فتح الحكم الدولي السابق، عبد الرحمن برقي، النار على مسؤولي التحكيم في الجزائر، مبرزا الفوضى والضبابية التي تغلف طريقة تسيير اللجنة المركزية للتحكيم، من خلال تحكم ثلاثة أشخاص في هذه اللجنة، من رئيسها غوتي ومرورا بمسؤول التعيينات مختار أمالو وما وصفه بالمحلل التحكيمي صاحب اليد الطولى في التحكيم الجزائري، في حين رفض برقي حصر إخفاق كرة القدم الجزائرية في المنتخب الوطني ومدربه رابح ماجر، مشددا على ضرورة رحيل كل المساهمين في الإخفاقات الأخيرة بالنسبة ل"الخضر" الغائبين عن المونديال بعد مشاركتين متتاليتين. قال برقي في تصريح ل"الشروق" الثلاثاء تعليقا على ملف التحكيم المثير للجدل في الجزائر: "الآن يجب على الفاف توضيح الأمور المتعلقة بهذه القضية، على الجميع أن يعرف من هو المسؤول الفعلي على اللجنة المركزية للتحكيم والابتعاد عن الضبابية والفوضى التي طبعتها الموسم الفارط"، قبل أن يضيف: "الجميع يعرف بأن هذه اللجنة تسير بثلاث رؤوس، هناك رئيس اللجنة محمد غوتي، الذي مع كل احتراماتي له، لا يصلح لهذه اللجنة، لأنه لم يكن حكما سابقا ولا يمكنه التحكم في الأمور الفنية، وهناك مسؤول التعيينات الذي عينه زطشي شخصيا (يقصد مختار أمالو)، فضلا عن لجنة موازية بشارع الشهداء يقودها محلل تحكيمي معروف.."، وشدد رئيس جمعية أولاد الحومة على ضرورة معالجة الفاف للمشاكل الكبيرة التي حدثت الموسم الفارط في ملف التحكيم، وقال: "الجميع يعرف ما حدث ويحدث في التحكيم، وعلى الفاف أن توضح لنا الصورة بخصوص المسؤول الأول عن التحكيم قبل بداية الموسم..". هذا واتهم برقي الوسطاء ب"تلطيخ" سمعة التحكيم الجزائري من خلال استغلال الحكام لأغراض شخصية وتحويل هذا القطاع إلى سجل تجاري، وصرح بهذا الشأن: "هناك الكثير من الوسطاء الذين يؤثرون على التحكيم، لقد حولوه إلى أغراض شخصية ولسجل تجاري.."، مضيفا: "الفاف مطالبة بتطهير هذا القطاع من أجل إعادة التوازن لكرة القدم الجزائرية.. لقد شاهدنا المهازل التي تحدث في البطولة المحترفة، لكن ما يحدث في الأقسام السفلى أسوأ بكثير ولا يمكن تصوره.."، لكن الحكم السابق دافع عن الحكام بالتأكيد: "لدينا حكاما جيدين، لكن بعضهم يرضخون للضغوط وبعض التعليمات غير البريئة من أجل الحفاظ على مسيرتهم التحكيمية.."، كما حمّل برقي رؤساء الأندية التدهور الكبير لواقع كرة القدم الجزائرية، لرفضهم مبدأ التغيير عندما تتاح لهم الفرصة، وصرح: "الغريب أن هؤلاء يتحدثون وينتقدون، لكن عندما تأتي الجمعية العامة يرفعون أيديهم للتأييد وتنتهي الأشغال خلال دقائق.. هذا هو الواقع للأسف، بدليل أن غالبية المشاركين في السامبوزيوم لإصلاح كرتنا كانوا سببا في تهديمها". من جهة أخرى، رفض الحكم الدولي السابق حصر إخفاقات كرة القدم الجزائرية في ماجر بعد قرار الفاف بتنحيته، وقال ل"الشروق": "ليس ماجر من يتحمل المسؤولية لوحده، بل الجميع، وإذا رحل هو فعلى الجميع أن يرحلوا أيضا، ففي الوقت الذي تلعب المنتخبات كأس العالم نحن نتفرج عليهم"، وتابع: "الكرة الجزائرية بحاجة إلى إصلاح وتصحيح مسار الاحتراف، وعليه أنا أساند الوزير محمد حطاب عندما شدد على ضرورة استغلال أموال الدولة في التكوين لا في تسديد رواتب اللاعبين.."، كما حرص برقي على تهنئة عبد الكريم مدوار الرئيس الجديد للرابطة، وقال: "مدوار شخصية كروية معروفة وهو يعرف كرة القدم الجزائرية جيدا بمشاكلها وسلبياتها، ونتمنى النجاح له في مهمته الجديدة..".. هذا ووصف الحكم الدولي السابق دفاعه عن الحكام وتدخله في هذا الملف ب"الحق الشرعي"، مصرحا: "لقد قررت الحديث في هذا الملف من منطلق خبرتي في هذا الميدان ومناصبي التسييرية السابقة.. أنا أدافع عن التحكيم والمبادئ النبيلة لكرة القدم ولو أتوقف عن ذلك".