تشهد شواطئ ولاية تيبازة مع انطلاق موسم الاصطياف لهذه السنة، حالة من الفوضى وسوء التسيير، ما سهل على عدد من الشبان الاستيلاء على مساحات شاسعة من الشواطئ الرملية واستغلالها لحسابه الخاص، فيما استحوذ عدد آخر على المواقف المجاورة، وفرضوا رسوما لركن السيارات بأسعار مبالغ فيها في ظل غياب السلطات المعنية. كشفت المعاينة الميدانية التي قامت بها "الشروق" إلى عدد من الشواطئ المعروفة، مدى التسيّب والاستغلال غير القانوني لبعض الشواطئ المسموحة للسباحة ومواقف السيارات، وكذا الممارسات المنافية للآداب على مستوى الشواطئ الصخرية الممنوعة للسباحة. فبشاطئ العقيد عباس ببلدية الدواودة الذي يستقطب أعدادا هائلة من المصطافين، قام عدد من الشبان باقتسامه واستغلاله بطريقة غير قانونية، مستغلين تأخر تنظيم المزاد العلني لتأجيره، حيث قاموا بنصب الخيام والمظلات الشمسية وطاولات وكراسي لتأجيرها لمرتادي الشاطئ بأسعار مرتفعة، كما قام عدد آخر بالاستيلاء على مواقف السيارات المحاذية للشاطئ وفرضوا رسوما اعتبرها الزوار غير معقولة، خصوصا وأنهم لا يوفرون الأمن في حالة حدوث سرقة أو تخريب ولا يتحملون المسؤولية، وبشاطئ سي الحواس المعروف ب "فلوريدا"، فالسباحة به لا تتوقف إلى ساعات متأخرة من الليل، وهو ما يذر أموالا طائلة على مستغليه بطريقة غير قانونية، وفي انتظار تنظيم المزاد العلني لتأجير الشاطئين الاثنين القادم يتواصل الكسب غير المشروع إلى إشعار آخر. محطتنا الثانية كانت شواطئ مدينة تيبازة وتحديدا منطقة شنوة، التي قابلنا فيها المصطافين باستياء كبير، جراء استحواذ مؤجرو المخيمات على الشواطئ وتخصيصها للمقيمين بدون وجهة حق، "من رخص لهم حجز جزءا من الشاطئ لصالح المقيمين"، يتساءل محمد القادم من ولاية البليدة، الذي أضاف "أصبحنا ندفع الأموال في كل مكان نتوقف به وحتى الشاطئ مسموح للبعض وممنوع على البعض الآخر". وإذا كان حال الشواطئ الرملية بالولاية هو الكسب غير المشروع، فإن الشواطئ الصخرية التي يفضلها البعض الآخر، صار ممنوعا على العائلات بسبب الممارسات المنافية للآداب العامة، حيث حوّلها المنحرفون إلى أماكن للسكر العلني والدعارة، فرغم عمليات التمشيط التي تقوم بها مصالح الدرك لردع هذه الممارسات، إلا أن استفحالها في موسم الاصطياف يتزايد بشكل ملحوظ، الأمر الذي استنكره المصطافون، خصوصا على مستوى الشريط الساحلي الرابط بين بلديتي بوهارون وتيبازة، وصولا إلى منطقة البلج والشريط الغربي الممتد من شرشال إلى الداموس، وطالب المواطنون الذين تحدثنا إليهم بضرورة تنقية الشواطئ من الممارسات الدخيلة على المجتمع فليس من حق فاسدي الأخلاق حرمان العائلات من التمتع بزرقة البحر والمناظر الخلابة التي تزخر بها تيبازة.