حتى الآن ومن خلال متابعة سريعة لمختلف الأعمال المعروضة في رمضان، يمكن القول إن النص هو الضحية الأولى لكل المنتجين، حيث تم التساهل في اختيار كتّاب لديهم أفكار أو حتى محترفين في كتابة السيناريو، وبدلا من ذلك تم صرف أموال طائلة على فنانين وممثلين، لا علاقة لهم بالتمثيل، ومن أجل استعمال تقنيات حديثة تضاعف من حالة الإبهار بالصورة لدى المتلقين! العمل الوحيد الذي يمكن القول إنه فرّ من مذبحة النص، كان "دقيوس ومقيوس" الذي يروي جانبا من قصص وحكايات يصنعها مجاهد ورفيقه السابق، يتحفان الجميع بقصص بطولاتهما أثناء الصورة ولكن "فلاش باك سريع" داخل السلسلة تكشف للمشاهدين أننا بصدد مجاهدين مزيفين، أو حتى "حركى" دعما فرنسا وحاربا من أجل إبقائها! الفكرة خطيرة جدا، وصناعتها تمثل تحديا كبيرا، لكن الأداء الفني المبهر لنبيل عسلي ونسيم حدوش والإخراج الفني المتمكن لعبد القادر جريو جعل من السلسلة الأهم حتى الآن في رمضان 2018! من يعرف نبيل عسلي، كممثل سينمائي له العديد من الأدوار ويتمتع بموهبة نادرة دفعت المخرج مرزاق علواش ليجعله النجم الأول في كل أفلامه الأخيرة، لا يمكنه أن يصدق بأن هذا الممثل هو ذاته الذي تقمص شخصية "بحليطو" في "قهوة القوسطو" ثم "جرنان السطح" وهو نفسه الذي يظهر حاليا على شاشة الشروق بشخصية "دقيوس" ضمن سلسلة "دقيوس ومقيوس"! نبيل عسلي يتمتع بموهبة خارقة، سواء في الدراما أو الكوميديا، كما أنه أضاف الكثير من الجمل التي تحولت إلى لازمة لدى الكثير من المشاهدين، على غرار جملته الشهيرة "أخطوووونا يا الدولة" وجملته الحالية "يرحم باباك"!! ولا نعرف إن كانت موهبة نبيل الطاغية غطت على موهبة نسيم حدوش في التقليد، ولكن نبيل عسلي أثبت مرة أخرى أن الدراسة مطلوبة ومهمة جدا وبأن الموهبة وحدها لا تكفي تماما مثلما لا يكفي أن يكون الممثل "عارض أزياء" و"صاحب قوام رشيق" والفاهم يفهم!