دشنت الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك، الثلاثاء، رسميا مشروع تزويد ولاية تمنراست بالغاز الطبيعي لأول مرة عبر أنبوب غازي بطول أكثر من 530 كيلومتر انطلاقا من حوض تيديكلت قرب عين صالح، بتكلفة بلغت 22 مليار دينار ما يعادل تقريبا 192 مليون دولار. لحظة تاريخية عاشها الثلاثاء، سكان مدينة تمنراست من خلال التدشين الرسمي لتزويد المدينة بالغاز الطبيعي بحضور وزير الداخلية نور الدين بدوي ووزير الطاقة مصطفى قيطوني والرئيس المدير العام لشركة سوناطراك عبد المؤمن ولد قدور، خاصة أن العديد من سكان المنطقة وصفوه بمشروع القرن الثاني الذي استفادت منه. وحسب شروحات مسؤولي سوناطراك، فإن الأنبوب الغازي تم إنجازه على مسافة 530 كيلومتر وكان مساره موازيا لمشروع تحويل المياه عين صالح تمنراست، حيث سيتم تزويد محطات ضخ المياه المتواجدة على الخط بالغاز، وأيضا تزويد التجمعات السكانية على طول الأنبوب. وتقدر طاقة نقل الغاز لهذا الأنبوب بنحو 700 مليون متر مكعب سنويا، وطاقة يومية بأكثر من 750 ألف متر مكعب، حسب مسؤولي سوناطراك، واستمر إنجاز المشروع 36 شهرا من طرف شركة سوناطراك وعدد من فروعها وشركات وطنية على غرار كوسيدار، وتم تمويله من طرف الدولة. قيطوني: المشروع استراتيجي وهذه بعض إنجازات بوتفليقة في القطاع قال وزير الطاقة مصطفى قيطوني إن مشروع تزويد تمنراست بالغاز الطبيعي عبر أنبوب على مسافة 530 كيلومتر سيكون له أثر إيجابي على التنمية الاقتصادية والاجتماعية بتمنراست والمناطق المجاورة لها، وسيخلق فرصا جديدة للعمل مع منح الأولوية لأبناء المنطقة. وقدم قيطوني جملة من الأرقام في شكل حصيلة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في قطاع الطاقة، مشيرا إلى أن التغطية الكهربائية بلغت أكثر من 99 بالمائة نهاية 2017، ودعم مباشر لسعر الكهرباء خاصة في ولايات الجنوب، وفاقت الاستثمارات 2 مليار دولار، مذكرا بأن 1332 بلدية من أصل 1541 تم تزويدها بالغاز ما جعل النسبة الوطنية للتغطية تصل 60 بالمائة نهاية العام الماضي، بمجموع 5.2 مليون زبون، باستثمارات بلغت 5 ملايير دولار. وتحدث قيطوني عن رفع قدرات تخزين البلاد من المواد الطاقوية بحلول العام 2020، من 7 آلاف متر مكعب حاليا إلى 2 مليون متر مكعب، ما يسمح بضمان استقلالية استهلاك لمدة 30 يوما بدل 12 يوما حاليا. وعرج قيطوني على الغاز الطبيعي المسال "جي.أن.أل" من خلال مشروعي سكيكدة وأرزيو الذي رفع قدرات الجزائر في هذا المجال إلى 56 مليون متر مكعب سنويا، إضافة إلى عديد مشاريع تحلية مياه البحر. بدوي: جئنا بتكليف من بوتفليقة وهذا مشروع قرن ثان لتمنراست ذكر وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي بأن تدشين مشروع تزويد ولاية تمنراست بالغاز الطبيعي على مسافة 530 كيلومتر، يعتبر مشروع قرن ثانيا لهذه الولاية يضاف إلى مشروع تحويل الأموال من عين صالح إلى عاصمة الولاية. واعتبر بدوي أن هذا المشروع سيجعل من تمنراست قطبا صناعيا قاريا بامتياز من خلال توفير الغاز لتدير عجلة الانتاج والاستثمار، مشيرا إلى أنه يندرج في إطار السماح لولايات جنوبية باستغلال مكنوناتها الطبيعية خدمة لانطلاقتها التنموية. بدوي: لن نتسامح مع من يلمس حبة رمل من أرض الجزائر قال وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي إن أمن الجزائر واستقرارها خطان أحمران، ولن نسمح لكل من تسول له نفسه أن تطأ قدمه شبرا من أرض البلاد أو يلمس حبة رمل منها. وأوضح بدوي في كلمة له خلال تدشين مشروع تزويد تامنراست بالغاز الطبيعي، أن الجزائر سيدة في قراراتها في ظل احترام تام للمواثيق والمعاهدات الدولية، وهو ما فهم على أنه رسالة إلى ما أثير مؤخرا بخصوص ترحيل المهاجرين الأفارقة عبر ولايات الجنوب. وأكد بدوي أن الجيش الوطني الشعبي له عيون ساهرة ومرابطة على حدود البلاد لحمايتها من المتربصين والحاقدين وأبواق الفتنة على حد تعبيره.