صنعت تعليمة رئيس بلدية العوانة الملغاة حول منع ارتداء "التبان" في شوارع البلدية صيفا الحدث الاجتماعي، فبينما رفضت الأقلية التعليمة بمبرر الحرية الشخصية ومحاربة التطرف والتعصب وتنشيط السياحة، رأى فيها كثيرون تعليمة عادية نابعة من عمق التقاليد المحافظة لسكان البلدية خصوصا والجزائر عموما، في ظل انتشار موضة الملابسة الرجالية "الفاضحة" التي تعدت في الخلاعة ملابس النساء بكثير. تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع التعليمة الملغاة لرئيس بلدية العوانة حول منع ارتداء " التبان" في شوارع البلدية صيفا، فالتعليمة صنعت الحدث بمجرد انتشارها على "الفايسبوك"، فحتى مع تدارك الوالي الموضوع ومسارعته إلى إلغاء التعليمة، وبينما برر رئيس البلدية المنتمي إلى حزب التجمع الديمقراطي تعليمته بأنها "موجهة إلى مرتادي البلدية ومصالحها المدنية فقط"، بقيت التعليمة محل نقاش في الشارع الجزائري. وبين هذا وذاك تفاوتت الآراء حول الموضوع، لترجح كفة المنادين بفرض الحشمة والستر صيفا في ظل انتشار مناظر الخلاعة الرجالية والنسائية في الملابس. وحتى في مدينة فرنسية قرب مرسيليا، أصدرت البلدية مؤخرا قرارا بمنع تجول المصطافين بملابس البحر في المدينة، وإلا تعرضوا لغرامة بقيمة 38 أورو، وهو قرار استحسنه سكان المدينة. مطاعم ساحلية تمنع استقبال الرجال ب "التبان" وقبل إصدار تعليمة "مير" العوانة بمنع التجول بالتبان، كثير من مطاعم ولاية جيجل كانت تمنع دخول الشباب بالتبان، وهو ما أكده لنا صاحب مطعم بوسط مدينة جيجل فقال: "منذ سنوات نرفض استقبال الشبان المرتدين "الشورت" القادمين من الشواطئ، ولم يحصل لنا أي مشكل معهم، خاصة أن مطعمنا عائلي". ومن جهة أخرى، المتتبع لموضة الملابس الرجالية السنوات الأخيرة (نركز موضوعنا على الملابس الرجالية بعدما تخطت الحدود، وصارت تكشف أكثر ما تستر مقارنة بالملابس النسائية)، صارت فاضحة جدا. بعد الكراتين وتمليس الشعر.. شباب يحملون "المرآة" في جيوبهم فبعدما ولج عدد لا بأس به من شباب الجزائر، عالم الكيراتين والصبغات وتمليس الشعر والخروج إلى الشارع ب "الشوشة" المتدلية على الجبين، وارتدائهم أزهى الألوان من الوردي إلى الأحمر والأصفر، فالأكثر حسرة أن صار الشاب يحمل معه المرآة، ليخرجها دون خجل أو حياء في الشارع أو داخل الحافلة ليعدل شعره أو "شوشته". وفي هذا الموضوع، أخبرتنا إيمان التي كانت داخل حافلة النقل الحضري بين عين النعجة والقبة، أن شابا كان جالسا بقربها ومنذ انطلاق الحافلة، ثبت هاتفه في مكان معين لغرض رؤية شعره ووجهه، السلوك استفزها وجعلها تغير المكان، أما مروان فغير مكان صلاته مرة في أحد المساجد، بعدما أزعجه شاب "رغم انشغال المصلين بالصلاة، الشاب لم يتوقف عن تمشيط شعره بيديه حتى في سجوده" حسب تعبير محدثنا. "فيزو" رجالي يصنع الحدث بالشارع وتتوجه موضة الملابس الرجالية نحو الخلاعة شيئا فشيئا، فبعد الجينز الممزق و"البودي" الملتصق بالجسد وسراويل "سليم" الضيقة، إلى درجة شاهدنا بأم أعيننا شبابا يتعرضون للتحرش من بني جنسهم في الشارع..!! لتظهر في 2018 موضة غريبة جدا، وهي "الفيزو" الرجالي، وهي سراويل ملتصقة جدا بالجسد ومن مختلف الألوان بين الأحمر والأزرق تحمل على الجانبين خطوطا من ألوان مغايرة، وهي سراويل لا تصلح للارتداء في الشارع، ومع ذلك شاهدنا الكثير يرتدونها دون خجل. جلول حجيمي: خطبنا الصيفية نركزها على ضوابط الأعراس والزواج والعطلات يرى المنسق الوطني لنقابة الأئمة وموظفي الشؤون الدينية، جلول حجيمي، أن ما يعرفه المجتمع من تدهور في الأخلاق وغياب القيم، سببه العولمة والانفتاح على الغير، وما تنقله الفضائيات الغربية ومواقع التواصل الاجتماعي، التي صار تأثيرها يفوق تأثير الأسرة والمدرسة. وأكد الإمام في اتصال مع "الشروق" أنه في سنوات السبعينيات والثمانينيات كانت لدينا لجنة لضبط الآداب العامة، مهمتها رصد بعض التجاوزات الأخلاقية في المجتمع، مثل السكر العلني والسب والتحرش ويعاقب الفاعلون. وأكد مسألة تحديد لباس معين: "فحتى كثير من الدول الغربية وبعض الفنادق العالمية الكبرى، ترفض دخولك بلباس لا تراه محترما". ولذلك يدعو حجيمي إلى تحرك الأسرة والمدرسة والمساجد لتوعية الشباب "الذين أعتبرهم ضحايا للعولمة"، أما بعض الرجال الذين يبالغون في "التبرج" فهم مرضى نفسيا في حاجة إلى علاج، حسب تعبير حجيمي. وأضاف حجيمي أنه منذ دخول فصل الصيف، شرع أئمة المساجد في التوعية والنصح حول المظاهر المنتشرة في المجتمع، ومنها ضوابط الأعراس خاصة التجاوزات الحاصلة في المواكب والتبذير والمغالاة في المهور، وإزعاج الجيران واللباس غير المحتشم…