كشفت المواجهة الأخيرة لمولودية الجزائر أمام نادي الدفاع الحسني الجديدي المغربي، في أولى مباريات دور المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا، أن المدير الرياضي للفريق، كمال قاسي السعيد، ملزم بإعادة ترتيب بيت النادي، وغربلة التعداد خلال فترة التحويلات الصيفية القادمة، من خلال تسريح عدد معتبر من اللاعبين وجلب آخرين قادرين على تقديم الإضافة المرجوة لعميد الأندية الجزائرية. وتعادل مولودية الجزائر أمام ممثل الكرة المغربية في رابطة الأبطال بنتيجة (1/1)، بملعب 5 جويلية الأولمبي..تعادل بطعم الهزيمة بالنسبة للعميد، الذي كان منهزما في النتيجة بعد خطأ فادح من الحارس الدولي فوزي شاوشي، قبل أن يعود بفضل هدف أمير قراوي الذي فاجأ الأنصار بأدائه في هذا اللقاء، وكان من بين أفضل اللاعبين فوق الميدان بجانب متوسط الميدان الهجومي وليد درارجة. وسيكون من بين أولويات قاسي السعيد في "الميركاتو" الصيفي هو ضرورة جلب حارس مرمى جديد للفريق بعد الأخطاء والهفوات التي بات يرتكبها من مقابلة لأخرى الدولي فوزي شاوشي، فالأخير الذي لم يتمالك نفسه في لقاء البطولة أمام شبيبة القبائل واعتدى على أحد ملتقطي الكرات بملعب أول نوفمبر، ترك فريقه يعاني في لقاءات حاسمة بعد أن تمت معاقبته من طرف لجنة الانضباط بأربع مواجهات نافذة، ما جعل العميد يخسر ورقتي البطولة والكأس محليا، قبل أن يعود شاوشي إلى أجواء المنافسة ويرتكب خطأ لا يغتفر أمام الدفاع الجديد في رابطة الأبطال، فوت على فريقه فرصة الدخول بقوة في هذا الدور من المنافسة. وبالإضافة إلى منصب حراسة المرمى، فإن عدم امتلاك الفريق لظهير أيسر حقيقي (قراوي يلعب في غير منصبه نظرا لإصابة بدبودة)، يعد من بين أبرز نقاط ضعف الفريق هذا الموسم، وتم استغلاله من طرف العديد من الأندية للإطاحة بالفريق في صورة نصر حسين داي التي ركزت هجماتها على جهة قراوي في لقاء البطولة وظفرت بالنقاط الثلاث بعد الفوز (2/1)، هذه المعطيات تجبر إدارة المولودية على ضرورة تكثيف تحركاته لجلب مدافع أيسر حقيقي في المستوى، لمواصلة مشوار رابطة الأبطال بنجاح والمراهنة على اللقب الموسم القادم، بالإضافة إلى جلب بدائل في المستوى لكل من عبد الرحمن حشود على الجهة اليمنى من الدفاع وفي المحور أيضا، في ظل عدم اقتناع المدرب كازوني بالبدائل الموجودة حاليا في صورة بولخوة وبوهنة ودمو. كما عانت المولودية هذا الموسم من غياب صانع ألعاب حقيقي، حيث تداول على هذا المنصب كل من منصوري في فترة سابقة والمؤذن ودرارجة وحتى تبي في بعض المقابلات، إلا أن لا أحد منهم أقنع وأدى دوره على أكمل وجه والوحيد الذي تألق هو درارجة، ولكن الأخير يجد راحته أكثر في منصب مهاجم على الجناحين الأيمن والأيسر بدلا من صانع ألعاب. وخيب هجوم المولودية ممثلين على وجه الخصوص في نقاش وسويبع، ظن الجميع لاسيما في المقابلات الكبيرة والحاسمة، فعزوف نقاش وسويبع عن التهديف في الآونة الأخيرة، يستدعي ضرورة مراجعة الحسابات من طرف إدارة النادي واستقدام مهاجمين أكثر نجاعة من هذا الثنائي في المستقبل القريب. وإذا كانت نتيجة لقاء الدفاع الجديدي لم تحدد بعد مصير المولودية في رابطة الأبطال على اعتبار أن المشوار لا يزال طويلا، إلا أنها كشفت بالمقابل بعض عيوب التشكيلة العاصمية، في ظل مجريات اللعب وعدم امتلاك المنافس إمكانات كبيرة. كازوني: التعادل ب10 لاعبين إيجابي والمشوار لا يزال طويلا أمامنا وصرح مدرب الفريق بيرنار كازوني في هذا الشأن قائلا: "لقاء الدفاع الجديدي كان صعبا بالنسبة إلينا، خاصة في الشوط الأول الذي ارتكبنا فيه أخطاء كثيرة وفشلنا في الاحتفاظ بالكرة، في الشوط الثاني قدمنا التعليمات اللازمة، وصححنا الأخطاء التي ارتكبناها في المرحلة الأولى، لكن طرد ميباراكو بالبطاقة الحمراء أثر علينا واللعب بعشرة لاعبين عقد من مهمتنا، لكننا واصلنا لعب ورقة الهجوم وتمكنا من توقيع هدف التعادل والعودة في النتيجة بعشرة لاعبين وهذا أمر إيجابي، على العموم الأمور لم تسر بجانبنا في المباراة، إذ كنا نستطيع الفوز بهذه المواجهة في معطيات أخرى، لكننا خرجنا بتعادل مشرف"، وتابع: "الفريق الخصم سجل علينا من خطأ فردي، فما عدا الهدف لم يشكل خطرا كبيرا علينا، لا أعتبر نتيجة التعادل انطلاقة سيئة لأننا سنلعب دور المجموعات على شكل بطولة مصغرة، هذا اللقاء الأول فقط، فالمشوار لا يزال طويلا وحظوظنا تبقى كاملة للتأهل".