أفادت مصادر مؤكدة ل«البلاد"، أن وزارة الدفاع الوطني رخّصت بتحويل العلبة السوداء وأجزاء من حطام الطائرة العسكرية "هيركيل سي 130" التي سقطت على جبل فرطاس في ولاية أم البواقي لفحص بياناتها في مخابر متخصصة تابعة لشركة "لوكهيد مارتن" المصنّعة للطائرة المحطمة. وجاء تحويل العلبة السوداء حسب المصادر باقتراح من الخبراء الأمريكيين الذين أوفدتهم الشركة العالمية للمشاركة في التحقيقات المتواصلة لكشف ملابسات حادث سقوط الطائرة العسكرية الذي أودى بحياة 77 شخصا الذي تبين من خلال التحرّيات الأولية أن سببه الأول خلل تقني يجري تحديده بدقة. ويؤشر هذا التحول النوعي في مسار التحقيق إلى عدم التوصل إلى تفسير دقيق لما حلّ بالطائرة وأداء أجزائها الميكانيكية والإلكترونية بشكل عزّز الغموض حول السبب الحقيقي للحادث. وذكرت المصادر أن الخبراء في الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأوا تحليل بيانات شريط العلبة السوداء بعد أن تم انتشاله من بين حطامها في مرتفعات عين مليلة وبحضور لجنة التحقيق الفنية التي تنقّل بعض أفرادها بدورهم لهذا البلد في إطار الاتفاقيات المبرمة مع وزارة الدفاع الوطني وكذا لاستكمال أطوار التحقيق التقني. وعلمت "البلاد" من مصادر أمنية حسب ما تسرّب من مجريات التحقيق الأوّلي أن قائد الطائرة كان على تواصل مع برج المراقبة بالمطار العسكري في قسنطينة وأبلغهم عن خلل في المحرك وجهاز تحديد الارتفاع وهي تتجاوز منطقة جبل فرطاس قبل انقطاع الاتصال دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وكذب المصدر المعلومات التي تفيد بأن الطائرة قد ربطت اتصالات بالقاعدة الجوية العسكرية المتواجدة ببئر رقعة بدائرة عين البيضاء قصد التحصل على الإذن بالهبوط الاضطراري. ونقلت المصادر عن أحد العاملين ببرج المراقبة قوله إن رسالة قائد طائرة النقل العسكري التابعة للسرب 32 من الفوج الثاني للنقل التكتيكي العسكري الكائن مقره في القاعدة الجوية المتخصصة في النقل العسكري في بوفاريك، تعني على الأرجح أنه كانت هناك مشكلة تقنية، من دون أن يكشف طبيعة تلك المشكلة. وكشفت تحقيقات أوّلية عسكرية جزائرية - أمريكية، في الحادث خروج طائرة "هيركيل سي 103" عن نطاق التحكم. في المقابل، أظهرت التحريات مع الفريق المكلف بالصيانة أنه لم يتم رصد أي شيء أثناء عمليات الصيانة الدورية التي أجريت على الطائرة، وأوضحت أن الطيارين يتمتعون بكفاءة عالية وخبرة واسعة في مجال قيادة هذا النوع من الطائرات. وأشارت التحقيقات إلى أن الطائرة خرجت عن نطاق التحكم بها في منطقة عين مليلة تحديدا واصطدمت بجبل فرطاس بالتزامن مع تقلبات ملحوظة في الأحوال الجوية. وقالت مصادر "البلاد" إن خبراء عسكريين أمريكيين شاركوا على مدار أربعة أيام كاملة بعد الحادث في مجريات عملية فحص الحطام وأجروا مسحاً ميدانياً للمنطقة. وبتحليل البيانات الأوّلية الخاصة بالطائرة تبين فقدان السيطرة عليها من قبل فريق التحكم قبيل تحطمها.