مازال ملف البطالة بمدينة حاسي مسعود يثير الكثير من التساؤلات بسبب استمرار مطالبة البطالين بهذه المنطقة كغيرها من مناطق الوطن بتوفير مناصب عمل بمختلف الشركات النفطية العاملة بتراب الدائرة، رغم توظيف على مستوى وكالات التشغيل أو على مسؤولي هذه المؤسسات المئات من شباب المنطقة منذ خمس سنوات إلى يومنا هذا، لتنقل عدوى الاحتجاجات مؤخرا بالمنطقة للشباب الذين أنهوا فترة تربصهم بهذه المؤسسات، للمطالبة بإدماجهم وفق ما يسمح به القانون. نظمت مؤخرا بمدينة حاسي مسعود عدة وقفات احتجاجية بمختلف المؤسسات النفطية على مستوى بعض مقرات وقواعد الحياة لذات المؤسسات من طرف الشباب المتربصين بمختلف فروع مجمع سوناطراك، على غرار المتربصين في اختصاصات عديدة بالمؤسسة الوطنية لخدمات الآبار "او ن س ب"، وكذا متربصي المؤسسة الوطنية للتنقيب أونافور، للمطالبة بإدماجهم بصفة مباشرة بهذه المؤسسات بعد نهاية فترة تربصهم. ورغم الوعود التي تلقوها في وقت سابق من طرف مسؤولي هذه المؤسسات بإدماجهم بعد نهاية فترة تربصهم، إلا أن معظمهم تم رميهم خارج أسوار هذه المؤسسات، وهو ما جعل هؤلاء ينتفضون ويقومون بوقفات احتجاجية استمرت بعضها لمدة أسبوع كامل، على غرار متربصي المؤسسة الوطنية لخدمات الآبار. وتسبب مؤخرا المشكل المطروح في محاولة انتحار شاب، جراء عدم وجود رد من طرف مسؤولي المؤسسة للنظر في مطالبهم، حيث قامت المصالح الأمنية بالمنطقة بالتدخل وإقناع الشاب بالعدول عن فكرة الانتحار، بعد حمله لقارورة بنزين ورشها على جسمه، حيث تم نقله للمستشفى. ويبقى هؤلاء ينتظرون الرد من طرف مسؤولي المؤسسة لمتربصي هذه الأخيرة، التي يدعي هؤلاء على إثرها أنهم تلقوا وعودا بإدماجهم في وقت سابق، إلا أن ذلك لم يحدث حيث أحيلوا على البطالة، وهو مالم يتم تقبله من طرفهم، في وقت ترى العديد من الجهات بالمنطقة والتي لها علاقة بهذا الشأن، بأنهم لهم الحق في توظيفهم، مطالبين بإعادة الاعتبار لهؤلاء المتربصين. وفي ذات السياق، تثار العديد من التساؤلات حول مدى إدماج المتربصين من عدمه مباشرة بعد نهاية فترة التربص، خاصة أن ذات الجهات تشير بأنه توجد تعليمات وتنظيمات داخلية بمختلف المؤسسات تسمح بإدماج المتربص بعد نهاية التربص داخل المؤسسات الاقتصادية حسب احتياجاتها، وهو ما تقوم به مؤسسات وطنية نفطية أخرى بمدينة حاسي مسعود، حيث تقوم بإدماج متربصيها مباشرة بعد نهاية فترة التربص على غرار المؤسسة الوطنية للأشغال في الآبار في بعض الاختصاصات وغيرها من هذه المؤسسات الناشطة بالمنطقة. الأمر الذي أصبح يؤرق العديد من المتربصين بمختلف هذه المؤسسات، خاصة الذين يقضون أكثر من سنتين في فترة تربص مستمر بهذه المؤسسات، والتي ترفض إدماجهم بعد نهاية التربص، رغم تلقيهم وعود من طرف مسؤولي هذه المؤسسات بإدماجهم بعد نهاية تربصهم. وتطالب العديد من الجهات المختصة في هذا المجال بإعادة النظر في هذا الإجراء وتنظيمه على مستوى معاهد ومراكز التكوين وهذه المؤسسات، وهو ما يتيح إمكانية إدماج المتربصين مستقبلا بعد الانتهاء من فترة التربص.