طفت على السطح مؤخرا عديد القضايا في الساحة الكروية الوطنية، وعلى رأسها ضعف مستوى التحكيم، الذي حظي باهتمام الجماهير والمتتبعين و وسائل الإعلام. ففي الوقت الذي تشهد مختلف البطولات، تسليط الأضواء على الفاعلين، يزاحم «قضاة الملاعب» عندنا الجميع من لاعبين ومدربين، واحتلالهم مع نهاية كل أسبوع واجهة الحدث الكروي، إلى درجة تحولهم إلى مادة دسمة لوسائل الإعلام، في ظل تصاعد أصوات المنددين بسلوكات وتصرفات أصحاب البدل الصفراء والمزركشة، وإشارتهم بالبنان إلى مهازلهم وأخطائهم القاتلة والمتكررة، و رغم تحجج المدافعين عن مديري المباريات برفع شعار الحكام بشر و غير معصومين و لا منزهين عن الأخطاء، إلا أنه لا وجود لدخان من غير نار، سيما وأن الأخطاء على كثرتها شملت تقريبا الجميع دون استثناء وبنسب متفاوتة. والغريب في المشهد الكروي الوطني أنه لا تكاد تخلو مباراة من احتجاجات شديدة من قبل اللاعبين و دكة الاحتياط و مسؤولي الفرق، التي يرى محبوها أن النتائج تطبخ في الخفاء وعادة ما تعاكس فيزيونومية اللقاءات، في وجود لوبيات تدير اللعبة من وراء الستار، وهو الطرح الذي وجد صداه وأثار سخط واستياء أفراد الأسرة الكروية، ومعها بروز ظواهر غير حضارية في الاحتجاج وإسماع الصوت المندد بحياد المباريات عن إطارها الرياضي، ما تسبب في بروز مظاهر العنف والشغب، التي تغذيها أيضا الأجواء المشحونة التي تسود ملاعبنا. ومن خلال حديثنا إلى مختلف الفاعلين في الساحة الكروية، لمسنا قناعة راسخة لدى الجميع بأن الحكام بشر غير منزهين عن الخطأ، و اعترافهم بأن حدوث هفوات وأخطاء تقديرية أمر جد وارد ومقبول، لكن محدثونا أجمعوا على أن التذمر والاستياء مرده الأخطاء «المريبة» التي تدخل الشك في النفوس ويشتم منها رائحة «التعمد» ويتصاعد دخان طبخها في الخفاء، كما أثار محدثو النصر قضية ضعف كفاءة بعض الحكام ومحدودية العطاء التي تؤدي حتما إلى اتخاذ قرارات تغير المجريات وتفسد المزاجات، خاصة وأن الحديث عن ضعف أداء الحكام الناتج عن تفشي ظاهرة الرشوة، وحسم نتائج اللقاءات بعيدا عن المستطيل الأخضر، خرج إلى العلن ولم يعد «طابو» مسكوتا عنه، فكم من رئيس ومدرب وحتى محب ومقرب تحدث بصوت مسموع عن اتفاق الرئيس الفلاني مع الحكم لترتيب نتيجة اللقاء، وقطع الطريق أمام منافس يسعى لإحراز الفوز بالطرق المشروعة، و ما غذى الشكوك و زاد من تذمر المتتبعين والفاعلين، غياب الإجراءات الردعية والضرب على أيدي المتلاعبين بالمنافسة الشريفة، حيث تتعمد اللجنة الوطنية للتحكيم عدم الإعلان عن قرارات الردع والعقوبات التي تسلطها على الحكام «المخطئين»، حيث أن وضع أي حكم في الثلاجة يبقى قرارا خفيا لا يجوز الخوض فيه ولا الإعلان عنه، كما أن سياسة تعيين الحكام صارت مثار استغراب وسخرية منشطي المنافسة، على اعتبار أن اللجنة المعنية تلجأ إلى تعيين الحكام وإشعارهم عن طريق الرسائل النصية القصيرة عشية المباريات، بحجة حماية الحكم من ضغط الفرق ومسيريها، في الوقت الذي يرى فيها البعض تشكيك في نزاهة وحياد الحكام. يحدث هذا في الوقت الذي ارتفعت بعض الأصوات المعتدلة التي أنصفت أصحاب البدل الصفراء، حجتها في ذلك تشبيب سلك التحكيم، وحاجة حكامنا الشباب لمزيد من الوقت والممارسة لكسب النضج والخبرة، وعدم تمكنهم من إدارة اللقاءات في ظروف مناسبة، في ظل ممارسة الفرق ومحيطها ضغوطا رهيبة على حكام بشر تبقى الأخطاء من طبيعتهم، ولا تخلو منها أكبر الدوريات العالمية. نورالدين – ت الحكم الدولي السابق جمال حيمودي للنصر تعيين الحكام برسائل نصية ليلة المواجهات إهانة يرى الحكم الدولي السابق جمال حيمودي، بأن تعيين الحكام برسائل نصية ليلة المباريات إهانة لأصحاب البذلة السوداء، مضيفا في هذا الحوار الهاتفي مع النصر، بأن سلك التحكيم بحاجة إلى إصلاح شامل ينطلق من الرابطات الولائية إلى حكام النخبة. كما أبدى صاحب لقب أحسن حكم إفريقي 2013 بأنه مستعد لتوظيف خبرته من أجل تأطير الحكام الجزائريين. *ما رأيك في مستوى التحكيم هذا الموسم؟ معاناة التحكيم الجزائري ليست وليدة اليوم، حيث لاحظنا بأن مستوى الحكام في تراجع، بالنظر إلى عدة معطيات سلبية، على غرار غياب التكوين، إذ لم نعد نمتلك حكاما محضرين بشكل جيد للمباريات، وإذا نظرنا إلى كافة التربصات الخاصة بأصحاب البذلة السوداء، نجد بأنه يشرف عليها سوى مكون واحد، وهو الحكم الدولي السابق محمد زكريني. هل ترى بأن الجزائر لا تمتلك سوى هذا المؤطر؟، لا يمكننا أن نطور سلك التحكيم بهذه الطريقة الغريبة، وإذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه فأنا أتوقع أن تزداد الأمور سوءا. التحكيم بحاجة إلى إصلاح شامل بداية من الرابطات الولائية *لماذا أصبحت كافة الأندية تشتكي من التحكيم؟ الشكاوى ضد حكامنا لا تتوقف، ولكنها ازدادت حدة خلال مرحلة الإياب، كوننا ندخل المرحلة الحاسمة، حيث سيتحدد على ضوء نتائج المباريات المتبقية مصير عدة فرق. يجب أن تعلموا بأن الأخطاء الكارثية للحكام موجودة منذ مرحلة الذهاب، ولكن الأندية لم تكن توليها أهمية كبيرة، لكن مع اقتراب إسدال الستار عن منافسة البطولة تتضاعف الاحتجاجات، خاصة وأن كافة الفرق بحاجة إلى النقاط من أجل تحقيق أهدافها، وأي خطأ سواء تقديري أو عمدي قد يعصف بأحلامها. يجب أن نقوم بإصلاح شامل لسلك التحكيم، خاصة وأن الأمور لا تبشر بالخير. *عن أي إصلاح تتحدث. هل لك أن تشرح لنا أكثر؟ يجب أن يكون هناك إصلاح ينطلق من الرابطات الولائية إلى حكام النخبة، ويجب أن نضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وأعني بالذكر الحكام والمكونين والمراقبين. عندما ترى بأن هناك بعض الرابطات لا تمتلك مكونين في المستوى، ولا تحوز حتى على بطولة، تعرف لماذا يتخبط سلك التحكيم عندنا في عدة أزمات. أتساءل هل يمكن لمكونين يفتقدون للخبرة أن يقدموا لنا حكاما دوليين ينجحون في تشريف الصافرة الجزائرية في المحافل الدولية. *ما رأيك في طريقة تعيين الحكام ليلة المباريات عن طريق رسائل نصية؟ تعيين الحكام عن طريق رسائل نصية ليلة المباريات إهانة كبيرة، كون هذه الأمور تؤكد الشكوك حول وجود بعض التلاعبات في تحديد النتائج، ما جعل لجنة التحكيم تلجأ إلى هذا الخيار، الذي أصفه بالغريب من طرف القائمين على شؤون سلك التحكيم. يجب أن نكون أو لا نكون، بمعنى يجب أن نثق في حكامنا بشكل كلي، أو نقوم بتغييرهم بالكامل، إذا تأكدنا بأن هناك شكوك بخصوص نزاهتهم، وهنا أريد أن أضيف شيئا مهما. حكامنا يفتقدون للانضباط و مستواهم في تراجع تفضل... الحكم الآن أصبح مثل اللاعب المحترف، بمعنى أنه بحاجة إلى الوقت الكافي من أجل التحضير للمباراة من الناحية التقنية، وهو ما نفتقده في الجزائر، حيث يتم تعيين الحكام في آخر لحظة، ما يحرمهم من معاينة الفرق، وهو ما ينعكس بالسلب على أدائهم فوق الميدان، سيما وأن بعض المباريات إن لم نقل كلها بحاجة إلى تحضير من نوع خاص. *لماذا نرى مستوى حكامنا أفضل في الخارج، مقارنة بما يقدمونه في الجزائر؟ يجب أن يعود التحكيم إلى أهل الاختصاص، لأنه من المستحيل أن نرى ميكانيكيا يقوم بإجراء عملية جراحية لمريض، وهو ما ينطبق على الحكام في الجزائر. نحن بحاجة الآن إلى حكام الخبرة، و أصحاب السير الذاتية الجيدة من أجل التواجد بلجنة التحكيم، خاصة وأن مواصلة الاعتماد على زكريني فقط، قد يقودنا إلى التهلكة. *هل أنت مستعد لتوظيف خبرتك لتأطير الحكام الجزائريين؟ ليس لدي مشكل في توظيف خبرتي في تكوين حكام جيدين. أنا أتشرف بخدمة بلدي الجزائر، التي لولاها ما نجحت في مشواري المشرف، سواء في البطولات الإفريقية أو العالمية، على غرار المونديال الأخير بالبرازيل. مستعد لتوظيف خبرتي و الجزائر لا تمتلك سوى زكريني *هل من كلمة أخيرة؟ الإمكانات التي وفرتها الفاف لسلك التحكيم لم نشاهد لها مثيلا منذ الاستقلال، حيث وضعت الحكام في أحسن الظروف ولكن... إذا أردنا أن ننقص من الاحتجاجات على الحكام، يجب أن يكون لدينا قانون داخلي يتضمن أشد العقوبات في حال ارتكاب الأخطاء، كما يجب أن يتحلى الحكام بالانضباط، دون نسيان ضرورة عمل المكونين والمراقبين في شفافية. حاوره: مروان-ب مدرب دفاع تاجنانت لمين بوغرارة الحكام ضحايا ضغط المحيط و كثير منهم يجاملون الفرق «الكبيرة» يعتبر لمين بوغرارة أن تشبيب سلك التحكيم وافتقاد الحكام الشباب للنضج والخبرة، وراء بروز الأخطاء التحكيمية، مشيرا إلى أن بعض الحكام يتعاملون بسياسة الكيل بمكيالين مع الفرق، كما اعترف بممارسة الفرق ومحيطها ضغطا رهيبا على الحكام الذين وصفهم بالطرف الفعال في معادلة اللعبة. *بداية كيف تقيم أداء الحكام في البطولة منذ انطلاق الموسم الجاري؟ مستوى التحكيم تراوح بين الضعيف والمتوسط، رغم بروز بعض الحالات النادرة والاستثنائية لحكام في المستوى، في موسم شهد تسجيل أخطاء تحكيمية مباشرة أو غير مباشرة، أثرت على النتائج النهائية للمباريات، و بالنسبة لفريقي فقد كان ضحية وتضرر كثيرا من سوء التحكيم، بتضييعه ما لا يقل عن عشر نقاط خلال مرحلة الذهاب، بسبب أخطاء لا يمكنني الجزم بأنها كانت مقصودة، سيما وأن هذا الموسم شهد تشبيب سلك التحكيم، كما أن الضغط المفروض من قبل اللاعبين والمدربين والمسيرين وحتى الأنصار ساهم كثيرا في حدوث الأخطاء التحكيمية، وهنا أفتح قوسا لأؤكد على ضرورة تحلي الحكم بشخصية قوية، تماما مثل المدرب، حتى يتسنى له التحكم في المباريات فلا يتأثر بالعوامل الخارجية ولا بالاصطدام مع اللاعبين، ولا وزن الفرق، حيث نلاحظ في كثير من الأحيان تعامل الحكام مع الفرق الكبيرة باحترام مبالغ فيه، ما يجعل بعض لاعبيها يشتمون الحكام دون أن تتم معاقبتهم، في الوقت الذي يكلف احتجاج بسيط من لاعب في فريق «صغير» تلقي إنذار مجاني. *فريقكم كان ضحية التحكيم في الذهاب وتمت معاقبته بالحرمان من الجمهور، كيف تفسر ذلك؟ في مرحلة الذهاب تعرضنا لأخطاء تحكيمية كبيرة جدا، و ليس في مباراة مولودية الجزائر فقط، التي تسببت في العقوبة، وكان ذلك في لقائي الحراش وشباب قسنطينة ونصر حسين داي وشباب بلوزداد، أين أثر التحكيم بطريقة مباشرة على نتائج المباريات، ما جعلني أطالب عناصري باحترام الحكام كونهم شباب و عرضة للخطأ مثل اللاعب. *على ذكر الشباب ألا ترى بأن اعتزال بعض الحكام وتشبيب السلك ساهم في هذا الوضع؟ عملية التشبيب في التحكيم كما في الفرق تعرف في بدايتها عديد الصعوبات والأخطاء، وحتى الانتقادات والاحتجاجات، لكن بداية من الموسم المقبل سيكتسب حكامنا النضج والخبرة، ما سيساهم في تفادي الأخطاء التي يتم ارتكاب معظمها نتيجة ضغط الأنصار والمسيرين واللاعبين، ما يفقد الحكم السيطرة على اللقاء. *وهل ظاهرة التشكيك في قرارات الحكم وتعليق المسيرين والتقنيين الهزائم على مشجب الحكام، هي كذلك نوع من الضغط؟ عند منح الحكم ضربة جزاء تساهم في تغيير النتيجة وغضه الطرف عن تسلل واضح، من الطبيعي أن ينتقد التقني التحكيم في نهاية اللقاء، فقد خسرنا مقابلات وأشدنا بعدها بالتحكيم الجيد، وبالمقابل لا يجب السكوت عن الأخطاء التحكيمية المؤثرة، لأن الحكم عنصر هام في المباراة. *وكيف ترى قضية التعيين في آخر لحظة عن طريق الرسائل النصية؟ من المفروض أن يكون الحكم على دراية ببرنامجه الأسبوعي وحتى الشهري، حتى يتمكن من تحضير نفسه من خلال معاينة الفرق التي سيدير مبارياتها عبر الفيديو، كونه مطالب بمعرفة كل كبيرة وصغيرة عن الفرق ولاعبيها المشاغبين والمتحايلين، وشخصيا أنا ضد الطريقة الحالية في التعيين، وعلى الحكم أن يكون أو لا يكون. *وما هو تفسيرك لظهور حكامنا بمستوى جيد قاريا ودوليا ودون ذلك محليا؟ علامة الاستفهام تبقى مطروحة، لأن حكامنا يديرون مباريات ممتازة خارج الوطن، وفي الدوري المحلي يرتكبون أخطاء جسيمة، عادة ما يكون سببها الضغط الرهيب الذي يفرضه المحيط، وعليه أناشد الجميع بمساعدة الحكام على إدارة اللقاءات في ظروف مناسبة، ولو أن بعض الحكام لا يحضرون جيدا لقاءات الدوري المحلي ويفتقدون إلى الحافز المعنوي، في الوقت الذي يتحتم عليهم تحضير اللقاء من جميع الجوانب، وأخذ فكرة عن الفرق ومحيطها ولاعبيها وأن يتحلوا بالحكمة عند تهدئة الأوضاع وإشهار البطاقات. حاوره: نورالدين - ت رئيس الوفاق حسان حمّار نحترم لجنة التحكيم والصحافة أيضا تنحاز لفرق على حساب أخرى أبدى رئيس وفاق سطيف حسان حمّار ثقته الكبيرة في لجنة التحكيم، و كافة الهيئات التي تدير الكرة الجزائرية، مشيرا خلال الاتصال الهاتفي الذي جمعه بالنصر، بأن هناك بعض الأخطاء الفادحة من الحكام، و لكنهم لا يتهمون فيها لجنة التحكيم، بقدر ما يوجهون اللوم إلى رجال الصحافة، الذين يقومون بدعم أندية على حساب أخرى: « وفاق سطيف تضرر من التحكيم في العديد من المباريات، على غرار مواجهتي القبائل و الساورة، و لكن لا أحد تكلم عنا مقارنة بأندية أخرى، على غرار إتحاد الحراش و بعض الفرق العاصمية، التي أقامت الدنيا و لم تقعدها، بعد أن تسبب الحكام بأخطائهم المقصودة أو غير المقصودة في خسارتهم. هناك أندية تحظى بدعم و مساندة منقطعة النظير، في الوقت الذي تعاني فرق أخرى من التهميش و الحقرة. يجب أن يعامل الجميع على حد سواء، خاصة و أن كافة الفرق تنتمي إلى البطولة الوطنية». و بخصوص الاتهامات التي طالت لجنة التحكيم قال حمار: «وفاق سطيف يحترم لجنة التحكيم، و يثق في العمل الذي تقوم به، كما نحترم أيضا كافة الهيئات الكروية الجزائرية، وعلى الجميع القيام بأدوارهم على أكمل وجه، إذا ما أردنا تطوير الكرة الجزائرية». مروان. ب المدرب المغربي بادو زاكي للنصر الأخطاء التحكيمية موجودة حتى في البطولة الإسبانية وصف مدرب شباب بلوزداد المغربي بادو زاكي الأخطاء التحكيمية الموجودة في البطولة الوطنية بالعادية، و التي تحدث حتى في أكبر البطولات العالمية، كما لم يخف في حديثه إلى النصر بخصوص ملف التحكيم، بأن الانتقادات يجب أن تكون بناءة و ليس هدامة، من أجل تطوير مستوى الكرة، حيث قال في هذا الصدد: «الأخطاء التحكيمية موجودة في جميع البطولات و أقواها في العالم، على غرار البطولة الاسبانية، التي لا تمر جولة منها إلا و نرى عدة أخطاء تحكيمية مؤثرة على نتائج المباريات، و كما تعلمون البطولات الأجنبية تستعمل فيها أحدث التقنيات، ولكن الأخطاء التحكيمية موجودة دائما. الحكام هم بشر مثلنا يمكن أن يخطئوا و يمكن أن يصيبوا». كما وجه بادو زاكي رسالة مباشرة إلى مدربي البطولة الوطنية، عندما طالب بضرورة التعقل و التركيز على الميدان وفقط: «أنا من النوع الذي يحبذ عدم الحديث عن الحكام، و بصفتي مدربا يجب أن أكون مرب، فكيف لمرب أن يكون أول من ينتقد التحكيم و يفتح جبهة صراع على نفسه و على فريقه. أعتقد أنه لا يوجد حكم يمكنه أن يلغي هدفا عندما يكون شرعيا، و عليه يجب التركيز على الميدان و ترك مجال التحكيم لأهل الاختصاص، من أجل تطوير الكرة الجزائرية و العربية بصفة عامة، فحتى في البطولة المغربية توجد أخطاء تحكيمية، ومستوى التحكيم متقارب نوعا ما، ونجد دوما الفرق المنهزمة هي من تحتج على الحكام و قراراتهم، و لما نصل إلى درجة اعتراف الفائز بأخطاء الحكام يومها سيكون هناك كلام آخر». بورصاص.