أكد الخبير في الطيران بن زروق محمد رضوان، أن التحقيق وحده من سيكشف ملابسات وأسباب سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك والتي أودت بحياة 257 ضحية، مفندا فرضية قدم الطائرة. وأوضح الطيار والمحقق في حوادث الطيران بن زروق ل"الشروق"، الأحد، أن التحقيق سيستغرق وقتا، مشيرا إلى أن التحقيق ستتولاه الجهات العسكرية والتي تملك خبراء مختصين ولديهم معلومات عن الطائرة العسكرية، مشيرا إلى أن "كل شيء موجود في دفتر الصيانة الخاص بالطائرة والموجود بيد الخبراء العسكريين"، مؤكدا استحالة إقلاع طائرة قبل اختبار محركها ودفتر الصيانة المدون فيه كل شيء وهي أشياء يقوم بها مجموعة من التقنيين كما يحددون الوزن، "مشيرا إلى أن برج المراقبة لن يمنح الضوء الأخضر للطيار للإقلاع قبل التأكد من كل هذه المعلومات". وقال محدثنا، إن التحقيق في حوادث الطيران العسكري له طابع سري عبر كلّ البلدان، مرجحا فرضية أن ظهور النتائج النهائية بحاجة إلى وقت، مشيرا إلى مشاركة خبراء ممن صنعوا الطائرة في التحقيق إلى جانب الفريق الجزائري، إذ أن الأمر يحتاج إلى عرض عينات على مخابر متخصصة في المحركات مع أخذ عينات من البقايا ومكان السقوط، والاطلاع على العلبة السوداء التي ستظهر المحادثات التي جمعت طاقم الطائرة وبرج المراقبة وكل ما قاله الطيار حول سبب السقوط ومقارنة هذه المعطيات مع عينات المحرك. أما بخصوص وضعية طائرة "اليوشن" الروسية، أكد بن زروق أن وضعية الطائرة مرتبطة بالصيانة، وضرب مثالا عن أسطول الخطوط الجوية الجزائرية والذي تجاوز عمر بعض الطائرات به 20 سنة، وحتى في دول أخرى، موضحا أن الطائرات العسكرية الجزائرية معروفة بنوعيتها الجيدة، كما أنه يتم تدعيمها بقطع غيار جديدة ومحركات في كل مرة، مع إشراف مهندسين وتقنيين ذوي كفاءة على صيانتها. ورجح الخبير أن كيفية اشتعال المحرك تجعل الفرضية الآلية تجزم حول إمكانية فقدان الطائرة قوة المحرك والتي سرَعت بسقوطها، أما بالنسبة للرياح وسوء الأحوال الجوية فهي فرضية مستبعدة –حسبه- لأن الطيار لا يمكنه أن يقلع، قبل الاطلاع على النشرة الجوية.