لا تزال الطالبة نسيبة حمزة، تصنع الحدث، وهذا بعد نيلها الجائزة الدولية الأولى لحفظ القرآن وتجويده في دورتها ال13 التي أقيمت مؤخرا في الأردن، ويأتي هذا التتويج لابنة الأوراس والجزائر، موازاة مع نجاحها المميز في دراستها الجامعية، حيث تدرس هذا العام السنة الخامسة في الطب. لم تخف نسيبة حمزة (23 سنة) ارتياحها بعد نيلها المرتبة الأولى في المسابقة الدولية لحفظ القرآن وتجويده في دورتها الثالثة عشرة بالأردن، حيث قالت في هذا الجانب: "في الحقيقة كان شعورا كبيرا بالفرحة والسعادة لتسجيل نصر جديد يسجل نجاحات الجزائر في مجال حفظ القرآن الكريم"، وأكدت نسيبة حمزة ل"الشروق" أن مسيرتها مع حفظ القرآن الكريم كانت منذ الصغر، ولكن كانت بشكل متقطع، أما الحفظ بشكل مستمر فكان من عمر 16 سنة لتتم عملية الحفظ وهي في عمر 18 سنة، لتنتقل بعدها إلى مستوى الإجازة القرآنية، بدءا برواية ورش ثم رواية حفص. كما تطمح لإتمام القراءات العشر المتواترة. وإذا كان تتويج نسيبة حمزة بالجائزة الدولية لحفظ القرآن بالأردن قد صنع الحدث وطنيا وإقليميا، فإن هذه الأخيرة سبق لها أن شاركت في عدة مسابقات محلية ووطنية، من بينها مسابقة جواهر الشروق سنة 2015 التي نالت فيها المركز الأول، ثم مسابقة حفظ القرآن الكريم وتفسيره خلال الأسبوع الوطني الذي نظمته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف خلال السنة المنصرمة، ونالت فيها المركز الثاني، ومن ثم تم ترشيحها من طرف وزارة الشؤون الدينية لتمثيل الجزائربالأردن. وبخصوص مسارها الدراسي الذي يصفه الكثير بالمميز، بحكم أنها تدرس حاليا السنة الخامسة في كلية الطب، فقد أكدت نسيبة حمزة ل"الشروق" أن القرآن الكريم كان لها المساعد الكبير في النجاح، بداية بشهادة البكالوريا التي كانت فيها من الأوائل على مستوى الولاية، ثم بعد ذلك في الجامعة في مجال الطب، وذلك لما في القرآن الكريم حسب محدثتنا من بركة وتجديد للطاقة وتقوية للذاكرة وتنظيم للوقت، مضيفة بالقول "قد يسألني بعضهم فيقول ما علاقة الطب بالقرآن فأجيب قائلة.. القرآن طبيب قلوبنا والطب حياة أجسادنا وتدبر في حسن الخلق وعظمته، وفي أنفسكم أفلا تبصرون. فما أحوج أمتنا إلى معلم حافظ وإلى طبيب حافظ. وإلى حرفي حافظ يؤدي عمله وهو صاحب مبدأ وعلم". ونوهت نسيبة حمزة في ختام حديثها بجهود والديها وعائلتها ومشايخها الذين كانوا حسب قولها السبب في استمرارها وتغلبها على الصعوبات، داعية في الوقت نفسه الشباب الجزائري المثابر إلى الإقبال على كتاب الله تلاوة وتدبرا وعملا لأنه هو السر في النجاح في الدنيا والآخرة.