أثارت التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول سحب القوات الأمريكية المحتمل من سوريا، غضب وامتعاض أوساط أمريكية عريضة، ومن بينها من رأى في تلك التصريحات "ابتزازاً" للسعودية، حسب ما أورد موقع قناة "تي آر تي" التركية. ورجح موقع "ديلي بيست"، الأربعاء، أن ترامب يخلق الكثير من الالتباس حول انسحاب القوات الأمريكية من سوريا بهدف ابتزاز السعودية وسحب الأموال منها مقابل تقويض النفوذ الإيراني في البلد الذي أنهكته الحرب منذ العام 2011 . جاء ذلك في مقال نشره الموقع الأمريكي بعنوان "هل ترامب جدي بخصوص سوريا؟ هل سنبقى؟ هل سنخرج؟ ومن سيدفع؟". وكان ترامب قد ألمح سابقاً لهذه الفكرة، إلا أنه كشف النقاب عنها في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أمس (الثلاثاء)، وقال صراحة إن "السعودية مهتمة جداً بقرارنا"، وأضاف "حسناً، إذا كانت الرياض ترغب ببقائنا في سوريا، فيجب عليها دفع تكاليف ذلك". وفي معرض تعليقه على تصريحات ترامب، أشار المقال إلى أن "ترامب يستخدم ورقة سوريا للضغط على الرياض وسحب المزيد من الأموال منها". وأضاف المقال، أن "هذه الخطوة تأتي في إطار جهود ترامب الحثيثة للضغط على الآخرين من أجل دفع الفاتورة". وبهذا الخصوص، يرى محللون أن الانسحاب الأمريكي من سوريا سابق لأوانه كونه يقدم سوريا على طبق من فضة لكل من إيران وروسيا اللتين طالما دعمتا رئيس النظام السوري بشار الأسد، حسب وكالة أسوشيتد برس. كما وجهت مجلة "The American Conservative" انتقادات لاذعة لتصريحات ترامب، قائلة: "يبدو أن حماية حياة الجنود الأمريكيين والمصالح الأمريكية لا تهم ترامب طالما أن هناك من يدفع الثمن"، مضيفة أن "هذا يعني أن ترامب يعتقد أن خدمات الجيش الأمريكي متاحة للاستئجار". وأردفت المجلة الأمريكية، أن "ترامب لا يكترث إن كان البقاء في سوريا يجعل أمريكا أكثر أمناً، إلا أنه يركز فقط على ما إذا كان هناك طرف آخر يرغب في دفع الفاتورة". والجمعة الماضي، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في حواره مع مجلة "تايم" الأمريكية أنه "يعتقد أن القوات الأمريكية في سوريا يجب أن تبقى لفترة متوسطة على الأقل، إن لم تكن لفترات طويلة، حيث إن وجودها داخل سوريا يسمح أيضاً لواشنطن بأن يكون لها رأي في مستقبل سوريا، ويعد السبيل لإيقاف تمدد النفوذ الإيراني بمساعدة حلفائها". وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، منذ إعلان الرياض في 3 جانفي 2016، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجاً على إعدام "نمر باقر النمر" رجل الدين السعودي الشيعي، مع 46 مداناً بالانتماء ل"التنظيمات الإرهابية". وفي ديسمبر الماضي، أفادت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بوجود 2000 جندي أمريكي في سوريا. وتقود الولاياتالمتحدة تحالفاً دولياً مكوناً من أكثر من 60 دولة، يشن غارات جوية على معاقل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراقوسوريا منذ قرابة أربع سنوات. كما تقدم واشنطن الدعم لمسلحين من قوات سوريا الديمقراطية التي يغلب عليها الأكراد بهدف محاربة "داعش" في سوريا. From @hxhassan and @michaeldweiss: Is Trump serious about Syria? Do we stay? Do we go? And who pays? https://t.co/rhV3ezGFIa — The Daily Beast (@thedailybeast) April 4, 2018