بعدما كانت المرآة وبعض أغراض الزينة وإكسسوارات الشعر لا تفارق حقيبة المرأة. انقلبت المعادلة وتغيرت المفاهيم فتعلق بعض الشباب بالمرآة، فتجدهم في الطرقات والمقاهي يخرجون خلسة أو علانية مرآة صغيرة أو يستعملون هاتفهم النقال لرؤية وجوههم وشعرهم، فلربما تطايرت شعرة أو اثنتان مع هبوب نسمة ريح، رغم أن الكيراتين أو مملس الشعر وحتى صبغة الشعر ذات اللون البني والأشقر، صارت لا تفارق بعض الرجال. وبعيدا عن أدوات الزينة باتت الملابس الفاضحة والملونة والملتصقة بالجسد أكثر ما يريده شباب اليوم. لدرجة قد تتجول ليوم كامل بين المحلات بحثا عن سروال رجالي عادي ولن تجد إلا بعد مشقة. وينتقد كثيرون موضة الملابس الرجالية الملتصقة بالجسد، مثل "البودي" وسروال "سليم" أو "فيزو" بألوان مختلفة لأنها فاضحة جدا وتكشف أكثر ما تستر، ولكن لدى البعض أصبح عاديا جدا ارتداء الرجل سروالا ورديا أو أحمر ملتصقا بجسده، لأنها الموضة ومن لا يسايرها هو متخلف حتما..!! وفي وقت تمنع الفتيات من دخول المؤسسات التربوية والجامعات بملابس تحددها القوانين الداخلية مثل"الميني جيب" أو "الفيزو" لأنها فاضحة، غضت هذه القوانين الطرف عن بعض الملابس الرجالية التي حصل إجماع على أنها فاضحة، ولا يصح أن ترتدى بأماكن الدراسة ومقرات العمل. ومن أغرب وأخطر ما سمعناه في الموضوع، هو تعرض بعض الشباب "للمعاكسة" في الشارع من طرف أصحاب نفوس مريضة وغير سوية. وفي هذا الصدد روت لنا "مريم" وهي طالبة جامعية ما شاهدته بأم عينيها وصدمها، وحسب روايتها كانت تنتظر سيارة أجرة مقابل فندق السفير بالعاصمة، فلاحظت رجلا كهلا يمر بسيارته ولأكثر من مرة قربها وهو يلوح بيده ويقوم بحركات مخلة، لتتفاجأ بعد تحديقها في وجهه بأنها ليست المقصودة بالمعاكسة، وإنما شابان كانا واقفين جنبها ينتظران بدورهما سيارة أجرة، وكانا لا يختلفان في شكلهما عن الفتيات، أحدهما شعره أشقر ومنسدل على كتفيه، ويرتدي سروالا ضيقا باللون الأحمر وقميص أبيض، والثاني ربط شعره الطويل على شكل ذيل حصان، ويرتدي سروالا أبيض ممزقا حتى أعلى الفخذ. وعلقت محدثتنا على الموضوع " يبدو أن الكهل اختلطت عليه الأمور، فحسبني رجلا من ملابسي السوداء الفضفاضة، وظن الشابين فتاتين.. أو أنه كان يعلم ما يريد..!!". وفي الموضوع، استهجن رجال الدين نوعية الملابس التي توجه إليها الشباب مؤخرا، مؤكدين أنها بعيدة كل البعد عن قيم المجتمع الإسلامي. حيث حمل الإمام كمال بن سعد مسؤولية ما وصفه بالتفسخ في الأخلاق، للوالدين ثم المدرسة، محرما ارتداء هذا النوع من الألبسة. ومن جهته أكد الأستاذ في علم الاجتماع يوسف حنطابلي أن إقدام المراهقين والشباب على ارتداء الملابس المثيرة يدل على اجتياح موضة التخنث المجتمع الجزائري حيث يصعب التفريق بين الفتى والفتاة في الشارع، وتعبر ظاهرة مبالغة الشباب على الاعتناء بمظهرهم على فراغ الجانب الروحي والفكري والقيمي لشباب اليوم، حيث يعتبر جمال وجاذبية المظهر العامل الأول للتميز والظهور.