عرف سعر الأورو مستويات قياسية، السبت، في السوق السوداء، حيث بلغت قيمة 100 أورو حدود 21100 دينار في أغلب المدن الجزائرية وفي مقدمتها العاصمة، وسط توقعات باستمرار المنحى التصاعدي للعملات الأجنبية بسبب تراجع قيمة العملة الوطنية، وعمرة رمضان واقتراب موسم الحج والعطلة الصيفية. وتفاجأ قاصدو سوق بورسعيد "السكوار" بالعاصمة وأماكن صرف العملة الصعبة في عدد من ولايات الوطن بارتفاع سعر الأورو الذي لم يتجاوز، قبل أسبوع، حدود 20 ألف دينار مقابل 100 أورو، ليقفز إلى حوالي 21100 دينار جزائري، كما يعرف سعر العملة الخضراء ارتفاعا في السوق الموازية، اين يصل سعر 1 دولار الى 177 دج عند البيع، وفي السوق الرسمية يقابل نفس القيمة، 116 دج وبهذا يكون الفارق في سعر عملة الأورو بين السوق الرسمية والموازية يصل إلى 73 دج، والفارق بين سعر الدولار في السوق السوداء والرسمية، يصل إلى 61 دج. ويرجع الإرتفاع الذي يشهده الأورو خلال هذه الفترة، حسب ما كشف عنه "بزناسية الدوفيز" بالسكوار ل"الشروق"، إلى الإقبال الكبير للمعتمرين الجزائريين خلال رمضان، مما أدى إلى زيادة الطلب ونقص العرض وهو ما رفع قيمة هذه العملات مقارنة مع الدينار الجزائري، مؤكدين أن ارتفاع سعر العملات الأجنبية لم يكبح الطلب، والإقبال على شراء العملات الأجنبية وبالأخص الأورو بلغ مستويات قياسية في الفترة الأخيرة، والسبب راجع إلى إقبال الجزائريين على أداء عمرة رمضان واقتراب موسم الحج وموسم الاصطياف إلى جانب إقبال التجار، خاصة الصغار منهم والذين يقصدون بعض الدول الأوروبية والآسيوية، لجلب السلع بما يعرف تجارة "الشنطة". وفي الوقت الذي تستمر فيه الحكومة في طبع المزيد من الدينار الجزائري، ستواصل قيمة العملة الوطنية الإنهيار، ويبقى بذلك المواطن تحت رحمة السوق السوداء، فيما يبقى الرابح الأكبر في معادلة الارتفاع المستمر للأورو، هم المغتربون الذين يأتون خاصة من أوربا وبالتحديد من فرنسا، لأن صرف اليورو الذي يجلبونه معهم بالسكوار يضمن لهم عائدات أعلى، خاصة وأن سعر الصرف يفوق بكثير ذلك المطبق رسميا في البنوك.