أصبح العديد من المتربصين والمتكونين بمختلف المعاهد بولايات الجنوب يعانون من إشكالية توظيفهم بمختلف المؤسسات العاملة بالمنطقة، خاصة في مجال المحروقات، الذي تعد اختصاصاته محدودة وتشمل الشركات النفطية فقط. ورغم صدور أوامر واتفاقيات مشتركة منذ عامين تقريبا بين كل من وزارات الطاقة والعمل والتكوين المهني، القاضية بإدماج المتربصين خاصة أبناء المنطقة في هذا المجال بالخصوص بعد تكوينهم في الشركات النفطية، وهذا بحسب احتياجات المؤسسة المعنية والمناصب الشاغرة الموجودة لديها، إلا أن هذه التعليمات لم تلق صدى، بل تم تجاهلها من طرف أغلب الشركات العاملة في مجال المحروقات. وهذا بحسب الواقع المعمول بها. ومن بين ذلك اعتماد هذه المؤسسات على مكاتب التشغيل بصفة كاملة. وقام، الأحد، زهاء خمسين شابا بطالا بوقفة احتجاجية أمام مقر المؤسسة الوطنية للتنقيب بمدينة حاسي مسعود بولاية ورقلة. وهذا على خلفية عدم توظيفهم بذات المؤسسة بعد قضاء أكثر من ثلاثين شهرا في تربص تكويني بالعديد من ورشات المؤسسة المنتشرة عبر الصحراء الجزائرية. هذا، وقد أكد العديد منهم ل "الشروق" أنهم تلقوا وعودا من مسؤولي الشركة في وقت سابق. وهذا بأن يتم توظيفهم بصفة مباشرة بعد نهاية تربصهم، إلا أنه لا شيء حصل من ذلك بعد نهاية تربصهم، بالرغم من استفادة هؤلاء من تربص لمدة طويلة ما زاد من كسب هؤلاء مهارات وخبرة في مجال اختصاصهم، الذي يشمل مختلف الاختصاصات في مجال المحروقات، إلا أن كل هذا ذهب هباء، يضيف هؤلاء، خاصة أن هذه الاختصاصات محدودة ولا تتوفر إلا في مجال المحروقات، حيث وجد هؤلاء الحلم الذي كان يراودهم، المتمثل في الحصول على منصب عمل بعد ثلاث سنوات من التربص متبخرا. من جهة ثانية، زاد من تذمر واستياء هؤلاء قيام إدارة الشركة بفتح العديد من المناصب وعلى مدار السنة في مجال اختصاصهم، وبصفة تدريجية. وهذا عن طريق عرض هذه المناصب على الوكالة المحلية للتشغيل بورقلة. وقد رافق هذه الوقفة الاحتجاجية وجود عناصر الشرطة بمحيط المكان لمراقبة الوضع وتفاديا لأي انزلاق أو أعمال شغب محتملة، نظرا إلى الغضب الشديد الذي أبداه هؤلاء الشباب المتربصون بالشركة. ووفق مصدر عليم بذات الشركة سيتم دراسة وضعية هؤلاء المتربصين على مستوى مدرية الموارد البشرية لذات المؤسسة وبالتنسيق مع السلطات المعنية الأخرى، إلا أن العديد من هؤلاء الشباب أصبحوا لا يثقون في هذه الوعود بل فقدوا كل الآمال في توظيفهم بعد أن انتهت فترة تربصهم وأصبحوا خارج أسوار الشركة، علما أن جل هؤلاء الشباب من نفس المنطقة ومقيمون في حاسي مسعود وورقلة. وفي نفس السياق، يتهم هؤلاء مسؤولي الشركة بعدم الالتزام بالأوامر التي أصدرتها وزارة الطاقة ووزارة العمل منذ عامين، القاضية باستفادة المتربصين والمتكونين في الورشات المختصة في مجال المحروقات بالتوظيف مباشرة بعد نهاية التربص. وهذا بحسب احتياجات المؤسسة المعنية والمناصب الشاغرة المتوفرة بها. هذا كله تزامن مع وجود المئات من المناصب الشاغرة بالمؤسسة التي تم التوظيف فيها على مدار السنة وفي جميع الاختصاصات. ومازالت العديد من الورشات تعاني نقصا في اليد العاملة بحسبهم. هذا، ويطالب هؤلاء السلطات المعنية بإيجاد حلول سريعة لهم في توظيفهم في ذات الشركة، نظرا إلى الأسباب المذكورة آنفا، إلى جانب حاجة ونقص اليد العاملة بذات المؤسسة، خاصة إذا علمنا أن هذه الأخيرة ستستفيد من ثلاث حفارات جديدة، بحسب مصدر عليم بالمؤسسة.