قامت السلطات الفرنسية بترحيل جمال بغال إلى الجزائر، مباشرة بعد خروجه من السجن، صباح الاثنين، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس. وكان جمال بغال البالغ من العمر 52 سنة، قد تم تجريده من الجنسية الفرنسية، وقد غادر سجن "فيزين لو كوكي"، في غرب فرنسا، في حدود الساعة الخامسة والنصف فجرا، ليتم ترحيله مباشرة، حيث أقلعت الطائرة التي تقله إلى الجزائر في حدود الساعة العاشرة والنصف. ونقلت فرانس برس، أن سلوك جمال بغال كان هادئا، ولم يقم بأي عمل يشكل مفاجأة للشرطة الفرنسية. ويلقب جمال بغال، ب"الأب الروحي" للشقيقين كواشي وأميدي كوليبالي، وهما منفّذا الهجوم على مكاتب الصحيفة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو" في جانفي 2015، فيما كان لكوليبالي علاقة بالهجوم أيضاً، كما أنه نفّذ هجوماً آخر على مركز تجاري يهودي في باريس، في التاسع من جانفي من العام نفسه. وسعت الدولة الفرنسية إلى التوصّل إلى اتفاق مع السلطات الجزائرية من أجل ترحيل بغال إلى الجزائر فور خروجه إلى السجن وذلك تفادياً لبقائه على الأراضي الفرنسية. وبحسب مصادر مطلعة في قصر الإليزيه، الترحيل لم يكن ليصبح ممكناً لولا تعاون السلطات الجزائرية. وقالت جريدة "لوموند" الفرنسية، في 11 جويلية الماضي، إنه بعد مفاوضات دبلوماسية دقيقة بين باريسوالجزائر حول هذه القضية ، يبدو أن الأمور تسير على ما يرام، وأضافت أنه تم إصدار بشكل سريع لتصريح قنصلي يسمح بعودته إلى بلده الأصلي بعد أن انتهت صلاحية وثائق هويته. وكانت السلطات الفرنسية قد حكمت على بغال في العام 2005 بالسجن لمدّة عشر سنوات بسبب علاقاته بشبكات إرهابية، كما تمّ الحكم عليه لعشر سنوات أخرى في السجن في العام 2013 كونه الرأس المدبّر لعملية فرار أحد القياديين السابقين في الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر. ونجا جمال بغال من القانون الفرنسي ضدّ الإرهاب الذي صدر في العام 2016 وتأتي عملية إطلاق سراحه بوقت أبكر بثلاثة وعشرين شهراً ونصف الشهر، بناء على حقوق المعتقلين، غير الإرهابيين، في السجون الفرنسية. وأكّد القائمون على أمن سجن فيزان بالقرب من مدينة رين حيث كان بغال معتقلاً، لوكالات صحفية فرنسية، أن مدّة اعتقاله مرّت من دون مشاكل. وكان القضاء الجزائري قد حكم على بغال بالسجن لمدّة عشرين عاماً بسبب نشاطاته في الجماعة الإسلامية المسلحة. وبعد تعاون مع الأجهزة المختصة في فرنسا، وافقت الحكومة الجزائرية على تسلّم بغال فور خروجه من السجن، الأمر الذي يوفّر على فرنسا وضعه تحت المراقبة الدائمة. وكان بغال قد فقد في العام 2007 الجنسية الفرنسية التي حصل عليها في العام 1995 بعد إدانته بأعمال إرهابية.