ر فريد نزار (رئيس شباب باتنة) ظُلمنا كثيرا ونطالب بتعيينات مدروسة في الجولات الأخيرة يرى رئيس فريق شباب باتنة فريد نزار، بأن فريقه لم يسلم هذا الموسم من الأخطاء التحكيمية التي حددت نتائج بعض اللقاءات، موضحا أن الكاب كان ضحية مظالم مقصودة أو عن غير قصد من بعض فرسان الملاعب، الذين كثيرا ما حرمته من كسب نقاط جد مهمة: «صراحة التحكيم في بطولتنا عرف هذا الموسم تألق بعض الحكام مقابل سلبيات البعض الآخر، دفعت ثمنها بعض الأندية، منها فريقي الذي كان و منذ بداية الموسم عرضة لأخطاء مؤثرة بفعل بعض القرارات، في مقدمتها حرمانه من ضربات جزاء شرعية، مثلما كان الشأن في اللقاء الذي جمعنا بمولودية وهران، وقبله أمام نصر حسين داي، أين حرمنا الحكم بوخالفة من ركلتي جزاء واضحتين، ناهيك عن مواجهات أخرى خلال مرحلة الذهاب». نزار الذي كثيرا ما اشتكى من ضعف التحكيم، ندد بطريقة التعيينات التي لا تراعي في نظره أهمية المباريات وطابعها: «شخصيا أرى بأن طريقة التعيينات باتت بحاجة إلى إعادة النظر، مع الأخذ بعين الاعتبار قيمة الرهانات المطروحة، لأن الفوضى السائدة حاليا في مجال التعيينات فتحت الأبواب أمام بروز مظاهر سلبية و مهازل انعكست على السير الحسن للمنافسة وحتى النتائج». وانطلاقا من قناعته بضرورة تشديد الرقابة على أصحاب الزي المزركش. يأمل رئيس الكاب في تطبيق القوانين بحذافيرها، على كل حكم تثبت مسؤوليته في تحديد نتيجة مباراة معينة: «أرى بأن اللجنة الفيدرالية للتحكيم مطالبة بتحمل مسؤولياتها ووضع حد لتصرفات بعض الحكام، الذين كثيرا ما يتسببون برأيه في فضائح وأحداث عنف، ويخرجون اللقاءات عن مسارها الصحيح. في شباب باتنة عانينا وما زلنا نعاني من تحيز الحكام، وكم رفعنا شكاوى للرابطة المحترفة وحتى الفاف، لكبح جماح فرسان الملاعب». من جهة أخرى أعرب نزار عن أمله في إسناد مباريات الجولات الخاصة بالثلث الأخير من البطولة، سواء المتعلقة بالسباق على اللقب أو الإفلات من السقوط، لحكام يملكون من الكفاءة والشجاعة والنزاهة ما يؤهلهم لإدارة هذه المواجهات، بعيدا عن كل الشبهات والضغوطات المعتادة: «المحطات الأخيرة من البطولة ستكون حاسمة ومصيرية لمعظم الفرق، وهو ما يتطلب الاعتماد على حكام من ذوي الخبرة لتفادي حدوث تجاوزات، ومن ثمة جعل جميع الأندية على قدم المساواة. نحن نرفض أن نكون ضحية مظالم تحكيمية أخرى، لأن التحكيم ظلمنا كثيرا». م مداني لا مرتشي بدون راش غريب أمر بعض رؤساء الفرق في مختلف البطولات من المحترف إلى الولائي، و الذين ما فتئوا في بداية و نهاية كل موسم، يوجهون أصابع الاتهام إلى الحكام، الذين جعلوا منهم المشجب المفضل ليعلقوا عليه إخفاقات أنديتهم، و الوسيلة المثلى لامتصاص غضب الأنصار، سواء عند الفشل في إحراز لقب البطولة أو الكأس، أو في حالة الإخفاق في تفادي السقوط إلى القسم الأدنى.فهذا النوع من الرؤساء الذين يريدون تغطية الشمس بالغربال، و يسارعون عقب كل تعثر و إخفاق، إلى اتهام الحكام بعدم الحياد و عدم النزاهة و حتى تلقي الرشاوى، لخدمة مصالح فرق على فرق أخرى، نسوا أو تناسوا بأن الحكام الذين وضعوهم هم في قفص الاتهام، منهم من اعترف بأنه كان عرضة لضغوطات و محل مساومات من قبل رؤساء أندية، كما كشفوا بأن هناك من مسؤولي الفرق من كان يؤكد لهم بأنه بإمكانه ترقيته إلى مصاف حكم دولي، أو يهدده بشطب اسمه نهائيا من قائمة الحكام.و في ظل تبادل الطرفين للاتهامات، يبقى السؤال المطروح و الذي يدينهما الاثنين هو، هل من الممكن أن نتحدث عن المرتشي إذا لم يكن هناك راش؟.