يحي الفلسطينيون، الاثنين، الذكرى ال70 للنكبة، والأمل يحدوهم في العودة إلى أراضيهم وقراهم التي هُجروا منها على يد العصابات الصهيونية في عام 1948. وارتكبت العصابات الصهيونية خلال النكبة أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، واستشهد ما يزيد عن 15 ألف منهم. واحتلت هذه العصابات أكثر من 770 مدينة وقرية فلسطينية. وتم تهجير 800 ألف فلسطيني (من أصل مليون و400 ألف مواطن) من أراضيهم التاريخية في ما صار يعرف لاحقاً ب"النكبة". وبعد سبعة عقود من طردهم، بلغ عددهم قرابة خمسة ملايين لاجئ في مخيمات تمتد في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ولبنان وسوريا والأردن. (أ ف ب) أفراد من عائلة فلسطينية في منزلهم في مخيم الأمعري للاجئين قرب رام الله وسط الضفة الغربيةالمحتلة يوم الثلاثاء 8 ماي 2018 وبعد أن كان عدد الفلسطنيين الإجمالي يقدر بنحو 1.4 مليون نسمة إبان النكبة، يناهز اليوم 12 مليون نسمة، نصفهم يقيمون في فلسطين التاريخية. ورغم أن غالبية المهجرين لم يروا بيوتهم أبداً، بعد أن دمر الصهاينة الكثير منها، فإن اللاجئين الفلسطينيين ما زالوا يصممون على الاحتفاظ بصلتهم بالقرى والأماكن التي تحدروا منها. وينظم الفلسطينيون هذا العام عدة فعاليات لإحياء الذكرى ال70 للنكبة، تتنوع ما بين مسيرات احتجاجية وندوات ووقفات وإقامة معارض تراثية تؤكد على حقهم في العودة لأراضيهم وارتباطهم بها، بالإضافة إلى الاحتكاك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق التماس في الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة. وتأتي هذه الذكرى بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر الماضي، الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال ونقل سفارة واشنطن لدى الاحتلال من تل أبيب إلى المدينة المقدسة. وتعتزم الولاياتالمتحدة نقل سفارتها يوم 14ماي الجاري (الاثنين)، تزامناً مع إحياء ذكرى النكبة. كل هذه التطورات الخطيرة، لم تمنع الفلسطينيين من الاستمرار في نضالهم لمواجهة القرار الأمريكي والاحتلال الإسرائيلي وتمسكهم بحق العودة وإقامة دولتهم المنشودة وعاصمتها القدس الشرقية. وبدأت مسيرات العودة، في 30 مارس الماضي، حيث يتجمهر آلاف الفلسطينيين، في عدة مواقع قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينيةالمحتلة بعد النكبة، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948. وينظم، يوم الاثنين 14 ماي الجاري، مسيرات في كافة محافظاتالضفة الغربيةالمحتلة، على أن تطلق الصفارات وأبواق السيارات يوم الثلاثاء 15 ماي، لمدة 70 ثانية ويطلق من كل مدينة 70 بالوناً بعدد سنوات النكبة. ويدرك الفلسطينيون، أن التطورات الأخيرة ما هي إلا محاولة لتمرير مشروع سياسي تسعى أمريكا لفرضه عليهم والمعروف باسم "صفقة القرن". ويؤمن الفلسطينيون الآن بأن المفاوضات والاتفاقات الأمنية مع الاحتلال لم تجلب لهم حقوقهم، وبأن خيار المقاومة هو الطريق الوحيد للخلاص من معاناتهم.