اختارت ياسمين شويخ خوض تجربتها الأولى في الفيلم الطويل من باب قصة إنسانية تدور في مقبرة حيث قدمت العرض الأول لفيلمها "إلى آخر الزمان" بقاعة الموقار سهرة الإثنين بحضور والدها وأمها يمينة شويخ التي كانت أيضا ضمن الفريق التقني للعمل. تدور أحداث "إلى آخر الزمان" في قرية "سيدي بو القبور" التي تنسب إلى رجل صالح تبرع بقطعة أرض لتكون مقبرة وعندما توفي دفن بها وأصبح له مزار يقصده الناس دوريا لتنظيم وعدة تستمر ثلاثة أيام متتالية. في إحدى تلك الزيارات تنزل بالقرية جوهر "وزينب عراس" لزيارة قبر أختها التي ماتت دون أن تحضر جنازتها. تلتقي جوهر مع علي حفار القبور "جيلالي بوجمعة" الذي تجاوز السبعين دون أن يتزوج أو يؤسس أسرة.. تبقى الجوهر بالقرية ولا تعود مع الوفد بعد انقضاء الزيارة لأنها لم تتمكن من مواجهة كلام الناس الذين رأوها تخرج من بيت علي، معتقدين أنها على علاقة به وتبقى في سيدي بو القبور وتعمل على تحضير جنازتها وتستعد للموت. في أجواء الجنائز والمقابر، تنمو قصة حب بين علي والجوهر ويحاول إقناعها بالزواج. تركز المخرجة على الصورة كثيرا لتوصيل رسائلها حيث تصبح المقبرة أكبر من مجرد مكان للدفن تتحول إلى مسرح لعدة ظواهر اجتماعية والبزنسة السياسية والاجتماعية. فالشاب نبيل "مهدي مولاي" يسعى إلى تأسيس شركة لتنظيم الجنائز ويستقدم كل اللوازم بما في ذلك كراء الندابات، وعندما يستنكر علي عليه الأمر يقول له: "القرية كلها تستثمر في الموت لكنها لا تقول ذلك، أخذوا كل شيء ولم يبقى لنا إلا هذا". في مشهد آخر يزور وفد من المسؤولين السياسيين المقبرة للترحم على قبور الشهداء فيعمد نبيل إلى اختيار قبر طفل صغير وتهيئته على أساس أنه قبر شهيد ويرفع الدعاء له وسط ذهول واستغراب علي حفار القبور الذي يقول للإمام: مات العقل عندما يسأله من مات اليوم؟ وعن فكرة الفيلم، قالت ياسمين شويخ إنها اختارت الانحياز إلى القضايا البسيطة للناس وركزت على المقبرة كمكان لقصة حب وليس انحيازا إلى ثقافة الموت، على العكس الحب في مجتمعنا طابو خاصة بين كبار السن بينما هو أبسط الحقوق الطبيعية للناس. وقد عملت على تمرير الكثير من العادات الاجتماعية الخاصة بالغرب الجزائري والعلاقات الإنسانية والآراء السياسية. وأضافت شويخ على هامش عرض فيلمها أن ما حدث بينها وبين وزارة الثقافة كان مجرد سوء تفاهم لكون مشاركتها في مهرجان دبي لم تكن عرضا أول، بل كانت مشاركة وفق عقد بينها وبين المهرجان بعد تلقيها دعما من سوق دبي السينمائي. وكشفت المتحدثة أن الفيلم سيخرج إلى القاعات تجاريا في 26 مارس الجاري ويعرض عبر عدة ولايات في جولة وطنية. وبعد افتتاحه لمهرجان القاهرة ينتظر أيضا مشاركتها في مهرجان بتونس والمغرب وكندا وسلطنة عمان.