فالحكم المتهم بتلقي الرشوة من قبل رئيس فريق، مقابل مساعدة فريقه على الخروج بنتيجة إيجابية، لم يكن ليقوم بمثل هذا التصرف المشين لو لا وجود أولئك المسؤولين عن الأندية، الذين يقدمون الرشوة، أو ما هو متعارف عليه في الوسط ب «القهوة» أو «الإكرامية». خلاصة القول أنه لا مرتشي بدون راش، فكلاهما مذنب في نظر القانون والعرف، وحتى بالنسبة لأخلاقيات اللعبة و الميثاق الأولمبي الذي يشجب مثل هكذا تصرفات، ليس في عالم كرة القدم فحسب، في مختلف أنواع الرياضات وفي مختلف المنافسات، سواء كانت محلية، وطنية، قارية أو دولية. حميد بن مرابط الحكم الدولي السابق سليم أوساسي التعفن تجاوز الخطوط الحمراء و الحل تطبيق مبدأ من أين لك هذا أكد الحكم الدولي السابق سليم أوساسي، و الذي كان معروفا في الميدان بحزمه وصرامته في تطبيق القوانين (17)، و ذلك مهما كانت قيمة الرهان و وزن الفريقين، بأن التحكيم الجزائري اجتمعت عليه الآراء، بحيث أنه اليوم- كما قال في هذه الدردشة التي خص بها النصر-، حينما تسأل أي حكم دولي سابق، يؤكد لك بأن ميدان التحكيم تعفن، إلى درجة تجاوز فيها الخطوط الحمراء. وأضاف أوساسي يقول: «الحديث اليوم عن التحكيم لم يعد يقتصر على قضية الحياد والنزاهة والرشوة وغيرها من المصطلحات التي أعتدنا على سماعها، ولكنه طال الأمور الأخلاقية. فالحكام أصبحوا يتهمون ويوصفون بكل الأوصاف التي تشين أداءهم التقني، ولما يصبح الحديث عن ممارسات لا أخلاقية ، فهذا هو المقصود من تجاوز الأمور الخطوط الحمراء: «شخصيا كنت من المتفائلين جدا بتعيين الدكتور حموم على رأس اللجنة الوطنية للتحكيم، لكن للأسف الشديد و أقولها بكل صراحة لقد خيب ظني. حقيقة كنت من الذين كانوا يظنون بأن التحكيم من الممكن تسييره من قبل أشخاص ليسوا حكاما، ولكن بالاستعانة بالخبراء وأهل الاختصاص، ولكن ليس من الذين يبدون الرأي ويشاركون في التسيير ووضع الإستراتيجية المناسبة لسلك التحكيم الذي أصبح في قفص الاتهام، وفق ما تنص عليه قوانين اللعبة وأخلاقيات الرياضة، وليس حسب أغراض مبيتة. فالذي يشير على رئيس لجنة لم يسبق له أن حكم لقاء أو وضع صفارة في فمه وبطرق مريبة، فهذا هو من يكون وراء اللا عدل، الأخير الذي يكون وراء تحطيم الهمم والنوايا الحسنة، والحل في هذه المسألة بالتحديد هو تطبيق مبدأ من أين لك هذا؟، لأته لا يعقل أن تجد حكما لديه مرتب شهري في الوظيف العمومي، زائد منحة التحكيم الأسبوعية، يمتلك مصنعا ومحلات تجارية وفيلا فخمة ووو». أوساسي لم يتوان في تبرئة ساحة الحكام: «الحكام الحاليين وباختلاف درجاتهم ومهما كانت أخطائهم في الميدان، يعتبرون من ضحايا محيط التحكيم المتعفن، على أساس أنهم ضحايا للوبي مستشاري رئيس اللجنة الوطنية للتحكيم، و كان على رئيس الاتحادية الأخذ بعين الاعتبار ما كانت تكتبه بعض الأقلام المحترفة والنزيهة، بمن فيها جريدة النصر التي تحظى بمصداقية كبيرة، والدليل السيد روراوة خصها بحوار مطول دون باقي الجرائد، وهذا لاعترافه شخصيا بمصداقيتها، كما هو الحال مع بعض الجرائد الأخرى والصحفيين المعروفين، وعليه أقول حان الوقت لدق ناقوس الخطر، ولو أنه دق منذ تعيين حموم على رأس اللجنة». واستطرد محدثنا يقول: «لست من الذين يطلقون النار على سيارات الإسعاف، خاصة وأن السيد حموم رحل ولم يعد رئيسا للجنة الوطنية للتحكيم، وربما هذا أحسن شيء بالنسبة لسلك التحكيم، لأنه أصبح يتصور بأنه على الطريق الصحيح، كون الجميع كان يصفق ويهلل له عند اللقاءات والتجمعات، ناهيك عن الهدايا وأشياء أخرى، والنتيجة أخطاء كارثية في تعيين حكام المقابلات عن طريق رسائل إلكترونية، آخرها فضيحة إرسال رسالة إلى حكم لإدارة يبلغ من العمر 72 سنة؟... وحتى في مجال التكوين ورغم توفر وسائل حديثة لم تكن متوفرة لدى السلف، إلا أن الأخطاء التي تسجل أسبوعيا عن قصد أو عن غير قصد، دليل على تدني المستوى الذي بلغ الحضيض، والأدهى والأمر أنها على المباشر، ورغم ذلك تجد من يحاول تبريرها. إذا نحن بحاجة إلى حكام نزهاء ولو أنهم غير مثقفين، ثقافتهم النزاهة والكفاءة، وليس ثقافة البيع والشراء في المقابلات... وبالنظر إلى كل ما سلف، و دون أن أتفلسف أطالب بأخلقة