نجحت وحدات البحرية التابعة للمجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة، ليلة الأربعاء إلى الخميس في إحباط محاولة للهجرة غير الشرعية، كان فوجان يتشكلان من 48 عنصرا قد بادرا إلى القيام بها على متن قاربي صيد من صنع تقليدي ، و قد كشفت التحريات الأولية وجود 3 قصر فشلوا في إجتياز شهادة التعليم المتوسط، فقرروا الانضمام إلى المغامرين على متن " قوارب الموت " نحو جزيرة سردينيا الإيطالية. و حسب المعطيات التي استقتها " الطارف انفو " من مصدر موثوق، فإن وحدات البحرية تحصلت على معلومات أولية مفادها وجود مجموعة من الشبان تعتزم القيام بمحاولة للهجرة غير الشرعية مباشرة مع آذان الإفطار، و هي المعلومات التي جعلت الوحدات المعنية تكثف من دورياتها الرقابية انطلاقا من شاطئ لاميسدا بالقالة، وصولا إلى شاطئ الرمال الذهبية بشطايبي، لكن هذه المجموعة من " الحراقة " انطلقت في مغامرتها من شاطئ سيدي سالم إلى الشرق من الكورنيش العنابي ، و قد كانت الرحلة بتوزيع عناصر المجموعة على فوجين ، قبل أن تتفطن عناصر البحرية لوجود قاربين في عرض البحر، لتتكفل الوحدة العائمة " العزوم " بعملية المطاردة، حيث تم اعتراض مسار الزورق الأول على بعد 4 أميال بحرية إلى الشمال من رأس الحمراء، و قد حاول قائد الرحلة المناورة، و العودة بالقارب إلى نقطة الإنطلاق تحت جنح الظلام الدامس، لكن مطاردة وحدات البحرية أرغمته على الإستسلام و الإنصياع إلى تعليمات أعوان البحرية، مما دفع بجميع عناصر الفوج إلى الإلتحاق بالوحدة العائمة التابعة لقوات البحرية دون أي رد فعل، مع استرجاع الزورق الذي كان مزودا بمحركين بطاقة 40 حصانا بخاريا، مع اكتشاف وجود مواد غذائية و دلاء من البنزين على متن القارب المسترجع. و استنادا إلى ذات المصدر فإن القارب الثاني تم توقيفه على مسافة 6 أميال بحرية إلى الشمال من رأس الحمراء، حيث حاول قائده تغيير الوجهة بعد علمه بسقوط الدفعة الأولى من هذا الفوج في قبضة وحدات البحرية، إلا أن عملية التمشيط التي قامت بها الوحدة العائمة " العزوم " مكنت من اكتشاف القارب، الذي كان على متنه 26 حراقا. و قد اقتادت وحدات حراس السواحل الحراقة الموقوفين إلى مقر المحطة البحرية الرئيسية بميناء عنابة، حيث تدخلت فرقة من الحماية المدنية، و تكفلت بالفحص الطبي، و الذي اتضح من خلاله بأن جميع الموقوفين كانوا في صحة جيدة بمن فيهم الرضيع، ليتم بعدها إحالة كل الحراقة على التحقيق الإداري، و قد تبين بأن هذه المجموعة تضم 3 قصر يبلغون من العمر 16 سنة من حي سيدي سالم الشعبي، فشلوا في الحصول على شهادة التعليم المتوسط في الدورة الأخيرة فخططوا للهجرة غير الشرعية، و ذلك بالتنسيق مع 16 شابا من الجيران، في الوقت الذي ضمت فيه بقية تركيبة المجموعة 11 شابا، تتراوح أعمارهم ما بين 19 و 38 سنة، ينحدرون من أحياء مدينة عنابة، خاصة منها لاكولون، ديدوش مراد، بوزراد حسين، و جوانوفيل، إضافة إلى سبعة عناصر من العاصمة، كانوا قد قدموا إلى عنابة خلال فصل الصيف، على أساس الاصطياف، إلا أنهم كانوا يبحثون عن بارونات تهريب البشر لخوض مغامرة باتجاه جزيرة سردينيا الإيطالية. و قد تم ضبط برنامج الرحلة بعد الاتفاق مع وسيط من حي سيدي سالم متخصص في برمجة رحلات " الحرقة "، حيث دفع كل عنصر مبلغا ماليا يتراوح بقيمة 7 ملايين سنتيم من أجل حجز مكان على متن القارب، مع الإتفاق على دفع 3 ملايين سنتيم كدفعة ثانية بعد النجاح في الوصول إلى إيطاليا، و هي نفس الإجراءات التي تم التعامل بها مع فوج يتشكل من 11 عنصرا من ولاية الطارف. للإشارة، فإن هذه العملية تعتبر الأولى من نوعها التي تسجل على مستوى سواحل عنابة منذ حلول شهر رمضان المبارك، و حتى فصل الصيف، لأن ظاهرة الهجرة غير الشرعية عرفت تراجعا كبيرا إنطلاقا من شواطئ عنابة و الطارف، و ذلك جراء تكثيف وحدات البحرية لنشاطها الرقابي، و دورياتها الروتينية على مستوى المناطق التي كان يتخذها " الحراقة " نقطة إنطلاق لرحلاتهم، خاصة منها شواطئ جوانوفيل، الخروبة، سيدي سالم، جنان الباي و الرمال الذهبية بعنابة و كذا الشط و لاميسدا بالطارف، فضلا عن نجاح الجهات الأمنية بولاية عنابة في وضع حد لنشاط العديد من عصابات " تهريب البشر " التي كانت تتكفل ببرمجة الرحلات على متن " قوارب الموت " باتجاه جزيرتي لامبادوزا و سردينيا بإيطاليا.