أوعز عبد القادر جريو أسباب نجاح سلسلة "دقيوس ومقيوس" إلى الانسجام الذي كان بين فريق العمل الذي عرف بعضه بعضا على مدار سبعة مواسم من سلسلة "ناس السطح" التي اعتبرها جريو خزانا للشخصيات يمكن استغلالها في أعمال أخرى، إضافة إلى الحرص على الاحترافية من خلال الاهتمام بالجانب التقني على نفس المسافة مع الاهتمام بالمضمون. وكشف مخرج "دقيوس ومقيوس" عن إمكانية إنجاز جزء ثان من السلسلة إذا تم الاتفاق بين الشروق وفريق العمل. لقيت سلسلة "دقيوس ومقيوس" الإقبال من طرف قطاع واسع من الجمهور.. حدثنا عن أسباب هذا الانتشار؟ نجاح سلسلة "دقيوس ومقيوس" يعود إلى انسجام فريق العمل، فنحن نعرف بعضنا بعضا على مدار سبعة مواسم من "ناس السطح" وحرصنا على الاحترافية، إذ حرصنا أن نعطي كل جانب حقه. السلسلة تم إعدادها في أربعة أشهر من العمل المركز والجاد لأنه من الضروري قبل الذهاب إلى التصوير التأكد من أن كل الجوانب تم استقاؤها. ما هي أهم المراحل التي مرّ بها العمل؟ أنا قمت بالمعالجة الدرامية للنص الذي كتبه كل من نبيل عسلي ونسيم حدوش، وكنا نلتقي في كل مرة للمناقشة، وكتبنا حتى الحوارات التي جاءت على لسان الممثلين، أي لم نترك شيئا للصدفة والارتجال. صحصح يمكن أن نضيف شيئا أثناء التصوير لكن إذا كانت تلك الإضافات تحقق شيئا وليس الإضافة لمجرد الإضافة مثلما حدث مع عبارة "خويا يا خويا" التي كنا نعرف منذ البداية أنها ستبقى راسخة في ذهن من يشاهد السلسلة. استعنتم بمخرج فرنسي، لماذا؟ استعنا بمخرج أمريكي مقيم في فرنسا كمخرج تقني وقد لجأنا للخبرة الأجنبية مضطرين بعدما اتصلنا بأسماء جزائرية لكنها لم تتمكن من الحضور معنا لأسباب تبقى خاصة بها، وحرصنا على الاهتمام بالجانب التقني لأنه من الضروري أن يكون العمل السمعي البصري متكاملا. فإلى جانب الاهتمام بالمحتوى، يجب أيضا تحقيق البعد الجمالي في الصورة والتقنية حتى يكون العمل متكاملا ويحترم الجمهور. وأعتقد أن الجانب الجمالي كان له أيضا الدور الإيجابي في نجاح السلسلة. هل يمكن أن نرى جزءا ثانيا من "دقيوس ومقيوس"؟ قرار إنجاز موسم ثان من السلسة مغامرة ومخاطرة ولا يمكنني كمخرج أن أتخذ القرار بمفردي. سيتم تقرير هذا الأمر بعد اللقاء مع فريق العمل ودراسة الموضوع كما يبقى القرار أيضا بيد الشركة المنتجة "الشروق"، ولكن إنجاز موسم ثان يبقى خيارا مطروحا. إضافة إلى "دقيوس ومقيوس" رأينا إنتاجات أخرى لنجوم "ناس السطح" تستلهم السلسة، ألا تخافون تكرار أنفسكم؟ "ناس السطح" تمثل خزانا للشخصيات يمكن الاستثمار فيها لأن كل ممثل قدم على مدار سبعة مواسم عددا كبيرا من الشخصيات المختلفة، ممكن لأي ممثل من المجموعة أن يستثمر في الشخصية التي أبدعها وصارت ملك له، هو الذي اقترحها على الجمهور مثل شخصية بحليطو لنبيل عسلي مثلا. أعتقد أنه ومن خلال سبعة مواسم من "ناس السطح" كانت ناجحة وصارت "ماركة " مسجلة عند الجمهور وسيذكرها مثلما يذكر "ناس أملاح سيتي" و"أعصاب وأوتار". لم تخل السلسلة من الرسائل السياسية، هل وضعتم سقفا معينا للطرح؟ كل المواضيع قابلة للطرح ويمكن معالجتها لكن يبقى الإشكال في طريقة المعالجة وكيفية مخاطبة عقول الجمهور، نحن نحرص على عدم التجريح والإساءة للأشخاص ونحترم الحياة الخاصة ويجب أيضا أن يكون النقد موضوعيا ويبتعد عن الذاتية، زيادة على كون موضوع المجاهدين المزيفين تمت معالجته من قبل من خلال شخصية "قويدر الزدام" مثلا التي يتذكرها جيدا الجمهور. ترفض الاعتماد على نقد "الفايس بوك" لكن في غياب البدائل كيف تقيس نجاحكم؟ "الفايس بوك" ومواقع التواصل الاجتماعي عموما يمكن اعتبارها وسائط مهمة في الترويج للعمل وفقط. أما الانتقادات التي تأتي منه فأنا لا أخذها بعين الاعتبار لأنها لا تمثل الجمهور الجزائري. ما زلنا في الطريقة البدائية حيث نقيس صدى الأعمال عن طريق ما نستقيه من أصداء الشارع والمقاهي والناس البسطاء، نحن أيضا نعيش وسط الشعب ولسنا نجوما معزولين عن واقعنا ومن خلال ردود الفعل التي استقيتها من الناس من مختلف ربوع الوطن تؤكد أن الجزائري متعلق بالإنتاج التلفزيوني الجزائري إذا وجد ما يستحق المشاهدة. من خلال ثنائية "عسلي وحدوش" هل ترمون إلى إعادة نموذج المفتش الطاهر؟ عندما شرعنا في إنجاز السلسلة بالاعتماد على ثنائية "ديو" لم نضع في أذهاننا هذا الأمر ولكنه كان خيارا مرتبطا خاصة بالإمكانيات، فقد تم إنجاز السلسلة بإمكانيات بسيطة جدا وميزانية أيضا بسيطة ومن حضر في السلسلة جلهم أصدقاء تلقوا مبالغ رمزية جدا، ولكن يمكن لهذا الثنائي أن يترسخ في أذهان الناس في حال تم التسويق له وتكريسه مثلا بإنجاز أفلام أو أجزاء.