مازال ملف الشغل بمدينة ورقلة ومدينة حاسي مسعود بصفة خاصة يثير الكثير من التعقيدات ويشوبه الغموض من جوانب عدة منذ سنوات؛ وهذا من خلال تزايد الاحتجاجات للشباب البطال بالمنطقة بالرغم من اتخاذ السلطات العليا في البلاد العديد من الإجراءات فيما يخص توظيف شباب المنطقة بمختلف المؤسسات النفطية بحاسي مسعود؛ إلا أن ذلك كله لم ينه هذا المشكل والذي يبدوا أنه سيعمر طويلا. وتقوم العديد من المؤسسات النفطية بمدينة حاسي مسعود منذ مدة باللجوء إلي التوظيف المباشر عن طريق عقود التربص والتمهين؛ وهذا كطريقة يتستر عليها العديد من المسؤولين لتوظيف معارفهم؛ وهو ما يثبته العدد الكبير والمتزايد لعقود التربص والتمهين المسجلة لدى مراكز التكوين التابعة لهذه المؤسسات وهذا بحسب ما أكدته مصادر موثوقة بهذه المراكز للشروق. وخلال السنتين الماضيتين يتم توظيف هؤلاء المتربصين بصفة مباشرة بعد نهاية التربص بهذه المؤسسات ؛ ومعلوم أنه في وقت سابق كانت العديد من المؤسسات تقوم بإبرام اتفاقيات بين جامعات ومعاهد خاصة نظرا لاحتياجاتها لبعض من الاختصاصات كالمهندسين في مجال البترول بكل اختصاصاته وغيرها؛ حيث كانت هذه الأخيرة مطلوبة في وقت تنعدم بمختلف وكالات الشغل؛ أما ما تقوم به هذه المؤسسات مؤخرا فهو يشمل تربصا لأغلب الاختصاصات وهي متوفرة بشكل كبير لطالبيها من شباب المنطقة على مستوى مختلف مكاتب التشغيل؛ وبالرغم من أن بعض الشركات لا تقوم بتوظيف المتربصين بعد نهاية عقودهم؛ إلا أن أغلب المؤسسات تقوم بالتوظيف لمناصب معينة تكون محددة مسبقا عن طريق اللجوء إلى عقود التمهين يكون فيها عنصر الاختيار لاستقدام أشخاص معينين لصالح جهات مسؤولة داخل هذه المؤسسات. حيث أن العديد من هذه المؤسسات وعبر مديرياتها المتفرعة تسلك هذا الاتجاه باستعمال طرق ملتوية في سد الوظائف الشاغرة تكون موجهة لأشخاص بالاعتماد على عنصر المحسوبية ومعارف بعض من المسؤولين بهذه المؤسسات؛ وقد أكدت ذات المصادر أن هناك حالات عديدة تم التوظيف فيها عن طريق ما يسمى بعقود التمهين والتربص؛ إلا أنه وفي مقابل ذلك وبالرغم أن التوظيف عن طريق التربص لا يكون إلا في حالات استثنائية ولظروف معينة؛ فهو أصبح العنصر الذي يعتمده بعض المسؤولين بهذه المؤسسات؛ وبالتالي عرض كل الإجراءات الخاصة بالتوظيف عن طريق وكالات التشغيل بالمنطقة عرض الحائط ؛ ما يساهم بشكل أو بأخر في تناقص المناصب الشاغرة بهذه المؤسسات ويزيد من تعقيدات هذا الملف الشائك؛ والذي مازالت تتخلله احتجاجات شبه يومية من طرف الشباب البطال بالمنطقة