توجد على مستوى مدينة حاسي مسعود بولاية ورقلة عديد المقرات الرئيسية التابعة لمختلف المؤسسات الوطنية الناشطة في المجال النفطي، زيادة على وجود المئات من الورشات التابعة لها على مستوى مختلف المناطق بالجنوب الجزائري، وهو ما جعل هذه المؤسسات تقوم بإنشاء مختلف قواعد الحياة تابعة لهذه الورشات خصيصا لعمال هذه المؤسسات من أجل توفير ظروف معيشية أحسن خلال فترة العمل سيما صيفا. ومن بين هذه المؤسسات الوطنية نذكر المؤسسة الوطنية لخدمات الآبار والمؤسسات الوطنية للأشغال في الآبار والمؤسسات الوطنية للتنقيب إلى غيرها من هذه المؤسسات، حيث يوجد تقريبا بكل مؤسسة ما يزيد عن سبعة آلاف عامل، إلا أن المشكل المطروح مؤخرا على مستوى أغلب ورشات هذه المؤسسات هو المعاناة المتواصلة للعمال من حيث النقص الكبير لتوفير المكيفات الهوائية، وانعدام تام فيما يخص أعمال الصيانة سواء ما تعلق بالمكيّفات الهوائية أو الصيانة الكهربائية. وخاصة إذا علمنا أن أغلب الورشات التي يتواجد بها عمال هذه المؤسسات تتواجد بالمناطق الجنوبية للجزائر، على غرار ورقلة، أدرار، عين صالح، عين أمناس وغيرها، حيث تشهد ارتفاعا كبيرا لدرجات الحرارة في فصل الصيف. هذا ما صرح به بعض العمال ل "الشروق" في وقت سابق، حيث أن أغلب قواعد الحياة الموجودة بهذه الورشات يعاني عمالها من نقص المكيّفات الهوائية وكذا صيانتها، إذ أن أغلبية هذه المكيفات الهوائية قديمة ومهترئة، وهو الجانب نفسه فيما يخص شبكات للكهرباء، ما أصبح يشكل تهديدا حقيقيا على حياة عمال هذه المؤسسات. ورغم المداخيل الكبيرة والظروف المالية والمادية الجديدة لهذه المؤسسات، خاصة إذا علمنا أن نشاط هذه الشركات يشمل المجال النفطي، حيث قدرت العائدات المالية لحفارة واحدة خلال يوم واحد بنحو 500 مليون سنتيم، وهو ما يتيح توفير ظروف ملائمة جيدة للعمال على مستوى هذه الورشات، إلا أن ذلك لم يتم منذ سنوات طويلة، عكس ما هو موجود على مستوى الشركات الأجنبية وكذا شركة سونا طراك إذ يتم توفير كل شيء من أجل راحة العامل. ويطالب عديد العمال هذه المؤسسات خاصة على مستوى الورشات الموجودة خارج مدينة حاسي مسعود بتحسين الظروف المعيشية، على غرار تجديد المكيّفات الهوائية القديمة وكذا الشبكات الكهربائية، إلى غيرها من هذه النقائص المتزايدة بهذه الورشات من سنة لأخرى، وهو ما أصبح يؤرق عمال هذه الورشات. وقد تم تجديد عديد قواعد الحياة منذ سنتين ببعض المؤسسات والوطنية، على غرار المؤسسة الوطنية للأشغال في الآبار، والتي شرعت في تهديم الغرف القديمة واستبدالها بأخرى جديدة مع تهيئتها وتجهيزها بشكل كلي في مقابل ذلك بقيت قواعد الحياة على مستوى الورشات على ما هي عليه. وفي سياق ذي صلة، فقد تم إنشاء مختلف قواعد الحياة بهذه الورشات منذ أكثر من عشرين سنة، ولم يتم تجهيزها وتجديدها، وبقيت على حالها إلى يومنا هذا، وهو ما أضحى يشكل خطرا على صحة عمال هذه المؤسسات. وبالرغم من كل هذا يبقى العامل البسيط ضحية هذا الإهمال من طرف مسؤولي هذه المؤسسات والتي تعتبر مكتفية ذاتيا من الناحية المالية، بل إن هذه المؤسسات تشكل دعامة أساسية للاقتصاد الوطني لمساهمتها بشكل كبير في مداخيل الخزينة العمومية.