاء والقدر خيره وشره وأن تكوني على يقين بأن الله سوف يرزقك متى ما أراد وإن لم يرزقك فلأنه يعلم ما لا تعلمين. أنت على وفاق مع زوجك ومن المفروض أن تتركي الحساسية جانبا وتسعدي بحياتك كما كتبها ربك لك.. من المفروض أن لا تحشي رأسك بالأمور التافهة وبثرثرة النساء الفارغة لأن من منحها الذرية دون حول منها ولا قوة قادر على أخذها منها في رمشة عين، ومن حرمها قادر على إعمار دارها بجملة واحدة "كن فيكون". الحمد والرضا والاستغفار الكثير، كلها تجلب الخير والبركة فاحرصي على الدعاء ما استطعت وإن نعتوك بالعقيم فقولي لهم بأن الله قادر على كل شيء، وبأن زوجك يحبك كما أنت ولذاتك.. كوني دائمة الابتسامة ودعيهم لغيهم وإن كان في الأطفال خيرا لك فتأكدي بأن الله سوف يمنحهم لك حينما تنتهي فترة اختبارك. في الأخير أخيتي أسأل الله أن يوفقك ويمنحك القوة لمواجهة ظروفك، وإن استطعت أن تكفلي يتيما فلا تبخلي والله المستعان. للتواصل معنا: [email protected]