طلبت باماكو أمس، بصفة رسمية وساطة الجزائر لدى قبائل الأزواد للحيلولة دون استقلال هذه الأخيرة، حيث طلب الوزير الأول المالي شيخ موديبو ديارا، من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، التدخل لدى الأزواد لحماية الوحدة الترابية لمالي في مقابل استعداد السلطة في باماكو اقتسامها مع المطالبين بالإنفصال. وقالت مصادر "الشروق" أن زيارة الوزير الأول المالي شيخ موديبو ديارا إلى الجزائر، جاءت خصيصا لطلب وساطة الجزائر عند قبائل الأزواد، وطلب الاستشارة في كيفية ترميم العلاقة مع المطالبين بالاستقلال، كما شكل موضوع الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين أحد الملفات الرئيسية للنقاش الذي جمع الوزير الأول المالي، مع عدد من المسؤوليين الجزائريين، على رأسهم الرئيس بوتفليقة، إذ نقلت مصادرنا أن الوزير الأول المالي تعهد ببذل سلطات بلاده كل ما في وسعها لتحرير الدبلوماسيين الجزائريين. طلب الوساطة الجزائرية الذي تقدمت به مالي أمس بصفة رسمية، والذي عبرت عنه ضمنيا من قبل يأتي في ظل موقف الجزائر الرافض لتقسيم دولة مالي والداعي في نفس الوقت إلى عودة النطام الدستوري في باماكو، بعد الانقلاب الذي أطاح بالرئيس امادو توماني توري، وهو الموقف الذي سبق للجزائر أن عبرت عنه في العديد من المرات، كما قامت بدعمها الحوار من أجل إيجاد حل لأزمة شمال مالي مع الحفاظ على الوحدة الترابية للبلد والمصالح العليا للشعب. وقالت مصادرنا أن الوزير الأول المالي أبدى استعداد سلطات بلاده للتفاوض مع الأزواد بخصوص مطالبهم، وذلك في خطوة لاستمالة الجزائر لمقترح الوساطة، لكن دون المساس بالوحدة الترابية، مع إمكانية اقتسام السلطة. وعن ملف الدبلوماسيين المختطفين الذي قال بشأنه وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، أنه يعالج بتكتم حفاظا على حياة المختطفين، خاصة في ظل الفدية التي طلبها المختطفون وكذا الشروط التي وضعوها لتحريرهم، قالت مصادرنا أن ملف الدبلوماسيين كان حاضرا في صلب المحادثات، ذلك لأن الجزائر حمّلت السلطة في باماكو مسؤولية الحفاظ على أرواح الدبلوماسيين، ومعلوم أنه منذ أزيد من شهر كان قد أعلن عن اختطاف قنصل الجزائر في غاو شمال مالي وستة دبلوماسيين. وأعيدت بعدها عائلات الدبلوماسيين على متن طائرة تابعة للقوات الجوية الجزائرية دون أي معلومات جديدة منذ ذلك الوقت.. الوزير الأول المالي استقبل من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس بإقامة جنان المفتي بحضور الوزير الأول أحمد أويحيى والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد المالك قنايزية ووزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل. بعد أن كان قد تحادث خلال الصبيحة مع نظيره أحمد أويحيى. وقد حل الوزير الأول المالي أمس الأول، بالجزائر حاملا رسالة من الرئيس المالي بالنيابة دياكوندا تراوري، إلى رئيس الدولة عبد العزيز بوتفليقة، وإن جاء خصيصا لطلب الوساطة فقد صرح للصحافة أن زيارته إلى الجزائر تندرج في إطار"المشاورات" بين البلدين "الجارين". موضحا أنه "عندما تمر مالي بأوضاع كالتي نعيشها اليوم فإن أول ما تقوم به حكومتنا هو استشارة أولا جيراننا وأصدقاؤنا وأشقاؤنا حتى يتسنى لنا التفكير في السبل التي يجب اتباعها وتسوية المشاكل التي نواجهها"