اصطدم فريق مولودية الجزائر بمنافس عنيد ويطبق كرة جميلة، حيث تعثر بعقر دياره، أمام الدفاع الحسني المغربي (1-1)، في أول خرجاته ضمن دور المجموعات، لحساب الجولة الأولى للمجموعة الرابعة لرابطة أبطال إفريقيا لكرة القدم، بملعب 5 جويلية الأولمبي. وكانت جماهير المولودية الحاضرة بأعداد معتبرة في مدرجات الخامس جويلية تمني النفس باستفاقة زملاء القائد حشود، بمناسبة هذه الخرجة الإفريقية عقب خروج فريقها من سباق الصراع على لقب البطولة الوطنية وكذا المنافسة على أحد مراكز المنصة الشرفية، جراء الفشل في تحقيق الفوز في ثلاث مباريات متتالية. غير أن العميد اصطدم بفريق الدفاع الجديدي المنظم جدا فوق أرضية الميدان، حيث مارس الزوار ضغطا عاليا على دفاع المولودية منذ البداية، فبعد سبعة دقائق من بداية اللقاء، كاد المهاجم أيوب ناناح أن يسجل الهدف الأول، بعد انفراده وجها لوجه مع الحارس فوزي شاوشي، الذي تألق وأنقذ مرماه من هدف محقق. هذا التهديد الخطير من هجوم الدفاع الحسني، أربك دفاع المولودية، وأعطى الثقة للضيوف، الذين واصلوا ممارسة الضغط العالي على شكل مثلث، من أجل منع المولودية من صنع اللعب انطلاقا من قواعدها الخلفية، محاولين استغلال أقل خطأ لهز شباك شاوشي. وانتظرنا إلى غاية الدقيقة (17)، لمشاهدة أول رد فعل حقيقي لأشبال المدرب كازوني، عندما راوغ المهاجم نقاش داخل منطقة العمليات، لكن قدفته مرت بجانب إطار المرمى المغربي. وتواصلت بعدها مجريات اللعب في مد وجزر بين الطرفين، مع سيطرة متفاوتة الخطورة لأشبال المدرب المغربي عبد الرحيم طالب، الذي يبدوا أنه درس جيدا طريقة لعب مولودية الجزائر، التي عجزت عن صنع فرص سانحة للتهديف، ما سمح المجال لعناصره للاستحواذ على الكرة والانطلاق في هجمات خاطفة بأربعة مهاجمين، لكنها لم تأت أكلها، مع استماتة دفاع المحليين الذي تلقى عبأ المقابلة في نهاية الشوط الأول الذي اختتم كما بدأ (0-0). في المرحلة الثانية، دخل العاصميون بقوة لفك شفرة الدفاع الحسني الجديدي ومباغتته بالهدف الأول، ففي الدقيقة (48)، قدم القائد حشود فتحة مركزة من الجهة اليمنى، أربكت محور دفاع الحسني، الذي أنقذ الموقف بصعوبة. دقيقتين بعدها، انطلاقة سريعة من درارجة على اليسار، لكن تمريرته لم تكن بالقوة الكافية لتصل زميله النقاش الذي كان وجها لوجه مع الحارس المهدي أغداي، الذي صد بعدها بقليل مخالفة حشود القوية من 30 مترا. لتحمل الدقيقة (55)، أخبارا سيئة لأصحاب الأرض، إثر طرد حكم اللقاء للمدافع ميباراكو، بسبب تدخله العنيف على أحد لاعبي الخصم، ليترك فريقه يلعب بعشرة لاعبين لأزيد من 30 دقيقة. طرد ميباراكو أثر على المردود الهجومي لأشبال الفرنسي كازوني، الذي اضطر لإخراج المؤذن وتعويضه بالمدافع المحوري بوهنة، لتفادي تلقي أهداف أخرى. واستغلت التشكيلة المغربية النقص العددي للمولودية للتكثيف من العمل الهجومي، فعند الدقيقة (65)، وجه المهاجم المغربي الخطير ناناح، ضربة رأسية مُحكمة، صدها شاوشي الذي كان في المكان المناسب. ليصل الزوار إلى مبتغاهم في الدقيقة (78)، إثر خطأ فادح في دفاع المولودية بين المدافع المحوري عزي الذي حاول التمرير لحارسه شاوشي برأسية، أين تمكن المهاجم حبيب أحداد من خطف الكرة وفتح باب التهديف للدفاع الحسني الجديدي (1-0). وفي حين كان أنصار العميد يطلقون عبارات وصافرات الغضب، بسبب هدف المنافس، تمكن الظهير الأيسر أمير قراوي من تعديل الكفة، إثر تسديدة قوية من حدود ال25 مترا، سكنت مباشرة شباك الحارس المغربي (1-1). وفي الدقائق الأخيرة، رمى زملاء البديل بالغ بكل ثقلهم في الهجوم لإضافة الهدف الثاني، دون جدوى، أمام عناصر الدفاع الحسني، الذين حافظو على هدوئهم وعملوا على الاستحواذ على الكرة والانطلاق عبر هجمات معاكسة سريعة، إلى غاية إعلان صافرة الحكم نهاية اللقاء على وقع التعادل (1-1). تعادل يخدم التشكيلة المغربية التي تعود إلى الديار بنقطة ثمينة ومستحقة في أول مشاركة لها ضمن رابطة الأبطال، في حين تحتفظ المولودية بعودتها في النتيجة بالرغم من النقص العددي.