المحيط، وهذه رسالة أوساسي لحكام الجيل الحالي». حميد بن مرابط قائد السنافر ياسين بزاز أخطاء الحكام غير متعمدة و الجميع مسؤول قال قائد شباب قسنطينة ياسين بزاز بأن الأخطاء التحكيمية في المرحلة المقبلة ستكون أكثر تأثيرا، عن تلك التي ارتكبت في مرحلة الذهاب، ما يجعل أصحاب البذلة السوداء مطالبون بالتحلي بأكثر احترافية و العمل على تفادي أكبر عدد ممكن من الأخطاء المؤثرة. كما اعتبر مدلل السنافر في تصريحه للنصر بأن مصير بعض الأندية يلعب في الفترة القادمة، مشيرا في الوقت ذاته بأنه لا يتهم الحكام :" لا يمكنني اتهام الحكام بتعمدهم ارتكاب الأخطاء، ولا أتمنى أن يكون الأمر كذلك، صحيح توجد أخطاء تحكيمية و جميع الأندية تحدثت عن ذلك، و لكن يجب على الحكام العمل على تفادي الوقوع في الهفوات التي تؤثر في نتائج المباريات خلال المرحلة المقبلة، التي تعتبر في غاية الأهمية، حيث يتحدد على ضوء نتائجها مستقبل بعض الأندية، سواء في اللعب من أجل التتويج باللقب أو اللعب من أجل ضمان البقاء، فالنقاط سيكون وزنها من ذهب". واستطرد بزاز:" الحكم بشر، و لا يوجد شخص معصوم، والأخطاء التحكيمية من وجهة نظري تحصيل حاصل، و الجميع يتحمل مسؤوليتها و ليس الحكام فحسب، نحن اللاعبون والرؤساء أيضا نتحمل جزء من المسؤولية، حيث تلعب بعض المباريات تحت ضغط كبير، وهو ما يجعل بعض الحكام في وضعية صعبة، تدفعهم للوقوع في المحظور ". وتطرق قائد السنافر إلى ضرورة تواجد الحكام في أفضل أحوالهم يوم المباراة :" الحكام مثل اللاعبين، و يجب عليهم أن يتمتعوا بلياقة بدنية عالية و يحضروا جيدا مبارياتهم، لأن تواجد الحكم بالقرب من اللقطات يسهل عليه إدارة اللقاء واتخاذ القرارات الصحيحة، ما يقلل نسبة هفواته ، لأن اللاعب عندما يجد الحكم قريبا منه تنقص احتجاجاته". وأضاف:" كما تعلمون عدة حكام من أصحاب الخبرة غادروا ميدان التحكيم، و تركوا الفرصة أمام الشبان، الذين يوجدون في مستهل المشوار، ويجب مساعدتهم و ليس العكس، وتحكيم مباريات مرحلة العودة أين يكون الرهان كبيرا يتطلب حكام يمتلكون شخصية قوية و يحسنون التعامل معها". ووجه بزاز نداء إلى جميع الأطراف الفاعلة على مستوى كرة القدم الجزائرية:" أود أن أوجه نداء إلى جميع الأطراف الفاعلة من أجل البحث عن حلول للنهوض بكرة القدم، و سلك التحكيم على وجه الخصوص، من أجل تفادي الوقوع في نفس الأخطاء، لأن مثل هذه الهفوات هي من تنمي ظاهرة العنف". بورصاص.ر مدرب الموك محمد بلعرج للنصر التحكيم يزداد سواء كلما اتجهنا نحو الأقسام السفلى يرى مدرب مولودية قسنطينة محمد بلعرج، بأن التحكيم أكثر سوءا كلما اتجهنا نحو الأقسام السفلى، بالنظر إلى غياب الرقابة اللازمة، مشيرا في اتصال هاتفي مع النصر، بأن هناك «لوبيات» تقود أصحاب البذلة السوداء، وتتحكم في النتائج كما تشاء. كيف ترى مستوى التحكيم في مختلف البطولات؟ يجب أن نعترف بأن التحكيم تقوده «لوبيات»، تقوم بتسيير مختلف البطولات كما تشاء، فنحن نمتلك ثلاثة فئات من الحكام. النزهاء الذين يتم تعيينهم لإدارة المباريات التي ليس لها معنى، وهناك فئة تعمل تحت إشراف بعض الأطراف، وتسند لها المباراة المهمة، كما توجد مجموعة أخرى تعمل في الظلام، ولكنها ليست تابعة لأية جهة. هل صحيح أن التحكيم يزداد سواء كلما اتجهنا نحو الأقسام السفلى؟ بطبيعة الحال التحكيم أكثر تعفنا في الأقسام السفلى، بالنظر إلى نقص المراقبة مقارنة بالرابطتين الأولى والثانية، وفي هذا الصدد أعود بكم إلى مباراة الموك وعنابة بملعب 19 ماي، والتي شهدت كارثة تحكيمية بأتم معنى الكلمة، بعد إقدام حكم المباراة على احتساب هدف غير شرعي للمنافس. لقد تم تعيين ذلك الحكم لهذا الغرض، ولقد نجح في مهمته على أكمل وجه، وأعتقد بأنه نال مكفاءته. ألهذه الدرجة أصبح التحكيم في الجزائر كارثي؟ أود أن أخبركم بأمور أكثر سوء، هناك من الحكام من يأتي لإدارة المباريات وبحوزته قائمة بأسماء اللاعبين المهددين بالغياب عن الجولة القادمة، حيث يقوم بإنذارهم عن قصد بهدف عرقلة ذلك الفريق، خاصة إن كان ينافس على الصعود أو تفادي السقوط، ولكن هذا لا يعني بأن الحكام في نفس المستوى، فهناك من هو نزيه ويرفض أكل المال الحرام، وهنا أعود بكم إلى مباراتنا أمام شلغوم العيد، حيث أدارها الحكم بامتياز، حيث قمت بتحيته عقب نهاية اللقاء، رغم خسارتنا للنقاط الثلاث، وإن كنت أستطيع أن أرفع تقريرا إيجابيا عنه إلى الرابطة لقمت بذلك. ماهي الحلول من وجهة نظرك؟ لا يمكن أن نلوم الحكام فقط، بل الأمور أكبر من ذلك بكثير، وتمتد إلى القائمين على تسيير هذه المنظومة، وهنا أتساءل ما دور المراقبين؟، ولماذا لا يرفعون التقارير اللازمة في حق مرتكبي الأخطاء العمدية؟، وفي أكثر من مرة نجد هؤلاء الحكام عوض أن يتم إقصاؤهم، تقوم لجنة التحكيم بمنحهم مباريات أكثر أهمية،.. هناك أمور غير مقبولة يجب أن نتصدى لها، إذا ما أردنا أن نقلل من الأخطاء التحكيمية، التي هي في الحقيقة موجودة في أكبر الدوريات الأوربية، ولكن بأخطاء تقديرية وليست متعمدة كما يحدث في الكثير من مبارياتنا. حاوره: مروان. ب رئيس إتحاد الشاوية عبد المجيد ياحي للنصر سقوطنا دليل على التلاعب الذي يعرفه هذا السلك اعتبر رئيس فريق إتحاد الشاوية عبد المجيد ياحي، بأن سلك التحكيم يعيش حالة من الفساد لا يمكن السكوت عليها، بالنظر إلى الانتشار الفاضح لظاهرتي بيع و شراء المواجهات. و قال ياحي في اتصال هاتفي مع النصر، بأن التحكيم تحول إلى منظومة تجارية في عهد الرئيس السابق للجنة الوطنية للتحكيم. و في هذا الصدد أضاف محدثنا: «كرة القدم الجزائرية تتخبط في العديد من المشاكل و الأزمات، و البداية بسلك التحكيم الذي انتشرت فيه ظاهرة الفساد بشكل رهيب، ما جعله يتحول إلى منظومة تجارية قائمة على أساس البيع و الشراء. هناك جهات تقوم بتسيير البطولة كما تشاء، و تعمل جاهدة من أجل مساعدة فرق على حساب أخرى، مستعملة أصحاب البذلة السوداء». و تابع ياحي حديثه للنصر، معتبرا سقوط فريقه إلى قسم الهواة بالسيناريو المدبر، نتيجة تحامل الحكام عليهم، و هنا أوضح قائلا: «كما يعلم الجميع سقوط إتحاد الشاوية من الرابطة المحترفة الثانية كان مخططا له، حيث عملت لجنة خليل حموم على عرقلتنا بشتى الطرق، من خلال القيام بتعيين حكام دون المستوى لمبارياتنا. يجب أن نعترف بأن سلك التحكيم يتخبط في الفساد، و هناك فرق تقوم باستغلال الحكام من أجل التلاعب بنتائج المواجهات». مروان. ب الدولي السابق بونعاس يجب الاستعانة بالتكنولوجيا و حكمين إضافيين أقر الدولي السابق نورالدين بونعاس بوجود أخطاء تحكيمية في البطولة الوطنية، خاصة خلال الفترة الأخيرة، ما فتح أبواب الانتقادات من كل حدب و صوب لأصحاب البذلة السوداء. كما اعتبر اللاعب السابق لشباب ومولودية قسنطينة في تصريح للنصر بأنه يتمنى تحلي بعض الرؤساء بروح المسؤولية وتفادي التصريحات النارية التي قد تشعل فتيل العنف:" رؤساء الأندية وحتى بعض المدربين مطالبون بتفادي التصريحات النارية اتجاه الحكام، حيث توجد فئة كبيرة أصبحت تغطي إخفاقاتها بعامل التحكيم، ليس معنى ذلك بأنه لا توجد أخطاء تحكيمية، بل هناك بعض الهفوات المؤثرة من قضاة الملاعب، تساهم في فوز فريق على حساب آخر، وتضيع على الفرق عمل أسبوع بأكمله". وتحدث بونعاس عن الحلول التي يراها قادرة على النهوض بمجال التحكيم :" أعتقد بأنه حان وقت الاستعانة بالتكنولوجيا في ملاعبنا، مثلما يحدث في بعض البلدان المتطورة، إضافة إلى ضرورة رفع عدد الحكام، من خلال تواجد حكمين إضافيين، يسهلان من مأمورية الحكم الرئيسي، وهو ما سيؤدي إلى التقليص من عدد الهفوات".