تعتبر مدينة حاسي مسعود من المناطق الصناعية بامتياز على المستوى الوطني، وهذا بسبب تواجد مئات الشركات العاملة بالمنطقة في مجال المحروقات، وهذا ما جعل هذه الأخيرة تقيم مقراتها الرئيسية بالمنطقة، زيادة على إنشاء قواعد الحياة بها والتي يقيم بها عمال هذه المؤسسات بها، وهذا ما يزيد عن 40 سنة الماضية بعد تأميم المحروقات مباشرة، حيث تم إنشاء وإعمار المدينة عن طريق هذه المقرات والقواعد التابعة للشركات إلى أن تطورت المدينة بشكلها الحالي. وقد تم إنشاء قواعد الحياة الخاصة بعمال المؤسسات العاملة بالمنطقة، وتم إنشاء غرف جاهزة بها، إضافة لبناء مساكن جاهزة مخصصة لإطارات المؤسسات وكلها بأساليب ومواد متشابهة. وتم إنجازها من طرف شركات كندية وإسبانية والمتخصصة في هذا المجال في سنوات السبعينات من القرن الماضي، إلا أن ما برز مؤخرا خاصة على مستوى العديد من قواعد الحياة والتابعة في معظمها للمؤسسات الوطنية النفطية، هو إصابة العديد من العمال بأمراض مزمنة بحسب ما أكدته مصادر رسمية لدى بالشركات. وقد تم تسجيل حالات متزايدة من سنة لأخرى كأمراض الحساسية والربو إلى غيرها من الأمراض والتي حسب مصادر طبية ،فقد تم التأكيد على أن معظم هذه الأمراض بسبب هذه الغرف الجماعية الجاهزة، والتي بها مواد عديدة تؤثر بشكل مباشر في تنفس الإنسان، خاصة إذا علمنا أن مدة صلاحية هذه الأخيرة هي عشرون سنة فقط ،حسب توصيات الخبراء والمهندسين الذين قاموا بإنجاز هذه الغرف والمساكن، إلا أن ما نشهده خلال السنوات الأخيرة هو قدم واهتراء هذه الغرف الجاهزة بمعظم قواعد الحياة الموجودة بمدينة حاسي مسعود على غرار قواعد الحياة التابعة لشركة سوناطراك والمؤسسة الوطنية للتنقيب والمؤسسة الوطنية للأشغال في الآبار. ومعلوم أن هذه الأخيرة شرعت منذ سنتين بتهديم الغرف القديمة وتجديدها بأخرى جديدة بالعديد من قواعدها، بعكس الشركات الأخرى والتي بقيت قواعدها كما هي منذ أزيد من ثلاثين سنة من إنشائها، هذا الوضع جعل العديد من العمال يصابون بأمراض الحساسية والربو والضغط الدموي إلى غيرها من الأمراض، والتي باتت تهدد حياة المزيد من العمال في ظل عدم اهتمام مسؤولي المؤسسات للتدخل ووضع حد لحماية عمال هذه الغرف. وصرح بعض عمال هذه المؤسسات بأن الوضع تجاوز كل الحدود، فلا أحد مهتم بصحة العمال جراء الإبقاء عليها كما هي، ونفس الشيء بالنسبة للمساكن التي تم تشييدها منذ أكثر من ثلاثين سنة والذي يعرف اليوم بحي ألف وثمان مائة مسكن، حيث تشكل مساكنه نصف مدينة حاسي مسعود، فهي كذلك باتت قديمة وغير صحية لساكنيها لنفس الأسباب المذكورة آنفا، لكن معظم قاطني هذه السكنات يرفضون التخلي عنها خوفا من أن يتم نزع أراضيها لصالح البلدية. وبمقابل ذلك يقوم العديد منهم بالبناء من جديد بمحاذاة هذه السكنات الجاهزة، لكن الشيء الذي بقي يثير الكثير من التساؤلات على مستوى قواعد الحياة ويثير الكثير من المخاوف هو تزايد هذه الأمراض، بالرغم من أن هذه الشركات تكون لها عائدات مالية ضخمة فلماذا لا يتم تجديد هذه الغرف من أصلها قبل أن تنتشر هذه الأمراض بشكل كبير.