هي قصة احتجاج فريدة من نوعها، قام بها شاب في العقد الثالث من العمر، أقصي من قائمة المستفيدين من حصة سكنية بتيسمسيلت؛ حيث لم تشفع له وضعيته المزرية في الحصول على مأوى يحفظ كرامته على حدّ قوله؛ فاختار الاحتجاج بطريقة غريبة، لمّا اتخذ أعلى قمة في جبل الونشريس مكانا يوصل عبره رسالة قوية للمسؤولين المحليين. يخوض الناشط في العمل الخيري الجمعوي، رمضان بوضياف، المنحدر من بلدية سيدي سليمان السياحية بولاية تيسمسيلت، إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ الخميس الماضي، أول أيام شهر رمضان الكريم، احتجاجا على إقصائه من الاستفادة من السكن الاجتماعي، رغم أوضاعه السكنية الصعبة التي يعيشوها منذ أعوام. لكن الطريف والمثير للاهتمام، أن هذا المحتج صاحب ال36 سنة، قد ابتكر طريقة احتجاج غريبة للفت الأنظار إليه بما فيها السلطات المحلية، حيث نصب خيمة احتجاج ومبيت في منطقة، سيدي عمر، التي تمثل أعلى قمة في سلسلة جبال الونشريس بارتفاع 1985 متر عن سطح البحر، حيث الهدوء والسكينة، ورغم صعوبة الوصول إلى قمة الونشريس، ومخاطرة الرجل بحياته في سبيل ذلك، إلا أنه يرى العيش في معزل عن المجتمع أفضل من العيش في مجتمع لا يحس بوجوده، هكذا قال من وطأت أقدامه موطن الشهيد البطل جيلالي بونعامة قائد الولاية التاريخية الرابعة، ويرى أيضا أن رحلته الاحتجاجية إلى الونشريس، قلعة من قلاع ثورة التحرير المجيدة أعادت إلى نفسه ذكرى معركة بطولية خاضها الشهيد بونعامة ورفقائه ضد الاستعمار الفرنسي، معركة كان النصر فيها للجزائر. وقد لجأ الشاب إلى هذا النوع من الاحتجاج، الذي يعتبره وسيلة وضغط سلمية بسبب المضايقات التي قال إنه تعرض لها من قبل السلطات المحلية أثناء دخوله قبل أسابيع في إضراب عن الطعام ونصب خيمته أمام مقر بلدية سيدي سليمان، اعتراضا على حرمانه من حقه في السكن، الجدير بالذكر، أن المقصين من قائمة 34 مسكنا اجتماعيا المفرج عنها مؤخرا بسيدي سليمان نفذوا وقتها حركة احتجاجية واسعة أمام مبنى البلدية رفعوا من خلالها شعارات تطالب بإلغاء القائمة وإعادة دراسة ملفات السكن من جديد.