يقترب شهر رمضان الكريم من أيّامه الأخيرة وما تزال الكاميرا الخفية تستدعي فينا حالات غضب و"أسف" جرّاء أشكال العنف وانتشار ثقافة الكراهية والضرب ب"الصباط" والكؤوس وأشياء أخرى!! يبدو أن القائمين على تصوير تلك الأعمال ورغم تأكيدهم في السابق أن الكاميرا الخفية لم تكن سوى وسيلة للترفيه، خدعونا حين حولوها بالكامل إلى وسيلة لتدمير الضيوف والجمهور معا، رغم أن بعضهم يستحق ما يناله من "عقاب" ومن معاملة سيئة، لا بل إن بعضهم لا يسمح بتلقي تلك الأسئلة الصريحة والجريئة التي تتعلق به وبحياته، إلا إذا تعلق الأمر ببرامج الكاميرا الخفية، حيث شاهدت ممثلة مبتدئة وهي تواجه أسئلة من نوع علاقتها بالمنتجين والمخرجين، رغم علم الجميع أن هذه أكبر تهمة واقعية تطاردها ولا يتعلق الأمر بتسلية أو بترفيه! فنانة أخرى، وهي في الأصل راقصة قادمة من مصر، أشبعت ضيفتها وهي ممثلة الكاميرا الخفية وابلا من الشتائم والكلمات النابية والبذيئة، حيث لم يجد المذيع حرجا في بثها بحثا عن الشهرة ونسبة المتابعة العالية، وحين انتهى كل شيء عادت لتعتذر عن كلامها قائلة إنها فقدت السيطرة على نفسها!! ولا نعرف من نلوم هنا؟ هل نلوم المذيع الذي بث كل الكلمات البذيئة دون رقابة ؟ أم الممثلة التي بحثت عن الشتيمة فنالتها؟ أم الضيفة التي كشفت عن حقيقتها للجمهور؟! لقد حوّلوا رمضان إلى فرصة من أجل استدعاء الشارع بكل خطاباته العنيفة، وإلى مطية لممارسة تصفية الحسابات الضيقة، وكل ذلك تحت مسمى "الترفيه" رغم أن أبسط العارفين بالكاميرا الخفية يدرك أن الهدف منها ليس سوى نسبة المشاهدة العالية عبر اليوتيوب، والواقع أننا شاهدنا "كاميرا خفية" محترمة، أنتجتها محطة وهران للتلفزيون تحت عنوان "تنخلع" وفيها محاولة لإثارة غضب الضيف أو تخويفه ولكن في حدود معقولة، حيث لا يتم تركه ضحية ل"التبهديل" أو لممارسات غير أخلاقية أو حتى المجازفة بنسبة السكري وارتفاع الضغط لديه.. وهي كاميرا تبدو أرحم بكثير من أخرى، يمكن وصفها بالمجرمة وليس الخفية!