- في الواب - حقق نجاحا لم أتوقعه و استغرب الشتائم التي تطال النجوم على النت أكدت الإعلامية و الممثلة فرح ياسمين، معدة و مقدمة برنامج "في الواب" الحواري الذي يبث كل يوم جمعة على اليوتيوب ، و حصد أكثر من 200 ألف مشاهدة في أول عدد له، أن برنامجها الجديد من إنتاجها و إعدادها، و هدفه تسليط الضوء على الفنانين الشباب و تقريبهم من الجمهور، و الحد من تعرض بعضهم للإهانة و الشتم على مواقع التواصل الاجتماعي، كما تحدثت فرح في حوار خصت به النصر، عن تفاصيل عديدة تتعلق ببرنامجها و كذا سبب انتقالها من الصحافة المكتوبة إلى المجال السمعي البصري، كما كشفت في هذا الحوار، عن ضيوف الحلقات المقبلة من «في الواب» و عن جديدها في عالم التمثيل في رمضان المقبل. حاورتها : أسماء بوقرن . النصر: بعد أن شاهدناك في عديد التجارب الإعلامية و التمثيلية ، أطلقت مؤخرا إنتاجا جديدا من نوع «تولك شو» على اليوتيوب، يعد الأول من نوعه في الجزائر، كيف راودتك الفكرة؟ فرح ياسمين : فكرة البرنامج استلهمتها من الواقع الذي يعيشه الفنان الجزائري و غيره من الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، و المعاملة السيئة التي تتعرض لها، و بدأت أنا شخصيا أتعرض لذلك، لأن حساباتي تحصد نسبة متابعة عالية، حيث أحظى ب 36 ألف متابع على الأنستغرام و 36 ألف على تويتر، و عندما أضع منشورا على حسابي، يساء فهمه ، كما أنني أتعرض للسب و الشتم . هذا ما ألاحظه من خلال التعليقات الموجودة بمنشورات الفنانين الشباب، خاصة و البودكاستر و الرياضيين و غيرهم من الشخصيات المشهورة و المؤثرة في الرأي العام، و التي تحظى بنسبة متابعة كبيرة جدا عبر صفحاتهم الرسمية على مواقع التواصل ، إذ يتعرضون للشتم و السب و يساء فهم ما ينشرونه و يتداولونه عبر صفحاتهم، ما يشوه صورتهم و يؤثر سلبا على عملهم الفني. كما لاحظت أنهم يشتكون من سوء معاملة مستخدمي مواقع التواصل لهم، لتنتابني فكرة تخصيص منبر لهم للحديث عن هذا السلوك المشين الذي يشوه صورتهم و صورة الشعب الجزائري عموما، و لتسليط الضوء على شخصية الفنان لخلق نوع من تأنيب الضمير لدى الرواد و التأثير فيهم و توعيتهم، بأننا نمثل هوية بلدنا و يجب أن نقدمها في أحسن صورة . التصفيق للآخرين وتحطيم أبناء البلد عقدتنا كجزائريين . ماذا تقصدين بقولك بأن إهانة الفنان تؤثر على مشاريعه المستقبلية؟ هذه نقطة مهمة جدا أتطرق إليها في كل حلقة، و هي أننا نحن الجزائريين لا ندعم أبناء بلدنا، و نحطم كل مجهود يقومون به، في الوقت الذي نصفق و ندعم الأجنبي، حتى و إن كان العمل نفسه، و هذه عقدة نعاني منها. شعرت في الآونة الأخيرة بأن هوايتنا نحن الجزائريون تكسير هوية بلادنا ، مثل ما حدث مع سارة لعلامة و سهيلة معلم و موني بوعلام في مهرجان القاهرة، لقد ارتدين ألبسة تقليدية في مهرجانات دولية و عديد المناسبات، مع حرصهن على إبرازها عبر صفحاتهن ، غير أنهن تعرضن لانتقادات لاذعة. . تعرضت أنت أيضا لانتقادات بخصوص ارتدائك للباس تقليدي في مهرجان بالأردن؟ نعم تلقيت انتقادات بخصوص ارتدائي للبدرون، المنتقدون لا يرون الجهد الذي نقوم به لإبراز موروثنا الثقافي، بقدر ما يحبون تحطيم هذا الجهد، و هو ما تعرضت له أيضا الفنانة سهيلة بن لشهب التي تقوم بجهد كبير للتعريف بألبستنا التقليدية و موروثنا الثقافي، و أنا احترمها كثيرا، غير أنها لم تسلم من عبارات السب و الشتم. ديكور الحصة مستلهم من «تولك شو» أمريكي . قلت بأنك تودين تسليط الضوء على التعامل السيئ للجزائريين على مواقع التواصل، من خلال برنامج "في الواب"، ألا تخافين من الوقوع كضحية مجددا؟ نعم وضعت ذلك في الحسبان و إعداده جرأة مني، غير أنني صممت على تجسيد فكرتي، لكونها الأولى على المستوى العربي ، و مواجهة أي انتقاد. و لقد تلقيت بعض الانتقادات ، حيث قيل لي بأن حصة "في الواب" تقليد لبرامج عربية، إلا أن ذلك غير صحيح، فهو لا يشبه أي برنامج عربي ، و فكرته مستلهمة من مدرسة «تولك شو» الأمريكية، أي الحوار الأمريكي. بخصوص ديكور المكتب و الأريكة ، أنا أول امرأة إعلامية عربية تعمل بهذا الديكور، و ما أريد قوله، أنه لا توجد فكرة تخلق من العدم. . و كيف كان شعورك بعد بث أول عدد؟ فرحت جدا بعد بث أول عدد، و قد قررت عدم نزع أي تعليق ، لأعرف التأثير الذي أحدثته حصتي ، التي سجلت 200 ألف مشاهدة خلال ثلاثة أيام، بنسبة 98 بالمئة من التعليقات إيجابية، فمن بين 4 آلاف تعليق، 20 منها فقط تعليقات سلبية غير بناءة ، تتحدث عن لباس الضيفة، و غيرها من الأمور الشكلية، لكن كل التعليقات المتعلقة بالمضمون كانت إيجابية، و هذا أسعدني كثيرا لأنني حققت هدفي و حققت تأثيرا إيجابيا، لأنني لمست في تعليقات المتابعين اعترافا بالذنب، كما أن العديد منهم اعتذروا من سارة لعلامة في صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل و علقوا بأنهم أساءوا التصرف معها، ، و هذا هو الهدف الرئيسي من البرنامج، الذي لم أكن أتوقع أن ألمسه في أول عدد. أول عدد من «في الواب» حقق 200 ألف مشاهدة . على أي أساس تختارين ضيوف البرنامج، هل تعتمدين على معيار نسبة المتابعة على مواقع التواصل و التأثير أم أن هناك معايير أخرى؟ بما أن البرنامج يتحدث عن الواب ، فأول معيار أعتمده لاختيار الضيف هو عدد المتابعين له عبر حساباته على مواقع التواصل، فلا يمكن أن أجهل هذا المعيار، بالإضافة إلى عنصر الشهرة و التأثير ، غير أن هناك شخصيات مؤثرة ليس لها عددا كبيرا من المتابعات، لكن حضورها في الحصة سيستقطب جمهور واسع. و أردت تسليط الضوء أكثر على فئة الشباب، لكونهم الأكثر عرضة لسوء المعاملة و ذلك لأنهم الأكثر استعمالا لهذه المواقع ، و سأستضيف أيضا شخصيات كبيرة تتفاعل على مواقع التواصل و على دراية بها. . من خلال العدد الأول لبرنامجك "في الواب" لاحظنا توفر إمكانيات عالية في ما يخص الجانب التقني، كم كلفك هذا العدد ؟ أم أن شركة إنتاج تتبنى حصتك؟ برنامج «في الواب» هو مولودي، فأنا من أنتجته و بإمكانيات بسيطة، بمساعدة أصدقائي التقنيين و المصورين، و لم نتفق بعد على التكلفة، كما لم أحدد بعد قيمته، لكن كأي برنامج له ميزانية معتبرة، غير أن فريق العمل لا يتعدى 10 أشخاص، و بالتالي التكلفة لا تكون كبيرة جدا. . عمر الحصة 30 دقيقة، ألا تخشين أن يمل المتلقي من المتابعة ، خاصة و أن جمهور الأنترنت متصفح سريع؟ تخوفت من الوقت و كنت مترددة جدا ، لكون البرنامج يذاع على الواب ، حيث احترت بين حذف ركن من الأركان الثلاثة، و هي «أنت و الواب» التي تتحدث عن استخدام الضيف لمختلف المواقع، و «شحال على 10 "، و هي تقييم لما يقدمه الضيف و لأعمال أخرى، و" يو كومنت»، و هي العمود الفقري للحصة، حيث يواجه الضيف كل ما تعرض له، لكن وجدت بأن حذف فقرة و التقليص من الوقت، يقلل من قيمة الضيف، فلا يمكن أن أستضيفه لوقت أقل من 30 دقيقة و أمنحه مساحة زمنية للحديث، فجازفت بعنصر الزمن في الحلقة الأولى، و كنت مستعدة لتقليصه ب8 دقائق إن استدعى الأمر، بحذف فقرة التقييم ، لكنني تفاجأت بطلب الكثير من الرواد بإضافة دقائق للحصة. . من هم ضيوفك في الحلقات المقبلة ؟ البودكاستر أنس تينة، دي زاد جوكر و الفنان كادير الجابوني، إلى جانب فنانة جزائرية مغتربة و لاعب من الفريق الوطني تعرض لانتقادات كبيرة و لحملة من السب و الشتم، بالرغم من أنه قدم الكثير للراية الوطنية، بالإضافة إلى إعلاميين و ممثلين و فنانين مشهورين كفلة عبابسة. . في السنتين الأخيرتين لاحظنا غيابك إعلاميا، هل هذا راجع لتحضيرك لهذه الحصة أم لأسباب أخرى؟ أنا من الأشخاص الذين لا يكتفون بالظهور من أجل الظهور ، و إنما أفضل الظهور لأضيف الجديد و أكون فعالة، فبعد أن وجدت نفسي أقدم برنامجا لا يختلف عن غيره من البرامج التلفزيونية هو «زيك ماغ « على قناة خاصة، قررت التوقف، خاصة و أنه كان تخصص له إمكانيات بسيطة، فغبت لأعود بقوة و بجديد مميز ، و قد استدعيت للمشاركة في عمل رمضاني كوميدي ضخم حقق أعلى نسبة مشاهدة في 2016 ، غير أن الظروف لم تسمح لي بالمشاركة لأنني لم أكن في الجزائر و ندمت بعد ذلك. . شاركت في برنامج «مذيع العرب»، و انتقدته بسبب تهميش المواهب الجزائرية، حدثينا عن هذه التجربة؟ برنامج «مذيع العرب» كانت له نقائص، لكونه أول برنامج يكتشف المواهب في مجال التقديم التلفزيوني، و لم يكن المشرفون عليه يجيدون تسييره، و مشكلة البرنامج هو أنه من إنتاج و تصوير لبناني، و إعداد لبناني مصري و تقديم سوري مصري، و كان يبث على قانتين مصرية و إماراتية. في تلك الفترة تفاعلت مع الموضوع كشابة عادية، و فسرت ما وقفت عليه، بأن الجزائريين غير مرغوب فيهم بهذه البرامج، لكن كإعلامية حاليا ، أفسر ذلك بغياب الجانب الجزائري في التمويل، و هو ما وقفنا عليه في برنامج «أراب كاستينغ»، فعندما شاركت إحدى القنوات الخاصة في الإنتاج، حظيت المواهب الجزائرية بالاهتمام و عاد اللقب لزهير بلحور. استدعيت لأداء دور البطولة في أكبر إنتاج كوميدي .خضت مجال التمثيل التلفزيوني و برزت بأدائك المميز، لما لم نر فرح ياسمين بعد في دور البطولة؟ شاركت في مسلسل فكاهي سنتي 2012 و 2013 و قد دخلت مجال التمثيل بالصدفة ، عندما اكتشفتني شركة إنتاج ، كما شاركت في رمضان الماضي بعملين هما مسلسل «الصابر ينال» على التلفزيون الجزائري، حيث أديت دور رحمة ،و هو دور نسوي ثان بعد فريدة كريم ، و دور إيمان و هو دور البطولة في مسلسل «عودة المفتش الطاهر» . . اشتغلت بعد تخرجك من الجامعة، تخصص إعلام، كصحفية في جريدة ناطقة بالفرنسية، حدثينا عن انطلاقتك؟ اشتغلت في الصحافة المكتوبة بجريدة «ليبرتي» سنة 2011 و ذلك قبل تخرجي بسنة من كلية الإعلام، عملت بالقسم الثقافي، كما قمت بعديد التغطيات و الحوارات في مختلف المجالات، كالسياسة، و بدأت التقديم التلفزيوني عندما فتح مجال السمعي البصري. من لم يمر بالصحافة المكتوبة ليس صحفيا .بالرغم من أن انطلاقتك كانت من الصحافة المكتوبة، إلا أن اتجاهك فني ، هل ترين بأن تقديمك و إعدادك لحصص فنية يجمع بين الإعلام و الفن ؟ نعم ، عندما دخلت للإعلام، فضلت أن أكون عفوية و أحافظ على شخصيتي و توجهاتي و لا أصنع شخصية أخرى أقابل بها جمهوري، كما يفعل الكثير من الإعلاميين، أنا لا أحصر نفسي في خانة معينة، و قد خلقت نوعا جديدا من التعامل كإعلامية تحب التواصل و التفاعل، أحب أن أكون طبيعية و لا أقيد نفسي، و ما أريد أن أنوه إليه، أن ليس كل مقدم أو منشط حصة هو إعلامي، فهذا المصطلح يطلق فقط على المتخصصين في الإعلام، الذين اشتغلوا في الصحافة المكتوبة ، و من لم يمر بها، فلا يجوز تسميته بالإعلامي. . هل حاولت الالتحاق بقنوات عربية؟ إذا أتيحت لي عروض في مجال التمثيل أو التقديم، سألتحق طبعا ، لكن بشرط أن أكون أقوى في المجالين ببلدي، فعندما أحقق مستوى جيد في الجزائر، سأقبل بالمشاركة في بلدان أخرى . . صرحت في وقت سابق بأنك تفضلين العمل بمفردك، ما السبب؟ لأنني أرى بأن أفكاري جيدة ، و في كل البرامج التي قدمتها أشرف بنفسي على الإعداد ، كما أقوم باستمرار بكتابة أفكار لبرامج، و عندما أجد أنها لا تشبهني أقدمها لشركات إنتاجية. . هل سنرى ياسمين في أعمال تلفزيونية جديدة قريبا؟ إن شاء الله، سأشارك في عملين مختلفين في رمضان المقبل، الأول درامي بدور مهم ، و الثاني عمل كوميدي بدور البطولة .