لا يزال مسلسل غلق الطرقات متواصلا بولاية بجاية، هذه الأخيرة التي تحوّلت على ما يبدو إلى أشبه بمحل تجاري يتم غلقه وفتحه كما يحلوا للبعض، حيث اصطدم صبيحة الأحد، مستعملو الطريق الوطني رقم 26 الذي يربط بجاية بالعاصمة بهاجس الاحتجاج الذي شل الطريق المذكور في مقطعه الرابط بين سيدي عيش والقصر. كما عمد المحتجون على غلق خط السكة الحديدية وكذا باقي الطرقات الثانوية التي استنجد بها السائقين بأمل الخروج من المنطقة على غرار الطريق الولائي رقم 21 الرابط بين القصر وأميزور وغيرها، حيث يطالب المحتجون من سكان قرية بوسومر ببلدية تيمزيت بضرورة تعبيد الطريق الذي يربط قريتهم بمقر البلدية على مسافة تقدر بنحو 6 كلم، وهو الطريق الذي أنجز من طرف سكان قريتي بوسومر وإعاشوران سنوات السبعينات بإمكانياتهم الخاصة ولا يزال ينتظر الترقيع إلى غاية اليوم. وقد خلفت هذه الحركة الاحتجاجية التي تزامنت مع عودة العمال إلى مواقع عملهم بعد عطلة عيد الفطر المبارك، حيث اضطر في هذا الصدد المئات من المسافرين إلى النزول من الحافلات التي كانت تقلهم قصد مواصلة الطريق سيرا على الأقدام، الأمر الذي أدى إلى تكبيد النساء والعجائز والشيوخ وحتى الرضع والأطفال والمرضى، مصاعب جمة، في حين يتساءل هؤلاء: ما ذنب المارة في هذه المعادلة؟ كما تساءلوا في نفس الوقت أين الوالي؟ وأين المصالح المختصة مما يجري؟ وقد تسببت هذه الحركة الاحتجاجية في تشكل طوابير غير منتهية من المركبات على طول جهتي الطريق، بعدما شلت جل المحاور الثانوية، حيث لم يكن من حل أمام العديد من السائقين سوى الدوران عبر جهات أخرى جد بعيدة على غرار تيفرة وأدكار من أجل الولوج إلى عاصمة الولاية أو العكس، وككل مرة فقد اضطر أصحاب شاحنات نقل البضائع الذين يتعاملون مع ميناء بجاية ومختلف المنشآت الصناعية التي تتوفر عليها الولاية، إلى ركن شاحناتهم في انتظار إعادة فتح الطريق، يحدث هذا في الوقت الذي بقيت فيه السلطات المحلية عاجزة أمام الأمر الواقع بعدما عجزت في وقت سابق على تعبيد طريق بطول 6 كلم طوال 40 سنة.