إذا كانت الفتيات في السابق، قد نلن نصيبهن من اللوم والانتقاد بسبب طريقة لباس البعض منهن، التي تعتبر في نظر المجتمع خادشة للحياء، ولا تصلح لارتدائها في الأماكن العامة، أو في الشارع والطرقات، فان الدور الآن جاء على بعض الشبان والمراهقين، ممن ضربوا بكل القيم والأخلاق عرض الحائط، وراحوا ينافسون الجنس اللطيف في إبراز أدق التفاصيل في أجسامهم، بشكل صار يتسبب بكثير من الإحراج والانزعاج أيضا، لعدد من العائلات والمواطنين عامة، لاسيما في المرافق التي يكثر الإقبال عليها، من الأماكن العامة ووسائل النقل وغيرها. قد يقول البعض أن مسالة اللباس في الأول والأخير حرية شخصية ولا ينبغي لأي كان التدخل فيها، ومن هذا المنطلق، فان لأي كان الحرية في ارتداء ما يراه مناسبا لذوقه وميوله، غير أن ما قد ينساه الكثيرون، أن حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، ويزداد الأمر غرابة عندما يتعلق بفئة الذكور التي من المفترض أن تكون الأكثر احتشاما، والأكثر احتراما لطبيعة وتركيبة المجتمع الجزائري، وإلا فماذا يبقى عندما يقف شاب في مقتبل العمر، أمام جمع غفير من الناس، ومناطق حساسة من جسمه ظاهرة للعيان، دون أن يجد في ذلك أدنى حرج، بل انه يكاد يستغرب ويستهجن نظرات الناس المتقززة إليه، بسبب موضة إظهار الملابس الداخلية التي تفشت بشكل كبير في شوارعنا وأحيائنا وبكل مكان تقريبا، من طرف شبان ومراهقين، فهموا الموضة وحرية الملبس بطريقة عكسية تماما. والملاحظ بصفة عامة، أن الأمر لم يعد مقتصرا على السراويل الفضفاضة والواسعة، وهي تلك التي يرتديها مطربو الراب في العادة، وتلقى رواجا في أوساط بعض المهووسين بهذه الفكرة، وإنما تعداه ليشمل حتى السراويل العادية التي تكاد تهرب من أصحابها، حتى ليخيل للمرء أن الأحزمة الجلدية الرجالية قد اختفت كلية من السوق، أو أن هؤلاء الشبان، يتبعون حميات قاسية، جعلت خصورهم غير قادرة على ضبط سراويلهم بشكل طبيعي، كما راجت بصورة كبيرة، تجارة هذه السراويل والملابس الداخلية الرجالية، وأصبح التهافت عليها، ينافس تهافت الجنس اللطيف على شراء مختلف قطع الملابس والأطقم، في ظاهرة غريبة وشاذة بعيدة كل البعد عن قيم مجتمعنا العربي والإسلامي، وتتعارض كلية مع كل قيم الشهامة والرجولة التي يتميز بها الرجل الجزائري. ويستهجن الكثير من المواطنين هذه الظاهرة، التي صارت أشبه بالعدوى، ولا يتمالك الكثيرون، ومست عددا كبيرا من الشبان والمراهقين في مجتمعنا، خصوصا وأنها مثلما سبقت الإشارة إليه لم تعد مقتصرة على السراويل الواسعة، وصارت من المناظر المقززة للغاية التي تجعل المرء يشمئز، ويرغب في عدم الخروج من منزله على الإطلاق، بعد أن صار بعض هؤلاء الشبان، يحرصون على إظهار ملابسهم الداخلية في كل مكان، في تقليد يمكن اعتباره غبيا وسخيفا جدا للغرب، علما انه وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها التي انطلقت منها موضة السراويل الهابطة هاته، فقد تبنت بعض ولاياتها قوانين لمنع ارتداء السراويل الساقطة التي تنخفض من الخلف إلى منتصف الأرداف كاشفة عن اللحم أو الملابس الداخلية لمن يرتديها، ويفرض القانون عقوبة حدها الأقصى السجن ستين يوما لتكرار انتهاك القانون الذي يحظر ارتداءها.