تمكن عناصر الشرطة القضائية بأمن ولاية تبسة، الأحد، من الإطاحة بعصابة إجرامية تتكون من 7 أشخاص، مختصة في تهريب البشر وتنظيم رحلات الهجرة غير الشرعية، عبر القوارب انطلاقا من سواحل ولاية عنابة باتجاه سردينيا الإيطالية. المشتبه فيهم تمت الإطاحة بهم تباعا من طرف مصالح الأمن، بعد المعطيات والمعلومات التي تم استغلالها من طرف عناصر فرقة مكافحة الجريمة الالكترونية، التي بدأت باقتفاء أثر أفراد هذه العصابة، على مواقع التواصل الاجتماعي، عندما قاموا بإنشاء 3 صفحات على "الفايس بوك" بأسماء مستعارة، ووضعوا عليها صورا وإعلانات تحرض الشباب وتدعوهم "للحرقة" من خلال الهجرة نحو أوروا، مع توضيح الطرق المتاحة لذلك، كما تضمنت تلك الصفحات فيديوهات وصور لشباب نجحوا في الوصول إلى الضفّة الأخرى من المتوسط، عبر قوارب الهجرة غير الشرعية. وبعد الإطاحة بالشباب اليائسين أو الحالمين بحياة أفضل في شباك هذه العصابة، يتم التواصل معهم عبر "الميسنجر على الفيس بوك"، ثم بعدها الاتصال عن طريق الهاتف، لتحديد موعد اللقاء مع أحد أفراد الشبكة، والذي يتكفل باستلام مبلغ الرحلة من الراغبين في "الحرقة"، وإرسالهم إلى مدينة عنابة، بعد ما يسلم لهم وصلا بقيمة المبلغ المالي الذي قبضه، والذي يتراوح بين 12 و20 مليون سنتيم، حسب نوع الرحلة ومكان النزول. وباقتفاء نشاط أفراد هذه الشبكة على الأنترنيت، ومتابعة اتصالاتهم على مدار عدّة أشهر، تمت الإطاحة أول أمس، بالمتهم الرئيسي المقيم بمدينة الحمامات بولاية تبسة، والبالغ من العمر 23 سنة، وبعده باقي أفراد العصابة الذين تم سماعهم على محاضر رسمية في انتظار تقديمهم أمام العدالة. وكانت رحلات "الحرقة" قد عرفت انتعاشا كبيرا خلال شهر جوان الماضي الماضي، بعد التحسن الذي عرفته حالة الطقس، تزامنا مع أيام شهر رمضان المعظّم، حيث يستغل منظمو رحلات "الموت" المناسبات والمواسم الدينية، لتنفيذ مخططاتهم بتهجير أكبر عدد من الشباب وتحقيق أكبر قدر من الأرباح حتى ولو كان ذلك على حساب ارواحهم. وكانت مصالح أمن ولاية عنابة قد تمكنت قبل أسبوع من توقيف 3 أشخاص من بارونات تجارة البشر ينشطون بين سواحل ولايتي عنابة والطارف، وحجز 3 قوارب صيد ومحركات. كما تم إحباط العديد من الرحلات المنظمة خلال شهر جوان الماضي بسواحل عين تموشنت، مستغانم، عنابة، الطارف وغيرها من الرحلات التي وقع منظموها بين أيدي خفر السواحل داخل المياه الإقليمية الجزائرية.