كلّما زار رئيس دولة أجنبية، عربية أو غربية، أو من خارج هذا التصنيف، كان ملف التأشيرة وتنقل الأشخاص بين البلدين حاضرا بقوّة، خلال المفاوضات والاتفاقيات، ويتقاطع ضيوف الجزائر في كلّ مرة تقريبا، عند تشخيص يفيد بأنهم أكثر تساهلا في منح "الفيزا" للجزائريين، من حصول رعايا هؤلاء الأجانب على التأشيرة الجزائرية! للوقوف عند هذه "المعضلة"، نتذكّر ونذكر الأمثلة والنماذج التالية، من باب ترك القارئ وحتى المعنيين يقرؤون الواقع مثلما أرادوا: 1-وزير سياحة سابق، دعا السياح الجزائريين إلى "الزحف الأكبر" نحو الجارة تونس، من أجل قضاء عطلة الصيف! 2- رجال أعمال قالوا إنهم طلبوا التأشيرة لدخول الجزائر، على مستوى سفارات هذه الأخيرة وقنصلياتها، لكنهم في الأخير تلقوا ردودا بالرفض! 3-عشرات الوكالات السياحية المحلية، تحوّلت إلى مكاتب لتصدير السياح إلى مختلف البقاع، من دون أن تجتهد لاستيراد عشر ما تنقله إلى الخارج! 4- ملايين الجزائريين يطيرون كل سنة بالأورو والدولار ومختلف عملات "الدوفيز" إلى بلدان عديدة لقضاء عطلتهم! 5- داخليا، استمرار سياحة "القرلو" ضمن الخدمات الرديئة والمستفزة عبر العديد من الفنادق وفضاءات الراحة والاستجمام والشواطئ! 6-غياب التنسيق والتعاون بين الوصاية والوكالات و"الجوية الجزائرية"، في استقطاب السياح الأجانب وإغراء السائح المحلي بالبقاء هنا! 7-إهمال ولامبالاة وتسيّب وفوضى وأسعار عجيبة تحرّض الجزائريين على الفرار وتسدّ شهية السياح الأجانب وتمنعهم من التفكير في العودة! 8-عقليات بائدة وذهنيات "خشينة" لا تشجّع تنويع العرض السياحي ولا تعاقب المسؤولين المتورّطين في ضرب سمعة البلد! 9-قتل سينما السياحة، من أفلام ومسلسلات وأشرطة وثائقية، تروّج لمختلف مناطق الجزائر المستقطبة والمنافسة لما هو موجود وراء الحدود والبحار! 10-تراجع دور السفراء والقناصلة في التسويق للسياحة الجزائرية، بما أدى إلى تضاؤل السياح والمستثمرين وهروب بعضهم! .. هذه 10 وقائع ومنفّرات، من الطبيعي أن تفسح المجال أمام الحديث عن "الفيزا" من جانب واحد، تختزله طوابير المتزاحمين أمام السفارات الأجنبية! نُشر في 4 مارس 2018